|
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ (Re: محسن خالد)
|
1
نحو الشعوذة يتجه السودان بخطوات مهرولة , لا يتجه لتنمية مُستدامة وسلام اجتماعى وعدالة , بل فقط الى الشعوذة . بانحدار الطبقة الوسطى وترييف المدينة تتراجع ابرز ملامح التمدن , العقلانية - العقلانية ابنة التنوير الشرعية - . كل الأشياء مكتوبة فى اوراق التراث الاصفر , كلها , سقوط الحكام يا عزيزى ليس اجتهاداً او ابتداعاً شعبياً يدفع فيه المئات حياتهم فى سجون واقبية تعذيب , بل هو قدر من الاقدار المعروفة , هنا تتحكم الطلاسم باسم الدين ويُصفق العامة ابتهاجاً وعلينا الاستكانة والانتظار فالصبر كما هو معلوم مفتاح فرج . قال لنا ذات مرة أستاذ المرحلة الثانوية فى مادة علم (الاحياء) ان (داروين) على خطأ , والدليل انك لو احضرت (قرد) فى قفص وأستيقظت فى اليوم التالى فلن تجد فى القفص (انسان) بل ستجد نفس (القرد) ! هاهاهاهاهاها , هذا الاستاذ الاحيائى المعتوه هو نفسه ضحية ويقوم باستنساخ تلاميذ ضحايا على شاكلته , فالتطور والارتقاء فى الكائنات الحية لا يحدث بين يوم وليلة . يتراجع (العلم) , ويتقدم الفهم المغلوط للـ(الدين) , الفهم الساذج القدرى , الفهم الأسطورى المتعفن , تحول (الدين) الى شطحات تقوم بحساب عدد الاحرف فى آية مُعينة دون فهم عصرى للمعنى , دون فهم ثورى . كان هذا هو دور الطبقة الوسطى السودانية التى ماتت , دور تقديم العقلانية فى طبق من ذهب , لكن ما حدث كان اعتلاء الراسمالية الطفيلية قمة السلطة فقامت بتشويه المجتمع عن عمد , وأصبح تجار العملة وغاسلى الاموال المحلية والعالمية هم نجوم المجتمع الجديد , وحدث الاعوجاج فى العود والظل فى آن , واصبح للثقافة نجومها وللفكر نجومه , نجوم العلاقات العامة وشاشات التلفاز , نجوم يعيشون يغشون بالصحف المشتراة العيون , نجوم يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت , وفى نهاية المطاف فان ما يقدمونه عبارة عن (خراء) مُغلف فى ورق هدايا راقى . فى ظل هذا المناخ الفاسد فى البلد الظالم والمظلوم , كان سقوط (محسن خالد) الفكرى بالنسبة لى كارثة , كارثة مثل كارثة ان تستيقظ وتجد ان(القرد) فى قفص حديقة الحيوان قد تحول الى (انسان) . رد الله غربتك الفكرية من تخبطات الدروشة يا مبدعنا العزيز .
|
|
|
|
|
|