نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر (Re: البحيراوي)
|
Quote: الخوي ..غزارة في الموارد وضعف في الخدمات بعد نهاية جولتنا عندمنتصف نهار الإثنين الموافق الخامس من فوفمبر تحركنا صوب محلية الخوي حسب جدول الرحلة الموضوع ،حيث تحركت بنا عربة (الاتوز) عند الساعة الرابعة عصرا وهي وسيلة المواصلات الاكثر استعمالا بكردفان ومعها الفستو والكلك ولدخلها الجيد وبداعي اقبال المواطنين على شرائها بلغت اكثر من عشرة الف عربة تجوب طرقات الولاية ،ورغم ان المسافة لا تتجاوز المائه كيلو وبرغم ان الطريق مغطى بالاسفلت الا ان قيمة المشوار تعتبر عالية (عشرون جنيها) ،لم نجد خياراً سوى دفعها وعدم الاعتراض وذلك لأن الرفض سيعني عدم سفرنا الى الخوي التي تقع غرب الابيض ويستغرق المشوار اليها خمسين دقيقة ،وخلال هذه المسافة كنا نتجول بنظرنا على المساحات الشاسعة من الاراضي التي تقع على طرفي الطريق والتي بدت عليها آثار موسم الامطار الناجح واضحة ،وتمددت الحشائش وسيقان الذرة على مد البصر ،وكما درجت عادة السودانيين فقد تعارف ركاب الاتوز الاربعة سريعا ولم نترك موضوعاً في السياسة او الرياضة ولم نناقشه ،وكنا نتوق شوقا لرؤية الخوي التي رسمنا لها صورة وردية في مخيلتنا ولم نعرف لماذا توقعنا ان نجدها مدينة اخاذه وغاية في الجمال الريفي الممزوج بروح العصر ،ربما لأن اهلها الذين التقيناهم بالعاصمة وغيرها من مدن يمتازون بجمال الروح وحسن الخلق والتعامل الراقي ،ونحن على مشارف الخوي سألنا عن المحجر او سوق المواشي الذي اشتهرت به المنطقة وعندما اشار اليه المواطن عيسى وهو من قرية عيال بخيت لم نصدق وظننا انه يمارس المزاح معنا ،ولكن امجد سائق الاتوز اكد حديثه ،وتشكيكنا وعدم تصديقنا لحديث الاخ عيسى السيد مريود كان يعود الى بؤس مايسمى بالمحجر الذي هو عبارة عن زريبة كبيرة الحجم بها ثلاث غرف فقط ،وقال امجد سائق الاتوز ان الزريبة او المحجر هو اكبر سوق للضأن بالسودان يقصده تجار المواشي والمصدرون السودانيون والاجانب ،مشيرا الى ان اكثر من ستين الف رأس من الضأن تحملها الشاحنات يوميا في مواسم البيع (من شهر سبتمبر الى ديسمبر) الى العاصمة والى خارج السودان ،ساعتها تعرفنا على مدى قصورنا في الاستفادة من الخيرات التي منحنا الله لنا ،تجاوزنا محطة المحجر ولاحت لنا الخوي التي تعلقت بها قلوبنا قبل رؤيتها ،وبعد وصول العربة الى رواكيب تقع على جانب طريق الابيض النهود نزلت العربة من الاسفلت واتجهت شمالا ومرت بطريق رملي وجدت صعوبة كبيرة في المرور عليه ويقع وسط غابة من الحشائش والاشجار الكثيفة وبعد قطعها لمسافة ثلاثة كيلو مترات في الطريق الوعر لاحت لنا الخوي وكانت منازلها في الجزء الجنوبي مشيدة من المواد المحلية وغير مخططة وقلنا هذه طبيعة الاحياء الطرفية بالمدن،ولكن عند وصولنا الخوي تفاجأنا باننا وسط قرية كبيرة وليست مدينة كما تخيلنا ،وتفتقد للتخطيط والتنظيم و90% من منازلها مشيدة من المواد المحلية ،وبعد وصولنا سوقها الوحيد لم يختلف الواقع عن احياء المنطقة فهو الآخر لاتبدو عليه مظاهر تخطيط وتنظيم ومعظم متاجره مشيدة من القش والزنكي وبعضها من مواد ثابتة ،وعلى حسب وعده لنا اجرينا اتصالا بمتعمد المحلية الا انه تمنع عن الرد رغم انه رحب بالزيارة وبعد محاولات جاء رده بانه خارج المحلية فلم نهتم كثيرا لامره،فسجلنا جولة على المنطقة تعرفنا خلالها على تردي الخدمات بل انعدامها فالمستشفى شبه مهجور حيث يفضل المواطنون تلقي العلاج بالابيض ،ولاتوجد كهرباء ولاشبكة مياه ويعتمد السكان الذين يربو عددهم على الاربعين الف يتوزعون في 227 قرية اشهرها واكبرها قرية عيال بخيت ،علي الدوانكي وجلب المياه عبر التناكر في توفير مياه الشرب ،ورغم بؤس الحال والاحباط الذي شعرنا به من جراء تبخر احلامنا برؤية مدينة صغيرة جميلة وانيقة،الا ان اصرار مرافقنا في عربة الاتوز عيسى السيد مريود ان نتناول معه وجبة الغداء في السوق وتعامله الراقي والمضياف ،خفف علينا الصدمة والحسرة ،فبعد الانتهاء من جولتنا جمعتنا جلسة جميلة اكدت لنا اصالة معدن الانسان السوداني والكردفاني ،فالرجل اكد باننا ضيوف محليته ويجب ان يقوم بالواجب تجاهنا ،اغرقنا بكرمه وتعامله الراقي وتناوله الموضوعي لكافة القضايا التي كانت مكان نقاشنا في مطعم قدورة ،وكشف لنا وهو مربي ماشية عن ان تكلفة تربية الخروف لعام كامل تبلغ سبعين جنيه فقط ،فاصابتنا الدهشة ،بددها بتبرير للمفارقة العجيبة مشيرا الى انهم يبيعون باسعار معقولة تحقق لهم ربحا جيدا ،وقال انهم كمنتجين لايتحملون مسؤولية ارتفاع اسعار الماشية،لم نكن نتمنى ان تنتهي جلستنا الجميلة مع كرماء واصلاء الخوي ولكن لأن الشمس مالت الى الغروب معلنة حلول الظلام فضلنا التوجه نحو شارع الاسفلت والبحث عن عربة تقلنا الى النهود وجهتنا الثانية في رحلتنا ،ودعنا الخوي وكلنا حسرة على حال مواطن لايحظى ولو بالحد الادنى من الخدمات الضرورية ،برغم ان العائد اليومي للمحجر وبحسب مصدر بحكومة الولاية يتجاوز المائتي مليون ،وهذا يعني ان دخل المحجر في الشهر الواحد خلال مواسم البيع العالي يبلغ اكثر من ستة مليار ،(خمسون جنيه رسوم على كل رأس من الماشية)،ومثلما يتساءل مواطنو المحلية نسأل (أين تذهب هذه الاموال)؟؟؟؟ |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:30 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:31 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:32 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:33 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:34 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:35 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:36 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:37 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:39 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:39 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:40 AM |
Re: شكراً للصحافة وهي تتجول في كردفان والهدية للمركز تزامناً بالمؤتمر | البحيراوي | 11-15-12, 10:41 AM |
|
|
|