|
Re: اليوم الذكرى 47 لندوة المعلمين الشهيرة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)
|
وجهة نظر اسلامية بخصوص حل الحزب الشيوعي السوداني
Quote: حلّ الحزب الشيوعي السوداني
حسن عبد الحميد
(11 نوفمبر 2010م) مضت خمس وأربعون عاما بالتمام والكمال على محاصرة الجماهير السودانية للجمعية التأسيسية بما يقرب من مائة ألف مواطن جاءوا من مختلف بقاع السودان،مطالبين بحل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من البرلمان في الحادي عشر من نوفمبر 1965م.
وتعود جذور المسألة إلى ندوة معهد المعلمين الشهيرة التي نظمها الاتجاه الإسلامي وتحدث فيها كل من يوسف الخليفة أبوبكر وسعاد الفاتح وأدارها محمد أحمد الفضل، وفيها تحدت سعاد الفاتح الشيوعيين ـ أو الشيوعيات على وجه التحديد ـ بقولها ( أنا أتحدى أي طالبة تقول أنا شيوعية بالمفهوم الأخلاقي..) وحينما فُتح باب النقاش تحدث الطالب الشيوعي شوقي محمد، وأساء في حديثه للرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، بعدها انطلقت المظاهرات في كل أنحاء السودان تثأر من الحزب الشيوعي وتدمر ممتلكاته، ونادت قيادة جبهة الميثاق الإسلامي بضرورة حل الحزب الشيوعي السوداني.
وبالفعل تم إقرار تعديلات دستورية في الجمعية التأسيسية تحظر قيام الحزب الشيوعي السوداني، وكان نص التعديلات كالآتي ( يضاف الحكم الشرطي الآتي في آخر البند (2) من المادة (5 ـ أ): على أنه لايجوز لأي شخص أن يروج أو يسعى لترويج الشيوعية وعدم الاعتقاد في الأديان السماوية أو يعمل أو يسعى للعمل عن طريق استخدام القوة والإرهاب أو أي وسيلة لقلب نظام الحكم) وأضيف إليه ( كل منظمة تنطوي أهدافها ووسائلها على مخالفة الحكم الشرطي الوارد في ذيل الفقرة (2) تعتبر منظمة غير مشروعة وللجمعية التأسيسية أن تصدر أي تشريع تراه لازما لتنفيذ أحكام النص).
وفي يوم 29 ديسمبر تقدم الدكتور حسن عبد الله الترابي ـ عضو الجمعية التأسيسية عن جبهة الميثاق الإسلامي ـ بالاقتراح التالي:
(إنه من رأي هذه الجمعية أنه تقرر بحكم الدستور والقانون قد سقطت عضوية كل من السادة: حسن الطاهر زروق، وعزالدين على عامر، ومحمد إبراهيم نقد، وعمر مصطفى المكي، والرشيد نايل، وعبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة، والطاهر عبد الباسط، وجوزيف قرنق.)
وافقت الجمعية التأسيسية على الاقتراح، وأجازته بما يشبه الإجماع بعد أن منحت الشيوعيين فرصة للإدلاء بدلوهم، وهكذا تم حل الحزب الشيوعي السوداني ومصادرة أمواله وطرد ممثليه من الجمعية التأسيسية.
ثم جرت في بحر السياسة السودانية مياه كثيرة، فبعد ذلك بأربع سنوات قام الشيوعيون بمساندة القوميين العرب بمغامرتهم العسكرية ونفذوا انقلاب الخامس والعشرين من مايو 1969م بقيادة العقيد جعفر نميري، وبعدها بعامين نفذ الضباط الشيوعيين مغامرة أخرى في يوليو 1971م وقاموا بالانقلاب الذي قاده هاشم العطا والذي لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام عاد بعدها النميري وصفّى الشيوعيين في الجيش والخدمة المدنية وأعدم قياداتهم العسكرية والسياسية على السواء.
وفي مطلع العقد الأخير من القرن العشرين، حدث السقوط المدوي للشيوعية العالمية بتفكك الاتحاد السوفيتي نفسه الذي كان بمثابة (الأميّة) التي تغذي الشيوعيين بالدعم المادي والمعنوي، وراجع بعدها الكثيرون موقفهم من الانتماء للحزب الشيوعي.
أيها الرفاق... ثوبوا إلى رشدكم يرحمكم الله.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|