|
Re: استقالة مدير عام bbc لها معني (درس في المهنية )# (Re: زهير عثمان حمد)
|
بي. بي. سي.» تواجه أخطر أزمة في تاريخها بعد استقالة مديرها
جورج إنتويسل يغادر الهيئة بعد 54 يوماً فقط على تعيينه مديراً عاماً لها (رويترز)
..وفي اليوم الرابع والخمسين على توليه منصبه مديراً عاماً لـ«بي. بي. سي.»، استقال جورج إنتويسل أمس الأول. فيكون بذلك صاحب أقصر ولاية في تاريخ هذا المنصب. وجاءت استقالة إنتويسل بعد أزمة أثارها بثّ تقرير في برنامج «نيوز نايت»، يتهم خطأ مسوؤلاً سياسياً سابقاً في «حزب المحافظين»، في عهد مارغريت تاتشر، باعتداءات جنسية. لكن «هيئة الإذاعة البريطانيّة» ما لبثت أن قدمت اعتذاراً وُصف بالمحرج، معترفةً بأنَّ تلك الاتهامات غير صحيحة. كانت تلك الأزمة الثانية التي يواجهها إنتويسل في فترة إدارته القصيرة، بعد فضيحة الجرائم الجنسية التي طالت نجم «بي. بي. سي.» الراحل جيمي سافل. إنتويسل، الذي تولى منصبه في 17 أيلول الماضي، ألقى بيان استقالته السبت أمام مبنى «بي. بي. سي.» وسط العاصمة البريطانية لندن، وقال فيه: «نظراً لكوني أشغل منصب المدير العام لـ «بي. بي. سي.» ورئيس تحريرها أيضاً، فإن ذلك يعني مسؤوليتي عن أي محتوى يرد عليها، وفي ضوء مخالفة برنامج «نيوز نايت» للمعايير المهنية للصحافة في الحلقة التي أذيعت مساء الجمعة 2 تشرين الثاني، فقد قررت أن الشيء المشرّف الذي علي فعله هو الاستقالة». وأكّد على حاجة جمهور الهيئة «إلى استعادة الثقة بمؤسستهم عاجلاً». وأضاف أنّه يعلم أنّ اختيار مجلس أمناء «بي. بي. سي.» له لشغل المنصب خلفاً لمارك طومسون، كان قراراً صائباً، إلا أنّ «سياق الأحداث غير الاعتيادية خلال الأسابيع الماضية يجعل من الضروري تعيين شخص آخر لهذا المنصب». وكان انتويسل قال في وقت سابق إن التقرير الذي أشار بشكل خاطئ إلى تورط اللورد المحافظ السابق ماك ألبين بفضائح جنسيّة، «كان يجب ألا يبثّ». وكان اللورد كريس باتين رئيس مجلس إدارة الهيئة قد رأى قبل أربعة أشهر أنّ «إنتويسل سيكون مديراً مبتكراً لمؤسسة مبتكرة». وعقب الإعلان عن استقالته، قال إنّ «إصلاحاً هيكلياً جذرياً شاملاً صار ضرورياً للهيئة»، مؤكداً أنّه «لم يحاول إقناع إنتويسل بالاستقالة»، وأنّه «سيتم اختيار مدير عام جديد في غضون أسابيع»، واصفاً الحدث بأنه «مأساة». صحيفة الـ«غارديان» كانت أول من أشار إلى اسم السياسي المتهم في تقرير «بي بي سي»، مع إعرابها عن شكوك حول مصداقية تلك الاتهامات. ووصفت أمس، استقالة إنتويسل بأنها «أعمق أزمة في تاريخ بي بي سي». وتبدو الصحيفة محقّةً في ذلك، لأنّ ذلك القرار أنهى ثلاثة وعشرين عاماً قضاها إنتويسل في «بي بي سي». القرار بدا في ظاهره قراراً شجاعاً، ينطلق من «معايير الشرف المهني» كما أكد صاحبه. لكنّه لن يكون كافياً لانتشال الهيئة العريقة من أزمتها في ظل توقعات برفع اللورد ألبين دعاوى قضائية على «بي بي سي»، جرَّاء الاتهامات التي تناولته فيها. ولا يمكن النظر إلى الاستقالة، بمعزل عن المشاكل الكبيرة التي تغرق فيها الهيئة، وصلت حدّ اعتبارها «علامةً تجاريَّة ملوثة»، وسط مطالباتٍ بضرورة استقالة رئيس مجلس الإدارة اللورد باتين أيضاً.. خصوصاً أنّها مموّلة من ضرائب الشعب البريطاني. وتجدر الإشارة إلى أنّ «بي. بي. سي.» قامت بتعيين توم دايفي قائماً بأعمال المدير العام أمس، بانتظار اختيار مدير عام جديد. ووسط التداعيات المتواصلة للحدث، سارع موقع «بي. بي. سي.» الالكتروني بالعربيّة، إلى طرح قضية للنقاش حول «الشرف المهني والإعلام العربي»، سائلاً المتلقي العربي: «في ضوء المبررات التي أوردها مدير عام «بي بي سي» السابق في خطاب استقالته، كيف تنظر إلى مسألة أخلاقيات المهنة في الإعلام العربي؟».. سؤالٌ وإن بدا كأنّه يحرف القضية عن مسارها، إلا أنه جدير بالوقوف عنده مطوّلاً.
|
|
|
|
|
|