المنايا تتفنن تنوعاً .. قطمة الموت من كبدي أشد هذه المرة ..!

Quote: *ولكن طواها العباب (للشاعر المرحوم الدكتور/ كمال بدري) فقدت ابتسامي بعـد ( ابتسام ) وكانت لنا البسمة المشرقـــــــة وإشراقه العمــــر بعـــد المشيب فخلفت الحسرة المحرقـــــــــــــة ............... ذكرت وقد ولولوا بالخبـــر وجاءوا بجثتها......حافية وما زال بين الشفاه ابتسام ولكنها بسمة هازيه وترقد في نومها السرمدي يقطر منها رذاذ كثير فأدنيت رأسي لتوديعها وقبلتها في حنان مثير وأغمضت عيني .. على صورة ستتبعني للمقر الأخير وأفرغت في لهفة حانية وأرسلت في زفرة باكيه دموعي شعوري فؤادي الجريح يشيع معبودتي الغالية ........................... فقدت ابنتي فقدت ابنتي واسمها سوسن يضئ على وجنتيها الصبا ومن حسنها يقبس السوسن ومن مقلتيها تغار الظبا وأذكر .. أن لها تسعة من العمر لكن كعمر الورود وأول طفل أتى بيتنا فأضفى على البيت كل السعود فقدت ابنتي وهى مثل ابتسام تحب الجمال وتهوى السمر وتعشق في النيل سحرا تراه ويعجبها الشفق المنتثر على صفحة النيل .. في حمرة يعانقه موجه المنكسر ولكن ... ولكن طواك العباب وما نلت بعدك غير العذاب يقطع منى نياط القلوب وغير السراب .. وغير الضباب .. يغلف نظرتي الضاحكة ويحجب عنى بصيص الأمل ويملؤني ظلمة حالكة ....................... ذكرتك .. لما أتوا بالخبر يولول من خلفك الباكيات وأمك في لوعة تستعر يعانقها النسوة النائحات تنوح , وتجذب من شعرها تعفر في رأسها بالتراب وتلطم في الخد من لوعة ومن حرقة مزقت للثياب وبات أبوك .. الفتى المؤمن يجرع في الصبر كأس العذاب نظرت .. لهيكلها الراقد يقطر منه .. رذاذ كثير فأدنيت رأسي .. لتوديعها وقبلتها في حنان مثير وأغمضت عيني على صورة ستتبعني للمقر الأخير ........................ وجاءوا بجثته حافية ....................... فقدت ابنتي وكذلك ابتسام وسار ابن أختي بنفس الطريقة وجاءوا بجثته حافية .. فيا لمصيبة أختي الشقيقة نظرت إلى الجثة الساجية جوار ابنتي جوار ابتسام يقطر منه رذاذ كثير وتبدو عليه سمات السلام وفوق الوجوه وجوم رهيب وفوق الشفاه ابتسام كئيب ولم أجد الدمعة الباكية لهول المصيبة يا للشقاء ولم احد الكلمة الشافية فيا للسماء ويا للسماء فأدنيت رأسي .. لتوديعه وهيأت نفسي .. لتشييعه فقبلته في حنان كبير وودعته في حنو كثير وشيعته .. في جلال مهيب وصمت مثير وصبر مرير وأغمضت عيني على صورة ستتبعني للمقر الأخير .................. فتاي الأثير .................... وعادوا وقالوا : عزاء جميلا فقلت : قبلت العزاء الجميلا أجئتم تعزونني في ابتسام ؟ بلى، إنها البرة المشفقة أجئتم تعزونني في أمين ؟ بلى، إنه البسمة الشيقة وفى ( سوسن ) الزهرة المونقة تعزونني؟ لقد غربت شمسي المشرقة وكم أنا من فقدهم أجمعين شقي حزين شقي حزين فقالوا - بهمس :- ألم يسمع ؟ .. فكيف نسوق إليه الخبر ؟ تشجع منهم فتى خير وقال :ــ فتاك .. طواه النهر فتاي الوديع ؟! فتاي الأثير ؟! أيها الرب ذلك شئ كثير ! .. لماذا ؟ .. وما زال في السابعة يذوق الردى , ويلاقى المصير ....................... وجاءوا بجثته حافية يقطر منه رذاذ كثير فقمت ولم استطع أن أسير صرخت فم استطع أن أصيح وكيف المسير ؟ وقلبي جريح فهل أنا في التضحيات المسيح ؟ وأحسست، أن فؤادي تصدع وان اعتقادي بربي تضعضع ففيم اختباري !؟ وفيم اصطباري !؟ وفيم احتمالي !؟ وفيم ابتلائي !؟ وما أنا في العزم كالأنبياء .......................... نظرت لجثته العارية فقبلته قبلة دامية ووسدته راحتي الحانية وملت على أمه الباكية ولم استطع كبت حزن ثقيل فعانقتها في بكاء طويل فكفوا نداءكم بالعزاء : عزاء جميل ( وصبر جميل ) ( ألا أحسن الله فيك العزاء ) مصاب كبير وفقد جليل فهذا .. لعمري كلام رياء فأين الجمال ؟ وقلبي خواء ؟ وخطبي خطب يفوق الرثاء ؟ دعوني أخل لنفسي قليلاً ابك طويلاً وابك طويلاً وارجع لله في محنتي فقد ملأتني هماً ثقيلاً فراحوا وعدت إلى زوجتي وأبعدتها عن سرير الصغير وأدنيت رأسي لتوديعه وقبلته في حنان مثير وأغمضت عيني على صورة ستتبعني للمقر الأخير ...

(عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 11-06-2012, 02:12 PM)
(عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 11-06-2012, 02:18 PM)