|
Re: سياسة ود شوين والحجوج وعلامة انتصار فلسطين!! (Re: Balla Musa)
|
فى ذاك العام عرفنا أن فلسطين ستنتصر على إسرائيل وكانت الإشارة هى وجود شعرة فى المصحف.. وقد صادق على هذا الخبر الشاويش عبد المحمود, وتأكدنا من صحته من الحجوج.. وصرنا نرى ناس الحلة نساءا ورجالا يفتحون المصاحف ويجدون الشعرة وتعتلى وجوههم الفرحة.. وفرحنا لحتمية انتصار فلسطين..
لم تستمر فرحتنا كثيرا حتى جاء الشاويش ونشر فى الحلة أن إسرائيل دخلت مصر وحاتجى السودان.. ونادى الشباب وأمرهم بحفر الخنادق.. وكنت ألاحظ ناس ليلى بت احمد خالى يبكين بحرقة.. وأثناء ذلك المهرجان الباكى الحافر للخنادق سمعنا حسن على ينادى بأعلى صوته: الكرومو.. الكرومو ياناس وهو يعنى الكرامة.. فحكى أنه رأى فى المنام عاصفة حمراء تجتاح حلتنا ورأى وسط الريح الشيخ ود حسونة يأمره بذبح الكرامة.. فهرع كل بيت لزريبته وجاء بعنبلوك وجاء آخرون بعيش البليلة وذبحت تلك العنابليك بالصف ثم أوقدت النيران والنسوة جئن بالحلل المسماة القيزان وسلق اللحم مع البليلة ووقف عليها رجال عقلاء وطاهرون وطفقوا يغرفون لكل شخص فى صحنه..
هذا العمل سار متوازيا مع خطة الشاويش عبد المحمود الدفاعية.. عندها أنا وود على سألنا الحجوج: كيف نحنا شفنا الشعرة واسرائيل غلبت فلسطين ومصر وجايانا هنا لحدى حلتنا.. الحجوج قال ماعارف لكن كلام الشعرة دا صحيح ولكنه يعتقد أن إسرائيل جايا حلتنا تشيل الناس السود عشان تطقهم فى راسم وتصفى دمهم..
والحل يا الحجوج؟ قال انت وود على لونكم اسود, تمشوا تغسلو وجهكم بالرملة الخشنة كل يوم لحدى مايبقى أبيض..
وذهبنا نفعل ذلك بهمة حتى تقرحت وجوهنا.. الغريبة لم نفطن لأن الحجوج بحكم أنه يقرأ الجرايد أصبح مثقفا تصيبه فى بعض الأحيان لوثة التهكم على العامة من أمثالنا أنا وود على.. وقد أصبحت تلك الحادثة أول حقيقة لمثقف كاره نفسه فى تاريخ حلتنا..
ففى الوقت الذى كنا فى عهد الشاويش والحجوج وحسن على نفتح المصاحف ونبحث عن الشعرة الإشارة, أكيد أطفال إسرائيل قد استوثقوا من سفر الخروج بأنه يشكل جوازا لهم لقتل أى فلسطينى فى سبيل عودتهم المقدسة, وأكيد لم يأخذ سفر الخروج منهم وقتا حتى تفرغوا لدراسة تكنلوجيا الحرب على الفلسطينيين والعرب والحفاظ على الغلبة الإقتصادية لليهود ليسيطروا بها على كل العالم!!
والدليل على ذلك أن أطفالنا الذين أصبحوا وزراء دفاع ورؤساء لايستطيعون رؤية الطائرات المغيرة وقت صلاة العشاء وبدون كهرباء, ويسعون حثيثا لزيادة حدة النظر لكل سودانى بل ربما يسعون لتحويل الشعب لقطط ترى بوضوح فى الظلام!
|
|
|
|
|
|
|
|
|