|
Re: أننا التارقية ست الفريق ... لا مكان للفرزدق (Re: mwahib idriss)
|
3. المرأة في تنازع شديد بين التصورين: عادة ما لا يشعر المجتمع بالصراع الحاد الذي يحدث بين الموروثات القديمة، والنماذج البدائية، فهي تتحاور، وتتقاتل تماما كما يتقاتل البشر، وتكون الغلبة لمن يملك مقومات البقاء، والطريف أنها لا تموت بعد السيطرة عليها، بل تذوب، وتبقى في العمق، وتتجلى آثارها كما رأينا تجليات التصورات الجاهليات بعد قدوم التصور الإسلامي، نجح في قتل بعض التصورات، لكنها عاشت بشكل آخر، فنفى "ألوهية المرأة" شعائريا لكنها بقت "لغويا إلهة"، فما زالت تسمى "آنا، و"تامات"، ولم يقض كثيرا على وظيفة "العرافة"، وعلم "الغيب"، فإلى فترة متأخرة تكثر لديهم عرافات، ووظفت كذلك في شكل "الولاية الصوفية"، وعلم الغيب، والكرامات، بدل "الخرافات"، وفرض الإسلام الحجاب، لكنه لم يستر الجسد كله، فلم نر تارقية تستر وجهها، كما أنه لم ينجح كثيرا في الفصل بين الجنسين، فالاختلاط أمر عادي في المجتمع الأمازيغي خصوصا التارقي، وتجدر الإشارة إلى أن تعدد الزوجات نادر جدا في المجتمع التارقي، والقبيلة التي أنتمي إليها أنا لم أر فيها زوجا لديه أكثر من واحدة، ولم أسمع بها أيضا فيما مضى، وذلك يشير إلى أن قوتها المعنوية لم تبرح مكانها، رغم ذلك نموذج "لال فاطمة" تلك العالمة المناضلة، القائدة لم يتكرر بعد وصول الإسلام، فحاليا تعتبر المرأة نموذجا "للجاهلة المتخلفة، القاعدة في البيت"، فلا يقارن المتعلمون التوارق بالمتعلمات التارقيات، وتمكنت فيهن الأمية بشكل يدعو للأسف. هذا الامتزاج، والانصهار هو المصالحة التي تمت بين النسقين الثقافيين الأمازيغي والعربي، لتوقظهما موجة الإيديولوجيات المعاصرة الدينية، والقومية. وهذه الدراسة المقتضبة تطرح عدة إشكالات اجتماعية وفقهية، وإنتروبولوجية عموما، وتعيد طرح مسألة "تولي المرأة التارقية للحكم"، لأنها في مجتمع لا يعتبرها جسدا مغريا، ولا ناقصة عقل، ودين، ويعتز بها، وينتمي إليها، وجرب قيادتها الدينية، والدنيوية، كما يلفت المقال إلى ثنائية "التعريب/ الإسلام"، فهل الإسلام يعني تعريب الذاكرة، والشطب على التاريخ الاجتماعي القديم، وثقافة الشعوب، أم هو نموذج رباني يشغل همه توحيد الله، والطريق الموصل إليه؟؟ وبالتالي يقر بكل ما لا يتعارض مع هدف الله الأسمى "العبادة"،كما أقر العادات العربية نفسها؟؟ وفي النهاية يشدد هذا الطرح الموجز على "قراءة" التاريخ الأمازيغي عموما، والتارقي خصوصا قراءة علمية، مستضيئة بالمناهج الحديثة، ومن أهمها المنهج الأنتروبولوجي.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|