|
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)
|
عندما يتحول المرء من إستقلالية الأنا إلي طمأنينية الهم بضم الميم، يتحول عن الحقيقة إلي الإغتراب ، الإغتراب عن نفسه وعن أصالة وجوده...الإغتراب من الوعي الوصيل الوثوقي للوعي الإجتماعي والرأي العام...للقلق عند هايدجر مكونان أحدهما نفسي والآخر وجودي ، وعندما يطغي النفسي علي الوجودي يأخذنا إلي الكآبة أوفي أقصي مشاويره إلي الإنتحار، أما عندما يطغي الوجودي علي النفسي يتجاوزالتأثيرات المزاجية السلبية للنفسي ويحفز معاني الحياة وبالتالي كل أفعال التميز والإستقلالية... عند هايدجر لا توجد أي أسباب خارجية معلنة أو خفية وراء القلق ، أي لا شيئ مزعج يحدث في حياة الفرد ويسبب له قلقاً دائماً لأن كل المؤثرات الخارجية تحدث ما يمكن أن نصفه ، بالخوف ، الإضطراب ، الإنكسارات المختلفة الدرجة لكنها لا تسبب القلق رغم ما إعتدنا عليه من إطلاق مفردة القلق عليها بدلاً عن تسميتها باسمها الحقيقي.. حيث الوجود الفردي لأي فرد منا هو كل شيئ .. الوجود الفردي المستقل عن أي تأثيرات أو أفكار مسبقة من خارجه تحدد له كيف يجب أن يعيش..الوجودي الفردي هو مسئولية كل منا عن حياته التي يعيشها يوم بيوم ولا يعيشها له أي حد آخر .. فلا شيئ خارج البني آدم يصنع حياته لكن هنالك ما يأثر فيها ويشكلها بدرجة إستجابة الفرد للعوامل الخارجية وإستسلامها له لتصنع منه الإنسان الذي تريد..هايدجر ولأنه لا يؤمن بالأديان يري أننا قد قذف بنا قذفاً إلي هذه الحياة بدون يد ولا كراع ، ليس أنا فقط بل كلنا مقذوفون في فراغ عريض من اللا شيئ.. هذا الفراغ العريض من اللاشيئ الذي لم نحدد بدايتنا فيه و لا معني لنهايتنا غير أنها تفتح أمامنا الفرص لإنجاز أقصي ما يمكن قبل النهاية حيث تنتهي فرصة كل الممكنات ، هذا الفراغ العريض والسؤال عن كوننا لا شيئ في عالم غريب هو مصدر القلق ، والقلق مصدر الأصالة والنبوغ...أواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|