وكت الكلام جاب الكلام سؤال ياموصلي و تمبس !!

Quote: دور الة الجيتار فى الفرق الموسيقية الوترية وفرق الجاز (مجازاً) التأثير ، والتطوير د.الفاتح حسين احمد أ/مشارك كلية الموسيقى والدراما /الخرطوم مقدمة :- لم تتعرف الموسيقى السودانية على الالات الاوربية والعربية إلا فى بداية الثلاثينات من القرن العشرين ، إذ نجد أن فن الحقيبة أو المدرسة الفنية الاولى فى فترة العشرينات اعتمدت على أداء المغنى وترديد الكورس معه مع التركيز أكثر على النص الشعرى أكثر من اللحن واستخدام بعض الالات الايقاعية مثل الرق والمثلث ، أما فى بداية الثلاثينات بدأت النثلة الاولى فى استخدام الالة الموسيقية مثل العود والكمان وتم توظيفها مكان الكورس واستمرت النقلة بادخال الة الاكورديون وصفارة الابنوس ثم وفى فترة الخمسينات دخلت الة القانون العربية وخاصة فى فرقة اذاعة ام درمان ثم ظهرت الات النفخ مثل الترامبيت والكلارنيت والساكسفون وفى نهاية الخمسينات ظهرت الة الجيتار وكانت تعزف بنفس طريقة العود واستمرت التجارب من عازفى الجيتار فى كيفية توظيف الجيتار فى الموسيقى الوترية من خلال فرقة اذاعة ام درمان ومن خلال فرق الجاز (مجازاً) والتى بدأت نشاطها فى بداية الستينات . الفرق الوترية :- المقصود بها تلك الفرق التى تستخدم الالات الوترية واهمها الة العود والكمان والتى بدأت مع بداية تكوين فرقة اذاعة ام درمان والتى تطورت فيما بعد بادخال الات النفخ ثم مؤخراً الة الجيتار والباص جيتار والاورج ، هذه الفرق تنتشر فى وسط السودان والمدن الكبيرة الاخرى ونلاحظ بأنها تأثرت بالثقافة العربية عكس ماهو فى جنوب السودان الذى حافظ على زنجيته وافريقيته ، الة العود هى الالة المسيطرة على الموسيقى السودانية منذ الثلاثينات ويعتمد عليها الملحن فى تأليف الحانه . فى نهاية الخمسينات ظهر الفاتح الطاهر دياب مستخدماً الة الجيتار فى تأليف الحانه وقام بتأليف عدة مقطوعات موسيقية واغانى اهمها مقطوعة لغة الجيتار ومقطوعة الميناء كما قام بتلحين اغنية حكاية حب للفنان الراحل التاج مصطفى حيث نجد ان الة الجيتار واضحة وخاصة فى لحن المقدمة ، هذه المؤلفات والتى اعتمدت على التأليف بواسطة الجيتار تم تسجيلها لاذاعة ام درمان فى العام 1959م كما نجد ان الفاتح الطاهر وفى نفس الفترة يصاحب فرقة الفنان ابراهيم عوض كعازف جيتار ولكنه لم يستمر طويلاً نسبة لسفرة فى العام 1962م الى الاتحاد السوفيتى للعمل فى السفارة السودانية بموسكو ثم بعدها ترك العمل الدبلوماسى واتجه الى دراسة الموسيقى هناك حيث التحق بكنسفتوار رمسكى كرساكوف بمدينة ليننجراد ثم كومسفتوار شايكوفسكى بموسكو . فى نفس الفترة نجد المرحوم عثمان المو وهو فى الاصل عازف كلارنيت بموسيقى الشرطة ومؤلف موسيقى ومغنى ، نجد له عده محاولات بالتلحين بواسطة الة الجيتار حيث قام بتأليف أغنية معبد الاحزان وتم تسجيلها باذاعة ام درمان ، وتزامن وفى نفس الفترة ظهور الفنان شرحبيل احمد والذى بدأ حياته الفنية باستخدام الة العود وذلك فى النصف الثانى من الخمسينات ثم تحول الى الة الجيتار وكون فرقته الموسيقية والتى اعتمدت اعتماداً كاملاً على التكوين الافريقى بعيداً من الة العود والكمان وبهذا التكوين الجديد الذى تم فى العام 1960م استطاع شرحبيل بل ويرجع اليه فى نشر الة الجيتار فى السودان الشمالى بالتحديد نسبة لان الة الجيتار كانت معروفة لدى الفنانين بجنوب السودان ما قبل ذلك بكثير . بظهور شرحبيل وفرقته الموسيقية ظهرت عدة فرق متأثرة بهذا الشكل الجديد وبدأت الة الجيتار تنتشر وبدأ استخدامها فى الفرق الوترية وبشكل اقوى وبطريقة عزف متطورة مما كانت عليه فى نهاية الخمسينات ، إذ بدأ الموسيقيين بتوظيف الجيتار التوظيف السليم بدلاً من استخدامه وكأنه الة العود وظهر عزالدين يوسف والذى تم تعينه كعازف جيتار بفرقة الاذاعة فى العام 1970م ورمضان بشير (ترنتى) والذى استفاد من دراسته بمعهد الموسيقى والمسرح وظهر صلاح خليل مع فرقة الفنان محمد وردى والذى امتاز باداء الصولو المنفرد على الجيتار وخاصة فى اغنية بناديها والحزن القديم ، رمضان بشير (ترنتى) وصلاح خليل بدأو حياتهم الفنية مع فرق الجاز (مجازاً) وذلك قبل انتقالهم للفرق الوترية بالتالى كان مستواهم متطور فى العزف ، أما فى النصف الثانى من السبعينات ظهر شاكر عبدالرحيم والذى تميز بعزفه واسلوبه المتفرد خاصة مع فرقة الفنان ابو عركى خاصة فى اغنية نوبية واغنية بخاف ، وفى بداية الثمانينات ظهر الفاتح حسين كعازف جيتار اساسى بفرقة الفنان محمد الامين وله بصمات واضحه فى عزف الصولات المنفردة على الجيتار والتى اعتمدت على الارتجال ونلاحظ ذلك فى اغنية انا وحبيبى وزاد الشجون والجريدة ، كما ظهر كمال ميرغنى والذى انضم لفرقة محمد الامين قبل الفاتح حسين ولكنه لم بستمر طويلاًُ وبدأ يتعاون مع كل مطربى اتحاد الفنانين وامتاز باسلوب عزفى مميز . هذه الفترة اصبحت اله الجيتار من الالات الاساسية فى تكوين الفرق الوترية بل تعتبر محاولة جادة لتوطين الة الجيتار فى الغناء السودانى ويعود الفضل لهؤلاء العازفين الاوائل وخاصة الذين كانوا اعضاء بفرق الجاز مجازا و الذين اعتمدوا على حسهم الفنى وسمعهم فى مجاراة اللحن ومحاولة توظيف الجيتار داخل الفرق الوترية . فرق الجاز (مجازا) :- اطلقت كلمة فرق جاز على كل الفرق التى ظهرت فى بداية الستينات إبتداء من فرقة شرحبيل احمد وذلك نسبة للالات التى استخدمت واهمها الجيتار والباص جيتار والدرمز والات النفخ بعيداً من الالات الوترية مثل العود والكمان ، وهذه التسمية غير صحيحة إذ ان الجاز هو اسلوب عزفى معين يعتمد على الارتجال ومهارة العازف ظهر فى مدينة نيو اورلينز بامريكا فى نهاية القرن التاسع عشر وسط الزنوج المستعبدين لدى الاقطاعيين قى ذلك الوقت وهو اسلوب قائم بذاته مثله مثل اسلوب البلوز والرقى وفى السودان الحقيبة أما الفرق التى ظهرت فى السودان والتى اطلقت عليها تلك التسمية هى استخدمت نفس الالات التى تستخدم فى موسيقى الجاز ولكنها تختلف فى تناولها للالحان التى تميزت بالايقاع الراقص واللحن الخفيف والكلمة البسيطة والخماسية التى تميز الطابع السودانى ويرجع السبب وراء هذه التسمية الى سببين هما :- 1- تزامن فى فترة ظهور هذه الفرق بالسودان انتشار موسيقى الروك اند رول وموسيقى الجاز كاساليب لحنية جديدة فى العالم حيث كانت تعرض بدور السينما بالخرطوم . 2- هذه الفرق العالمية والتى تظهر من خلال دور السينما استخدمت الات غير معروفة للسودانيين فى ذلك الوقت مثل الجيتار . بالتالى عندما ظهرت فرقة شرحبيل احمد فى العام 1960م وكل الفرق التى ظهرت بعده مثل فرقة اضواء بحرى وفرقة الديوم وفرقة النسر والعقارب اطلقوا الناس عليها فرق جاز نسبة لتشابه الالات المستخدمة بينهم وبين تلك الفرق العالمية إذ أن التسمية جاءت من الشكل وليس من مضمون الاسلوب اللحنى المقدم . الفرق التى ظهرت بعد فرقة شرحبيل اتجه بعضها لتقليد الموسيقى الغربية وتؤدى اغانيها باللغة الانجليزبة والبعض الاخر اتجه الى تناول الالحان الخماسية السودانية ويؤدونها باللغة الدارجية السودانبة الخفيفة وبعضها لم يحالفه الحظ فى تناول الخماسية إذ جاءت الحانهم بعيده عن الطابع السودانى وذلك لمحاولتهم لاخضاع هذه الالحان وتركيبها فى القالب الغربى أما البعض الاخر جاءت تجاربهم متطورة بشكل قوى إلى درجة انها اصبحت غير مفهومه وفوق أذن المستمع ، هذه الفرق وبالرغم من تجاربها بعيداً عن الفشل أو النجاح إلا أنها أثرت وشجعت بقيام فرق أخرى بالمدن الكبيرة اشهرها فرقة (جاز) عطبرة وفرقة الرجاف بالجنوب ، فترة بداية الستينات اصبحت تلك الفرق ذات انتشار واسع ولكنها لم تدم طويلاً وبدأت بالاتحسار ثم التلاشى واصبحت فرقة شرحبيل احمد تواصل فى نشاطها وحتى اليوم بل اصبحت مدرسة فنية قائمة بذاتها . تميز عازفى تلك الفرق وفى تلك الفترة بالعزف المتطور على الجيتار ساعدهم فى ذلك الاستماع المتواصل للموسيقى الغربية ومحاوله تقليد عزف الجيتار معتمدين على السمع من خلال الاسطوانات الغربية ونسبة لتأثيرهم القوى بالموسيقى الغربية نجد أن مساهمنهم جاءت ضعيفة فى تطوير الموسيقى السودانية نتيجة لاتجاههم الغربى وتقليد الموسيقى الغربية الوافدة والتى لم يتطبع عليها المستمع السودانى بالتالى نجد كل تلك الفرق وعازفيها المهرة لم تتغلغل فى الوجدان السودانى مقارنة بالفرق الوترية والتى أتت بشكل متطور منذ الحقيبة وشكلت موسيقاها على الطابع السودانى ، بالتالى توقف وانحسر نشاط معظم تلك الفرق المقلدة وخاصة بعد ظهور حفلات الديسكو الذى يقدم احدث الاسطوانات الغربية وباصوات مؤلفيها الاصليين وبصدور قوانين سبتمبر فى العام 1983م والتى اغلقت كل صالات الرقص والحفلات الليلية وكل الصالات التى تمارس فيها تلك الفرق نشاطها بها بالتالى توقف نشاطها تماماً وهاجر منهم من هاجر وظل البعض الاخر بالسودان بدون ممارسة أى نشاط فنى يذكر.