البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات والصور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2012, 11:20 PM

معتصم احمد صالح
<aمعتصم احمد صالح
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا (Re: معتصم احمد صالح)

    قراءة نقدية للمقاربة بين مشروعين
    قوى الإجماع الوطني وثيقة البديل الديمقراطي/ الإعلان الدستوري الانتقالي
    الجبهة الثورية السودانية (تحالف كاودا) إعادة هيكلة الدولة السودانية
    مُلتقى أيوا للسلام والديمقراطية
    دينفر- كلورادو
    20/21/أكتوبر/2012
    إعداد وتقديم الأستاذ /فتحي الضَّـو

    WP_000704.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الورقة الأولى :

    أركز.. أركز .. أركز
    لا تجيب رخوة
    يا مُتلبد في الأدران
    الحجر الأسود ما هو البروة
    وماها مكاوي الكعبة تجيها
    حين يتكرفس توب التقوى
    وما في خُرق للجنة تودي
    والمشروع الديني الخالص
    ما محتاج لدراسة جدوى
    يا من قال الله من قلبّو
    ردّ الخالق دائماً أيوه
    ذلك ما ألهمنا به محمد الحسن حميد، الذي رحل عنا بالأمس، وترك لنا ما لن نضل بعده أبداً في مضمار الوطن والوطنية، شعراً بهياً يضىء لنا الطريق، نتزود به ونستلهم منه نضالنا ضد الأنظمة الديكتاتورية والشمولية والفاشستية.
    في السنوات الكالحات، وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، كانت الأزمة أكبر مما نتصور، اتسعت المحنة حتى ضاقت العبارة. ضنك في العيش، وفساد في الذمم، وتدهور أخلاقي، وبلد انقسم ثلثه إلا قليلا، وشعب أصبح هائماً في الخارج وحائراً في الداخل. وبين هذا وذاك ونحن في غمرة لهاثنا المستمر في مناهضة نظام العصبة ذوي البأس، تسمو أحزاننا حتى تبلغ عنان السماء، ثمّ تخفت قليلاً لتنتظر حزناً جديداً قادماً.
    في هذه السنوات الكالحات، رحل عنّا أعزاء من قبل أن يشهدوا اليوم الذي خططوا من أجله طويلاً وتمنوه كثيراً....
    ليس حصراً......
    رحل عنّا عبد العزيز العميري، قبل أن يكمل أنشودة الحب والحياة والديمقراطية.
    رحل عنّا علي عبد القيوم بجلال الشعراء، وهو يردد (أي المشارق لم نُغازل شمسها/ ونُميط عن زيف الغموض خِمارها/ أي المشانق لم نُزلزل بالثبات وقارها/ أي الأناشيد السماويات، لم نشدد لأعراس الجديد بشاشةً أوتارها).
    رحل عنّا مصطفى سيد أحمد، وهو يحمل بيمينه حزنه الدفين ويهش به على الفقراء والكادحين (والله نحن مع الطيور.. الما بتعرف ليها خرطه، ولا في أيدها جواز سفر)
    رحل عنّا الذين اغتالتهم الأيدي الآثمة في بيوت الأشباح والجامعات والطرقات، التاية أبو عاقلة.. محمد عبد السلام.. علي فضل.. عبد المنعم سليمان.. وعلي الماحي السخي.
    رحل عنّا شباب غض، كانوا من البراءة بمكان، تشيعهم تهمة أصبحت دين العصبة ودنياهم فيما بعد، مجدي محجوب محمد أحمد.. بطرس القس يسطس.. وأركانجلو داقاو.
    رحل عنّا محمد عثمان وردي شامخاً كالطود الأشم، وما تزال في أذاننا بقايا من وصية ود المكي (إنني أؤمن بالشعب حبيبي وأبي/ وبابناء بلادي الشرفاء/ الذين اقتحموا النار/ وكانوا بيد الشعب مشاعل/ وبابناء بلادي البسطاء/ الذين انتفضوا في ساحة المجد/ فزدنا عددا/ وبابناء بلادي الشهداء/ الذين احتقروا الموت وعاشوا أبداً/ ولابناء بلادي سأغني/ للمتاريس التي شيدها الشعب نضالاً وصموداً/ ولأكتوبر مصنوعاً من الدم شهيدا فشهيدا/ وله لما رفعناه أمام النار/ درعاً ونشيداً/ وله وهو يهز الأرض من أعماقها/ ذكرى وحيدا)
    رحل عنّا شهداء بورتسودان، كما ترحل النوارس نحو مرافىء بعيدة في غياهب البحر الأحمر.
    رحل عنّا شهداء كجبار، كما النسمة في هجير صيف الشمال الحارق، وفي قبضتهم صاع من تراب وصاع من تمر وصاع من ألم.
    رحل عنّا شهداء الجبهة الشرقية الأشاوس، دون أن نلقي عليهم نظرة الوداع الأخيرة ونُشيعهم كما يُشيع الأبطال.
    رحلت عنّا عوضية عجبنا، جاءها الموت في عقر دارها، قتلوها ومشوا في جنازتها كما يمشي اللئام في جنائز الكرام.
    رحل عنّا أحمد عبد المكرم متوسداً جراحه وسقمه ونون والألم.
    رحل عنّا الحاج مضوي محمد، مناضلاً عتيداً ضد الاستعمار البغيض ومنافحاً جسوراً ضد الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، صال وجال وهو يبشر بالديمقراطية وإن طال السفر، إلى أن وضع عصا ترحاله على قبر تحفه مائة من السنين أو يزيد.
    رحل عنّا عمر نور الدائم، فقيراً مثلما جاء للدنيا فقيراً، وللمفارقة.. كان وزيراً لمالية أهل السودان.
    رحل عنّا التيجاني الطيب بابكر.. آخر الأنبياء السياسيين.
    رحل عنّا هل أقول مائة ألف، هل أقول مئتا ألف، هل أقول ثلاثمائة ألف، ما أرخص الإنسان في بلادي. هؤلاء تضاءلوا وتضاءلوا وتضاءلوا، حتى أصبحوا كما قال صلاح أحمد إبراهيم (حزمة جرجير يُعد كي يباع) ولذلك لم يجد الرئيس الضرورة حرجاً أو وازعاً.. فيقول إنهم عشرة آلاف شخص ضحية، هب يا من استرخص الإنسان الذي كرّمه ربه.. أنهم عشر آلاف، أو ألف، أو حتى واحد صحيح، ألا يقبل ذلك القسمة على حزن والجمع على وجع والضرب على ألم. قل لنا أيها المكتنز سُلطة ستكوى بها جباهكم يوم ترى الناس سُكارى وما هم بسُكارى.. هل ذلك يستدعي الرقص على أشلائهم كلما صعدت منبراً وضربت لك الدفوف؟
    رحل عنّا سنبلةً الجنوب الحبيب كله، وبكينا وطناً يرحل ثلثه، وضحاياه بعدد الحصى والرمل والتراب.. لم نقم لهم مأتماً و لانصبنا لهم سرادقاً ولا أقمنا لهم عرس شهيد!
    رحل عنّا بل يرحل كل يوم، زغب الحواصل، في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، إذا نجوا من قذائف (الأنتيوف) كانت المجاعة لهم بالمرصاد.
    هكذا يرحل الأخيار في بلادنا، وما تزال العصبة ذوي البأس تجثم على صدورنا. مرت السنوات الثلاث وعشرين وما يزالون عطشى للسلطة. لم يرتوا وقد مصَّوا ضرعها حتى جفَّ وتيبس. وما زالوا يعوثون فساداً. وما زالوا يقتلون ابناءنا ويغتصبون بناتنا في الطرقات. ما زالوا يذلون طلابنا ويسومون طالباتنا سوء العذاب في الجامعات. الفقر ينهش عظام بسطاء أهل السودان وهم يموتون من التخمة. الأمراض تفتك بالناس، صغارهم وكبارهم، وهم يجوبون الدنيا لمجرد صداع ألم بهم، أو لإجراء فحوص طبية من قبل أن تداهمهم أمراض من حيث لا يحتسبوا. مؤسسات التعليم أصبحت فارغة كجوف أم موسى وهم يرسلون ابناءهم إلى بقاع الدنيا المختلفة دون حياء أو وازع أخلاقي. الأحوال المعيشية والأخلاق في سباق مع البؤس والتردي والانحطاط. يلهون بالدِّين ويعبثون به كما يعبث الأطفال بدميهم. يقبلون على الدنيا بكل ما فيها من ملذات، ويحسون الناس على أن يدبروا عنها نحو الآخرة غير مأسوف عليهم. يغضون الطرف عن الظلم، ويطبقون العدل على سائر بقاع السودان باشعال الحروب بقدر سواء. بفضلهم أصبح المواطن السوداني مشروعاً للإرهاب والتطرف والتخلف، إذا استبقى نفسه داخل أسوار الوطن مات كما تموت الضأن في الفلوات، وإذا خرج طأطأ رأسه في بوابات المطارات خشية أن يُتهم بما ليس فيه.
    الناس في بلادي أصبحوا في حيرة من أمرهم... ماذا هم فاعلون؟ إذا صبروا أهُينوا، وإذا أهُينوا اعتقلوا، وإذا اعتقلوا ضُربوا، وإذا ضُربوا عُذبوا، وإذا عُذبوا ماتوا كمداً وحسرة.
    من أجل هذا لسنا في حاجة للقول، تصبح الاطاحة بهذا النظام فرض عين، على كل سودانية قبل أن تخضب يديها بالحناء، وعلى كل سوداني وإن كان في المهد صبياً.
    من هذا المنطلق يمكن للمرء أن يقول أن مثل هذه المؤتمرات، تصبح غير ذات جدوى إن لم تخرج بما يُعين الناس في حتمية الاطاحة بهذا النظام الفاسد. ليس مطلوباً منّا أن نسقطه بالبيانات والتمنيات الطيبة، وليس مطلوباً منا أن نسقطه في كلورادو، وليس مطلوباً منا أن نسقطه بأيدٍ غير سواعدنا السمراء، ولكن المطلوب منا اليوم أن نتواصى ونهتدي لخارطة طريق تستلهم نضالات هذا الشعب العظيم، وتحثنا على وقف محنته وإهانته، وتدلنا على بوابة النصر المؤزر...
    وهذا أضعف الإيمان!

    الورقة الثانية :

    مقاربة بين مشروعين سياسيين
    * قوى الإجماع الوطني: البرنامج الإنتقالي البديل، الدستور الإنتقالي
    * الحركة الثورية السودانية: إعادة هيكلة الدولة السودانية

    بصورة عامة، نستطيع القول: إن البشرية عرفت التحالفات السياسية قديماً وحديثاً. وذلك ما يعد أمراً مشروعاً في النشاط السياسي. والمعروف أن التحالفات السياسية تنشأ أو تؤسس في الغالب بين كتلتين أو أكثر.. تتكاملان أو تتكامل معاً، وذلك بهدف الوصول إلى أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية محددة، أو جميعها معاً، من أجل أن يسود السلام والأمن والديمقراطية. كما وأنه ليس مطلوباً أو مشروطاً أن تكون هذه الكيانات متساوية في القوة المادية أو المعنوية، ولكن بالضرورة أن يكون بينها توافق في الرؤى والأفكار والتوجهات، إذ أن العكس يباعد بينها أو يعصف بها أو يُعثِّر خطاويها على أدنى الفروض.
    بصورة خاصة، عُرفت التحالفات في الواقع السياسي السوداني، في أزمنة الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية. حيث تبدأ في التشكل بعد سفور الممارسات العدائية والبغيضة من تلك الأنظمة.. وذلك بهدف الاطاحة بها وإحلال النظام البديل الديمقراطي. في حين أخذت التحالفات السياسية شكلاً ائتلافياً في فترات الأنظمة الديمقراطية، بغض النظر عن ما لازمها من تعثر أو أدي بها للإنفضاض بعمر زمني قصير. علماً بأن ذلك كان سبباً في خلخلتها وسيادة عدم استقرارها، وهي الحالة التي غالباً ما كانت تنتهي بالاطاحة بالنظام المُعيّن بواسطة المتربصين من سياسيين وعسكريين أو الأثنين معاً. حينها تبدأ رحلة أخرى لإعادة النمط التحالفي السياسي الذي يسعى لاستعادة الديمقراطية مرة أخرى، وهكذا دواليك. وتلك هي الممارسة أو الصورة التي عُرفت في أدبيات السياسية السودانية بدوران الحلقة الشريرة Vicious circle
    في هذا الصدد، يمكن القول إن أول تحالف سياسي في الواقع السياسي السوداني هو ما حدث في ظل الديكتاتورية الأولى، أو ما أصطلح على تسميتها بنظام الفريق إبراهيم عبود 1958– 1964 عصرئذٍ تكونت (جبهة الهيئات) لمناهضة النظام الديكتاتوري، ونجحت في الاطاحة به في 21 أكتوبر 1964. ولأسباب عديدة لا نود الخوض فيها نجد أن التحالفات السياسية على النمط المذكور، دائماً ما تبدأ في الضعف والتفكك والتشرذم بمجرد إنجاز العملية التاريخية والمتمثلة في إزاحة النظام الديكتاتوري. ذلك ما حدث بالضبط بعد نجاح ثورة أكتوبر1964 التي أسقطت النظام المذكور بالصورة الفريدة.
    أما في ظل الديكتاتورية الثانية، أي نظام المشير جعفر نميري، والذي استمر لنحو ستة عشر عاماً، خلالها تكّون حلفين سياسيين بهدف الاطاحة به. الأول كان ذا طبيعة سياسية/عسكرية. وهو التحالف الثلاثي الذي تكون في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي، وكان قوامه حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي (جناح الشريف حسين الهندي) إلى جانب الإخوان المسلمين (وهم حكام اليوم أنفسهم والذين اتخذوا اسماء عدة من قبل ومن بعد ذلك). قام هذا التحالف الذي اعتمد مسمى (الجبهة الوطنية) بدعم من نظام العقيد مُعمر القذافي، وسند من نظام مانغستو هيلاماريام، واتخذ من ليبيا مقراً له. وهو التحالف الذي تبعثر على أثر فشل العملية العسكرية الأولى والوحيدة التي نفذها في يوليو من العام 1976 ومن ثم انخرطت القوى الحزبية المُشكلة له وقياداتها فيما سُمي بــ (المصالحة الوطنية) مع نظام نميري في العام الذي تلاها أي 1977 وذلك عدا (الشريف حسين الهندي) والذي استمر في ذات الخط المعارض، إلى أن توفاه الله فجأة في العام 1983 بالعاصمة اليونانية أثينا.
    تشكل التحالف الثاني والذي اعتمد مُسمى (التجمع الوطني) في بحر العام 1984 أي قبل سقوط نظام نميري بعام واحد أو يزيد قليلاً. لكنه لم ينحو نحو نشاط فاعل إلا في الساعة الخامسة والعشرين، وذلك حينما خطا خطوة عملية باتفاق قوى حزبية ونقابية على ميثاق أُعد على عجل نظراً للظروف التي جعلت الانتفاضة الشعبية التي اكتملت في 6 أبريل 1985 أمراً ممكناً وأطاحت بالنظام الديكتاتوري. لكن سرعان ما أصاب هذا التحالف السياسي الضعف والتفكك والذوبان. وهكذا نجد توافقاً في الأسباب بمثلما أشرنا، وإن كان الطريق نحو الموت واحداً!
    بيد أن أكبر تحالف سياسي في تاريخ السودان الحديث، هو ما تمّ في ظل الديكتاتورية الثالثة أي الماثلة الآن. وحدث ذلك فعلياً في العام 1995 بتدشينه لمؤتمر عقد في العاصمة الإرتيرية أسمرا وصدرت عنه قرارات وتوصيات سُميت بذات الاسم. والتي تعد في التقدير من أرفع وأفضل ما أنتج العقل السياسي السوداني.
    إن تأسيس هذا التحالف السياسي العريض كان قد استند فعلياً وعملياً على ميثاق تمّ الاتفاق عليه بشهور قليلة بعد الانقلاب، وتمّ توقيعه داخل سجن كوبر في اكتوبر عام 1989 من قبل ممثلين لنحو 11 حزباً و51 نقابة مهنية. وهو الميثاق الذي استلهم الوسيلة النضالية المشهودة في التجربتين الماضيتين، حيث اعتمد الانتقاضة الشعبية والعصيان المدني آلية أسياسية لمجابهة النظام الذي أسفر عن ديكتاتورية ممنهجة وغير مسبوقة في الحياة السودانية. وبغير أنها حطّت من قدر السودانيين، نجد أنها عملت أيضاً على شلّ الآلية المذكورة، وذلك بوسائل عديدة، منها الفصل التعسفي للمدنيين والعسكريين من الخدمة، وتفتيت عضد النقابات، وتشريد الناشطين بفتح أبواب البلاد على مصرعيها لهجرة جماعية، وإحلال منسوبيه في جهاز الدولة فيما سمي بسياسة التمكين.. وهكذا!
    بعد نحو عام أو يزيد قليلاً، ونتيجة لحوارات أتصلت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة زعيمها الراحل دكتور جون قرنق، تمّ الاتفاق في القاهرة أواخر العام 1990 على انضمامها للتحالف المذكور، وذلك بعد اضافة بند (الكفاح المسلح) كآلية اضافية لما تمّ الاتفاق عليه في الميثاق من قبل (الاضراب السياسي والعصيان المدني) وباتساع هذا التحالف أصبح بعدئذ يُمثل أول جبهة سياسية في تاريخ السودان الحديث، تجمع بين المعارضة الشمالية والجنوبية في كيان واحد. ولكن على الرغم من أن هذ التحالف عقد عدة مؤتمرات مُصغرة في أديس أبابا ولندن ونيروبي والقاهرة، إلا أن خطاويه لم تستقم إلا بعد جهد جهيد، وذلك لعدة أسباب نخلصها هنا، ليس لأنها تمثل جوهر الأزمة في صيغ التحالفات المطروحة، ولكن لأن بعضها ما زال ماثلاً فيما نحن بصدده الآن. لكأنما التاريخ يعيد نفسه دونما تتعظ القوى السياسية التي تزمع تكرار التجربة.
    أولاً: الهيكلة، أي هيكلة الجسم التحالفي من الناحية التنظيمية، وقد كان عدم الوصول لإتفاق في هذه القضية، سبباً في إهدار كثير من الوقت بالرغم من أن الخلاف كان ضئيلاً حول القضايا الرئيسية الأساسية. أي أنه كان محصوراً في تنافس حزبي وشخصي، وهذا أمر يطول شرحه.
    ثانياً: عدم الوصول لرؤى وأفكار واضحة وصريحة لأهم قضية في الواقع السوداني، وهي قضية الدين والدولة، وذلك نظراً لطبيعة القوى التي كانت تتنافس في إطار التحالف المذكور، ومرجعياتها التي تتقارب أو تتباعد مع المرجعية التي رفعها النظام الحاكم بصورة نسبية.
    ثالثاً: كان موضوع تقرير المصير قد دخل في أتون الصراع، نتيجة للتعقيدات التي صاحبت البند السابق الخاص بمسألة الدين والدولة.
    رابعاً: الظروف الإقليمية والدولية، نظراً لممارسات النظام في تفريغ البلاد من الناشطين نقابياً وسياسياً كما أشرنا من قبل، كانت العاصمة المصرية القاهرة قد أصبحت واحدة من مدن الاستقطاب، وساعد مقر اتحاد المحامين العرب الذي كان السيد فاروق أبو عيسى أميناً له على ذلك. إلى جانب تواجد آخرين في العاصمة البريطانية لندن ودول أوربية وغربية أخرى. لكن من جانب آخر كان النشاط المعارض في الخارج قد وقع في شباك التناقضات الإقليمية والدولية، بحسب ممارسات النظام التي تتقارب أو تتباعد مع دول بعينها، وهذا أمر يطول شرحه أيضاً!
    بالرغم من كل ذلك كانت هناك خطوات ايجابية رغم ما اكتنفها من تنافس حزبي. حيث حدثت اختراقات جريئة للقضيتين المذكورتين (مسالة الدين والدولة وتقرير المصير) وذلك في شقدم/ جنوب السودان حيث تمّ اتفاق بين (الحركة الشعبية/ حزب الأمة) ثمّ في القاهرة حيث تمّ اتفاق بين (الحركة الشعبية/ الاتحادي الديمقراطي) العام 1994 وتطور الأمر أكثر في أواخر العام نفسه، حيث تم لقاء في العاصمة الإريترية أسمرا، تميز بدخول لاعب جديد في مضمار الاجماع، حيث تمّ الاتفاق بين (الحركة الشعبية/ حزب الأمة/ الحزب الاتحادي الديمقراطي/ قوات التحالف) تحت مُسمى (اتفاق القوى الرئيسية) رغم استبعاده قوى رئيسية في الواقع السياسي السوداني (الحزب الشيوعي) لذات الاعتبارات المذكورة من قبل في التناقضات الإقليمية والدولية. وبالرغم من ذلك مهّد هذا الاتفاق الطريق بعد عدة أشهر لمؤتمر أسمرا 1995 والذي خاطب القضايا الجدلية بصورة واضحة وتمّ الاتفاق عليها وسُميت بــ (مقررات أسمرا للقضايا المصيرية) وبالفعل كانت كذلك.
    بعدئذٍ بدأت رحلة طويلة وشاقة صُعوداً وهبوطاً، في سياق التحالف المذكور، ولأسباب عديدة بدأت صورة العلائق والتحالفات في داخله تتغير وتتخذ منحى الاتفاقات، سواء بين القوى المُشكلة للتحالف نفسه أو بدخول النظام طرفاً فيها بعد قبوله مبادرة دول الإيغاد، مثلاً (الحركة الشعبية/ نظام الجبهة الإسلاموية الحاكم) وذلك ما أدى في نهايته إلى توقيع بروتوكول مشاكوس في العام 2002 ومن ثمّ قاد لاتفاقية نيفاشا أو ما سمي باتفاقية السلام الشامل العام 2005 وعلى الجانب الآخر كانت هذه التطورات الجديدة مدعاة لاتفاقيات جانبية، منها ما حدث في جيبوتي 1999 بين (حزب الأمة/نظام الجبهة الإسلاموية الحاكم) واتفاقية جدة 2003 بين (الحزب الاتحادي الديمقراطي/نظام الجبهة الإسلاموية الحاكم) وأخيراً في القاهرة أيضاً ذات العام 2005 بين (التجمع الوطني الديمقراطي/نظام الجبهة الإسلاموية الحاكم) وهكذا انفرط عقد التحالف المذكور بالأقساط، حيث وجد الجميع أنفسهم في واقع جديد، بموجب ما سُمي باتفاقية السلام سالفة الذكر، والتي فتحت الباب لهذا الوضع الجديد. وخلاصته نال الجنوب استقلاله باستفتاء دولي (بغض النظر عن ملابساته والظروف التي أحاطت به) وظهرت دولة جنوب السودان كعضو في المجتمع الدولي حاملة الرقم 193 في الهيئة الأممية.
    نتيجة لهذه التطورات السياسية أيضاً، بدأت رحلة أخرى في مضمار البحث عن تحالف سياسي جديد، في خضم ما عرف بالمشاكسات بين الشريكين (الحركة الشعبية لتحرير السودان/المؤتمر الوطني أو الحزب الحاكم) حيث اتجهت الأولى نحو الحلفاء القدامي، وحاولت تجميعهم وتوحيدهم في مدينة جوبا، بمصطلح عُرفي حمل الاسم نفسه (تحالف جوبا) لكن خطواته لم تستقم، وتعثرت لاختلاف مصالح الواقع الجديد بخاصة من الحزبين التقليديين (حزب الأمة/ الاتحادي الديمقراطي) واستمرت الرحلة المرهقة والتي أدت في نهاية الأمر إلى استقرار الوضع التحالفي الجديد بما سُمي بتحالف (قوى الاجماع الوطني) مع تغيير طفيف في القوى الحزبية والتنظيمية المكونة له.
    على هذا الصعيد، كانت الأمور قد بدأت في التشكل بين قوى سياسية وعسكرية أخرى حديثة الظهور، وهي الحركات الدافورية الثلاث، والتي تكونت بعد اندلاع مشكلة السودان في دارفور نهاية العام 2002 وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، لتنساب وتصبح العلاقة فيما بعد بينها – أي الحركات الدارفورية - وبين الحركة الشعبية/ قطاع الشمال. وهي أيضاً من الناحية الزمنية والتاريخية وإن بدأت حديثة التكوين إلا أنها في تقديرنا كانت نتاج الأفكار العميقة التي طرحها الدكتور جون قرنق عام 1995 واسماها بـ (لواء السودان الجديد) وهي التي توخى أن تكون كياناً سياسياً/عسكرياً، بهدف توسيع دائرة استقطاب ابناء السودان الشمالي باعداد تتطمح لها الحركة الشعبية في صفوفها. ولكن الخطوة لم تصل لنهايتها المرسومة، نتيجة توجسات اتسم بها العقل السوداني في استنكاف حمل السلاح في نضاله ضد الأنظمة الديكتاتورية، وتلك واحدة من تعقيدات الواقع السوداني!
    على كلٍ بالإتكاء على هذه الخلفية التاريخية، يمكن القول أنه ظهر تنظيم الحركة الشعبية لتحرير السودان/ كيان الشمال مع فارق في ظروف النشأة، حيث أنه وُلد بعد أن وضعت الحرب بين الشمال والجنوب أوزارها باتفاقية السلام الشامل 2005 أي لكأنما هدف القائمون عليه أن يكون كياناً سياسياً، ولكن في التقدير أن الحركة الشعبية وهي تستبطن الانفصال القادم أثناء الفترة الانتقالية (بغض النظر عن دوافعه أو مسبباته) رأت فيه كياناً يواصل امتدادتها التاريخية في الشمال، وفي نفس الوقت يدرأ عنها من الناحية الأخلاقية شبهة التخلي عن حلفائها التاريخيين من الشماليين الذين ناضلوا في صفوفها ردحاً من الزمن، ولهذا ما تزال تغلب عليه الروح العسكرية أكثر من السياسية.
    تبعاً لذلك، عليه سوف نتجاوز الظروف التاريخية، وبدايات التأسيس والظروف المحيطة بالتنظيمات المكونة للتحالفين، الجبهة الثورية السودانية (كاودا) و (قوى الإجماع الوطني) ذلك لأن هذه الورقة تهدف إلى تجاوز التناقضات التي تكتنف هذه التكوينات، وتطمح بحياد أن تساهم في إزالتها بغية أن يتكون تحالف سياسي عريض، يعمل على تقصير عمر النظام الديكتاتوري الحاكم في الخرطوم. لكن ذلك لا يعني أن تغفل هذه الورقة الملاحظات السالبة التي قد تقعد بالمشروع إن لم يتم معالجتها. وفي هذا الصدد تتم هذه المقاربة النقدية وفقاً لما هو مطروح من أدبيات من كلا الطرفين، قوى الإجماع الوطني ممثلة في (الدستور الانتقالي/البرنامج الانتقالي) والجبهة الثورية السودانية ممثلة في (إعادة هيكلة الدولة السودانية) وذلك من حيث تبيان نقاط الالتقاء أو القواسم المشتركة، وأوجه الاختلاف أو القضايا ذات الطابع الجدلي وفق ما أشرنا لها سابقاً. وذلك بغية المساهمة في تمهيد مناخ صحي فكري وسياسي معافى، يؤدي في نهاية الأمر إلى نهايات منطقية، تتمثل في عقد تحالف بين الكيانين يشرع الأبواب لتحالف عريض، يجمع كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني معاً.
    على هامش كل ذلك، لابد من التأكيد أن هذه الملاحظات اتفق معها البعض أو اختلفوا حولها، فهي تعبر عن أفكار مُعدها ومسؤول عنها.

    ملاحظات عامة على وثيقة البديل الديمقراطي:
    (1) إن تكوين حكومة انتقالية تدير البلاد مثلما جاء في الفقرة/ ثانياً (الفترة الانتقالية) بالنص التالي الذي ورد ذكره (تشارك فيها كل القوى السياسية والفصائل الملتزمة والموقعة على برنامج ووثيقة البديل الديمقراطي، مع مراعاة تمثيل النساء والمجتمع المدني والحركات الشبابية والشخصيات الديمقراطية المستقلة) في تقديرنا إن ذلك قد يُوقع تحالف قوى الإجماع الوطني في المحظور، باقتراح صيغة لا تمهد لنظام ديمقراطي قادم، وهو بلا شك الغاية التي من أجلها تناضل هذه القوى وسائر المناهضين لدولة حزب المؤتمر الوطني. إذ أن الطبيعي وفقاً لما درجت عليه شعوب العالم التي مرت بذات التجارب، أن تجنح لتكوين حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة (تكنوقراط) وذلك لعدة اسباب منها:
    (أ) إن مقترح تكوين الحكومة الانتقالية بذات النمط المذكور، يبدو غير جاذبٍ، لأنه بحكم الواقع ثمة كيانات سياسية أو تنظيمية لا تملك قواعد تؤهلها لشغل أي منصب في الحكومة الانتقالية، مما سيضعف الأمل في أن تكون تلك حكومة تعبر عن قواعد واسعة وكبيرة في المجتمع السوداني أثناء الفترة الانتقالية، الأمر الذي يُعرضها للمجاذبات وعدم الاستقرار وبالتالي فشلها في انجاز قضايا المرحلة التي تمهد لنظام منتخب ديمقراطياً.
    (ب) المقترح نفسه يتناقض مع المادة (9) من الدستور الانتقالي والمقترح أيضاً من قوى الاجماع الوطني، وقد قضت هذه المادة ألا يتجاوز عدد وزراء الحكومة الانتقالية العشرين وزيراً، وهو عدد وفق ما هو واضح يضيق بالشرائح المقترحة لتكوين الحكومة الانتقالية في وثيقة البرنامج الانتقالي.
    (2) هناك تناقض واضح في الفقرة 19 الخاصة بقانون الانتخابات، حيث قيدتها المادة بصيغة تعتمد (قاعدتي التمثيل النسبي والفردي) وبين الفقرة القاضية بأن يكون (الإعداد بمشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني) وهنا يتضح أنه لا معنى لهذا التقييد، طالما أن الشكل الانتخابي قد حُسم سلفاً. بجانب أن مسودة الدستور الانتقالي اكتفت بـ (التمثيل النسبي) واسقطت (التمثيل الفردي) وفق ما جاء في المادة 14 من الدستور الانتقالي المذكور.
    (3) لا يوجد نص واضح وصريح يتحدث عن حرية الصحافة كسلطة رابعة. هناك فرق بين الحرية المشار إليها فيما ذُكر (قومية الأجهزة الإعلامية) لأن الأخيرة هذه تعد صفة فضفاضة، بغير أنها لن تحمي الصحافة من التوغل على حريتها، فهي أيضاً لا تنفي بأية حال احتمال تناسل ديكتاتورية أخرى جديدة.
    (4) في التقدير جانب التوفيق عبارة من (أجل تغيير أو اسقاط النظام) لأن الاستثناء يدل على تردد، هذا إن لم نقل (ميوعة سياسية) إن جاز التعبير. فالنص بهذه الصيغة يرسل اشارات واضحة للنظام بتردد أو ضعف مواقف المناوئين له. وبناءً عليه يمكن القول إن في استخدام كلمة (اسقاط النظام) بصورة مطلقة اشارات واضحة تدل على قوة معنوية، حتى وإن افتقر لها الطرف المناويء مادياً، أي على الأرض.
    (5) حري بنا القول إن الوثيقة تعج بأخطاء نحوية وإملائية وطباعية كثيرة، وتتسم بتطويل إنشائي فضفاض وصياغة مرتبكة، الأمر الذي لا يليق بوثيقة تاريخية، مما يؤكد حاجتها لضبط شامل.

    ملاحظات عامة على مسودة الدستور الانتقالي:
    نظراً لأن هذه الوثيقة غير متفق عليها بالكامل لعدم انتهاء الحوارات حولها، لذلك سنختصر ملاحظاتنا، وسنكتفي بالقليل الذي نأمل به تقريب الرؤى والمساهمة في الوصول لأرضية مشتركة، تُسهل الاتفاق بين القوى المتحالفة من جهة، والقوى التي يتطلع للتحالف معها من جهة أخرى.
    (1) من الملاحظ أن ثمة تناقض واضح بين مقدمة الإعلان الدستوري الانتقالي، والتي تتحدث عن نظام لم يسقط بعد، وبين الإعلان نفسه والذي صُمم على أساس أن يتم تطبيقه في الفترة الانتقالية، أي بعد سقوط النظام.
    (2) نظراً لتفادي تجريب المُجرب كما يقال، ثمة ضرورة واقعية لاخضاع المادة 8-1 من الدستور والتي أشارت إلى مقترح مجلس سيادة (يتكون مجلس السيادة الانتقالي بالاتفاق من سبعة أعضاء، بينهم إمرأة ويراعى في اختيارهم تمثيل أقاليم السودان) فمن الواضح أن هذه قضية جدلية، لاسيّما، وأن تكرار التجربة بذات النمظ بل بتوسع، يبدو وكأنما يعبر عن كسل ذهني، وذلك لعدة أسباب منها (أ) يعلم المتابعون أن التجربة السابقة بغير أنه تجاوزها الزمن، ولم تحظ باهتمام يذكر من سائر المواطنين، فهي لم تكن محمودة آنذاك فكيف يمكن أن يحدث ذلك الآن (ب) ألقت بظلال سالبة على النظام الديمقراطي، وذلك استناداً إلى صور السخرية والاستهزاء والتهكم الذي لازمها مما أفقد النظام الديمقراطي وقاره واحترامه (ج) إلى جانب أنها تشكل صورة ترفيه لا داع له في قطر منهك اقتصادياً (د) كذلك فإن مهام مجلس السيادة نفسه والمذكورة في الدستور لا تتطلب جيشاً جراراً ليؤديها، مما يجعل اعضائه عاطلين عن العمل (ه) عدد مجلس السيادة (7 أعضاء) لا يتناسب منطقياً مع العدد المقترح لمجلس الوزراء الانتقالي المحدد بعشرين وزيراً.
    (3) أيضاً الصياغة تعج بالأخطاء النحوية والإملائية والطباعية وتتسم بتطويل إنشائي فضفاض ومرتبك، مما يحتم تصويبها وضبطها بصورة شاملة.

    ملاحظات عامة على وثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانية:
    (1) على ذات النمط، نجد أن الجبهة الثورية السودانية (كاودا) حصرت أمر تكوين الحكومة الانتقالية على عضويتها أو القوى السياسية المتحالفة جميعاً، وكنا قد ذكرنا من قبل في التعليق على ذات النمط الذي أقدمت عليه قوى الاجماع الوطني في اقتراحها، إنه يفضل أن تكوين الحكومة الانتقالية حكومة تكنوقراط من ذوي التوجهات المستقلة، وذلك وفق ما درجت عليه معظم الدول التي مرت بتجارب مشابهة في مراحل الانتقال، بل أن ذلك ما طبقته التجربة السودانية نفسها، في مرحلتين انتقاليتين مع علاتهما.
    (2) ذكرت وثيقة الجبهة الثورية السودانية (كاودا) في البند 15 (تعتبر جميع اللغات السودانية لغات رسمية بنص الدستور، وتقوم الدولة بتنميتها وتطويرها) وفي التقدير إن هذه محض مغالاة، حيث يتعذر تطبيقها بذات التصور من ناحية عملية، كما أنه لا توجد دولة في العالم أقدمت على ذلك. فالدول ذات الكثافة اللغوية تقدم على اختيار لغة أو لغتين على أبعد تقدير، ومن ثم تقوم بتنمية ورعاية وتطوير والحفاظ على اللغات الأخرى من الاندثار، وفي ذلك ضمانة كافية للتعدد الثقافي وإزدهاره.
    (3) ثمة ظلال سالبة تكتنف عنوان الوثيقة، إذ أنه بهذا التصور ينم عن استعلاء وإدعاء بتمثيل الشعب كله والأنابة عنه في تحديد خياراته، بمثلما فعل النظام الذي تحاربه الجبهة الثورية عندما رفع شعار مماثل (إعادة صياغة الإنسان السوداني) الأمر الذي ينبىء بذات المالآت في محاربته وعدم الرضوخ له.

    قواسم مشتركة بين الوثائق المذكورة
    (1) اشترك الطرفان في وثائقهما المطروحة في نبذ الدولة الدينية وضرورة فصل الدين عن السياسة. حيث ذكرت وثيقة البديل الديمقراطي لقوى الاجماع الوطني (كفالة حرية الأديان والعبادة مع الالتزام بعدم استغلال الدين في الصراع السياسي أو الحزبي لضمان الاستقرار والسلام الاجتماعي) وقد تمظهر ذلك في معظم بنود الحقوق الأساسية والحريات العامة في نصوص الدستور الانتقالي المقترح. على الجانب الآخر ذكرت وثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانية ما يلي في المادة 6 (إقرار دستور وقوانين قائمة على فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم استغلال الدين في السياسة) وهذا في التقدير تماثل يقرِّب كثير من المسافات ويوفر كثير من الجهد، ويتسم مع الواقع بضرورة أن تحمل المعارضة مشروعاً منطقياً مناهضاً للنظام لكي يميزها عن مشروعه. بخاصة وأن نتائج مشروع النظام لا تحتاج لدليل فيما حلّ بالدولة السودانية.
    (2) ثمة قواسم مشتركة كذلك، في إقرار مبدأ تقاسم السلطة والثروة على أساس نسبة سكان الأقاليم ومواردها مع ضرورة مراعاة المناطق المتضررة من الحروب. وأيضاً هناك اتفاق حول السياسة الخارجية المحايدة، والالتزام بكافة العهود والمواثيق الدولية. كذلك هناك اتفاق في مستويات الحكم في الفترة الانتقالية. وأيضاً هناك اتفاق حول معظم البنود الخاصة بالصحة والتعليم والاقتصاد والخدمات مع تفاوت نسبي في كلٍ، كذلك هناك اتفاق حول شكل الحكومة التي تدير الفترة الانتقالية مع تباين طفيف، حيث تقترح قوى الاجماع الوطني نفسها والموقعين على مواثيقها، في حين تقترح الحركة الثورية نفسها أيضاً والقوى السياسية الأخرى الموقعة معها. مع التذكير أن هذا المقترح تمّ انتقاده فيما سلف بدعوى أنه يتسم بالوصاية وخالٍ من الروح الديمقراطية.

    قواسم الاختلاف بين وثائق الكيانين
    (1) ثمة اختلاف واضح في تسمية هوية الدولة، حيث تطرح وثائق قوى الاجماع الوطني مصطلح (الدولة المدنية الديمقراطية) في حين تقر الحركة الثورية السودانية تسمية (جمهورية لا مركزية فيدرالية ديمقراطية ليبرالية).
    (2) أشارت وثيقة الجبهة الثورية السودانية إلى (إقرار مبدأ الوحدة الطوعية لجميع أقاليم السودان) وهو أمر لم تشر إليه وثيقة الاجماع الوطني لا من قريب ولا بعيد، ويبدو للمراقبين بغير جدليته، أنه يصعب تطبيقه حيث لم يراع الظروف الكارثية التي نجمت عن تطبيق مبدأ تقرير المصير، فقد وضعت تجربة انفصال الجنوب حاجزاً نفسياً أمام الاقتراب من مقترح مماثل، بغض النظر عن ملابساته.
    (3) هناك اختلاف في نسب تمثيل المرأة ومجالات التمثيل نفسها، حيث حددتها قوى الاجماع الوطني بنحو 25% مشاركة في السلطة التشريعية فقط، أما الحركة الثورية السودانية فقد اقترحت نسبة 30% مع تمثيلها في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
    (4) هناك اختلاف في مدة الفترة الانتقالية التي تعقب سقوط النظام، حيث حددتها قوى الاجماع الوطني في البند الرابع من الدستور المقترح بثلاث سنوات، في حين حددتها الحركة الثورية السودانية في البند رقم 20 من الوثيقة بستة سنوات.
    (5) هناك اختلاف في وسائل وآليات النضال ضد النظام الحاكم، والتي حصرتها قوى الإجماع الوطني في وثيقة البديل الديمقراطي بالوسائل السلمية، ممثلة في (الاضراب والتظاهر السلمي والاعتصام والعصيان المدني والانتفاضة وكافة آساليب الثورة الشعبية) في حين حصرتها الحركة الثورية السودانية في ضرورة (المزاوجة بين النضال الجماهيري السلمي والمسلح).
    (6) بالرغم من أن الطرفين اتفقا في مسألة ضرورة محاسبة الذين ارتكبوا جرائم وأفسدوا، بجانب اعتماد فكرة (الحقيقة والمصالحة) معاً، إلا أن الجبهة الثورية السودانية زادت بفتح كوة لمن يريد الانسلاخ من النظام وينضم لها واسمته بــ (الوطني الغيور) وبالرغم من أن التوصيف يبدو متسقاً مع بعض قيادات الجبهة التي مرت بنفس التجربة، لكن من الصعوبة بمكان أن يُحظى بتوافق أو اجماع لدى الكثيرين ممن يناهضون النظام الحالي، نظراً للتجربة المريرة والممارسات اللا إنسانية وصور الفساد التي تعددت بما يصعب معه تطبيق شعار (عفا الله عما سلف).
    (7) اعتمدت قوى الاجماع الوطني نظام (رأس الدولة مكوناً من سبعة ممثلين للأقاليم) في حين أقرت الجبهة الثورية السودانية ما اسمته بــ (مؤسسة الرئاسة) والتي تتكون وفق مقترحها، من رئيس الجمهورية، نواب الرئيس (حكام الأقاليم) وممثلة للمرأة تكون نائباً للرئيس.

    مقترحات
    أولاً: تقترح الورقة في كلٍ، بضرورة الاهتمام بالصياغة اللغوية الخالية من الأخطاء الإملائية والإنشائية والمطبعية، وإلى جانب الاستعانة ممن يحسنون اللغة وضروبها، هناك حاجة لمشاركة خبراء من قانونيين واقتصاديين واجتماعيين وغيرهم، وذلك لعكس جدية الأطراف الموقعة عليها، لا سيما وأنها وثائق تتميز بطابع تاريخي مسؤول.
    ثانياً: تقترح الورقة ضرورة الاتفاق على الدولة المدنية الديمقراطية كضرورة تستوجبها الظروف التي مرت بها الدولة السودانية في ظل الدولة الإسلاموية ومآلاته الكارثية، وهي الظروف التي تجعل الاختلاف حول هذه القضية إهداراً للوقت وللجهود.
    ثالثاً: أثبتت الوقائع أن مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، تعد من أفضل وأرفع ما أنتجه الفكر السياسي السوداني، وبناءا عليه تقترح الورقة أن تكون المرجعية فيما يمكن أن تختلف حوله الأطراف التي تزمع التحالف معاً.
    رابعاً: أيضاً كان تحالف التجمع الوطني الديمقراطي فكرة رائدة وتجربة ثرة، وبالرغم من أنها دخلت في موت سريري منذ عدة سنوات، إلا أنه لم يتم قبرها بشكل لائق بعد. وعليه ثمة ضرورة قصوى في اخضاعها للتقييم الموضوعي، سواء في مؤتمر ختامي أو أي صيغة تحفظ لها احترامها، على أن يستنتج منها الدروس والعبر، بحيث يستفاد من إيجابياتها للعمل بها وإهمال سلبياتها، لكي تكون هادياً ومرشداً في تجربة يرجى لها أن تكون معلماً جديداً في الواقع السوداني الولود.
    خامساً: حتمية وضرورة اشراك منظمات المجتمع المدني.، وجعل الباب مشرعاً للنقابات ريثما ترتب أوضاعها التنظيمية.
    وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
    فتحي الضو
    21/أكتوبر 2012
                  

العنوان الكاتب Date
البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات والصور معتصم احمد صالح10-23-12, 09:43 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-23-12, 09:53 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-23-12, 09:59 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-23-12, 10:01 PM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 01:16 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 02:09 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 03:32 AM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 04:32 AM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 04:48 AM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 04:53 AM
          Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Saifeldin Gibreel10-24-12, 05:09 AM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 05:34 AM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 05:40 AM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا عاطف مكاوى10-24-12, 05:41 AM
              Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 05:51 AM
                Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 05:58 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 06:06 AM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Kostawi10-24-12, 06:14 AM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا عاطف مكاوى10-24-12, 02:56 PM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Mohamed Gadkarim10-24-12, 04:04 PM
          Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 04:16 PM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 04:21 PM
              Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 06:34 PM
                Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا الصادق ضرار10-24-12, 07:35 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-24-12, 11:39 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا عاطف مكاوى10-25-12, 02:48 AM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 02:49 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 01:49 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا صلاح النصري10-25-12, 02:11 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Mohamed Gadkarim10-25-12, 02:31 PM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا هشام هباني10-25-12, 03:56 PM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 03:56 PM
          Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 04:17 PM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 05:19 PM
              Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-25-12, 09:32 PM
                Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Mohamed Gadkarim10-26-12, 04:02 AM
                  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 04:48 AM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا عاطف مكاوى11-03-12, 06:18 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 05:24 AM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 02:56 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 03:18 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 11:20 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-26-12, 03:22 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا أسامة عبد الجليل10-27-12, 10:05 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-27-12, 04:44 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Amani Al Ajab10-27-12, 11:55 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-28-12, 09:56 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-28-12, 05:35 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-29-12, 08:14 AM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-29-12, 08:52 AM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-29-12, 08:39 PM
          Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-30-12, 02:49 PM
            Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح10-31-12, 03:05 PM
              Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Mohamed Gadkarim11-01-12, 00:49 AM
                Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا Mohamed Gadkarim11-01-12, 00:56 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-01-12, 04:53 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-02-12, 02:45 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-03-12, 03:38 AM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-03-12, 05:18 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا هشام هباني11-03-12, 09:09 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-04-12, 07:31 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-04-12, 06:18 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-05-12, 04:35 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-06-12, 07:13 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا عاطف مكاوى11-07-12, 00:37 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-07-12, 05:48 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-08-12, 05:04 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-10-12, 11:15 AM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-10-12, 07:49 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-11-12, 06:33 PM
  Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-12-12, 07:54 PM
    Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-13-12, 08:17 PM
      Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-14-12, 04:47 PM
        Re: البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات وا معتصم احمد صالح11-19-12, 08:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de