|
Re: مقال هام: الفريق عبود: لولا ثورة(نوفمبر) لقامت دولة البجا في الشرق (Re: عمار عوض)
|
بعد إنتهاء الجلسه الافتتاحيه لمؤتمر البجا – تم لقاء - بين الشهيد الدكتور طه عثمان محمد بليه ورئيس وزراء الحكومة المرحوم عبدالله خليل وقتئذ - روي لي عن هذا اللقاء الهام المرحوم علي محمد نور إدريس عضو المؤتمر ومدير التلغراف الانجليزي وقتئذ وقد كان من أصدقائه المقربين ومن الحضورأيضا المرحوم محمد بدري أبوهديه والسيد عثمان ابراهيم محمد بليه وعلي عثمان محمد بليه وإستدرك قائلا إن لم تخنه الذاكره والسيد محمد سعيد ناود ... لقاء ... وضع النقاط فوق الحروف علي رسالة لاتحتمل التأويل أو التأخير ومضمونها:-
إن البجا بقيام مؤتمرها التأريخي في (11 و 12 و 13/10/1958) أنما تهدف الي تحقيق إرادتها ويترتب علي ذلك مستقبل حياتها السياسيه والاجتماعيه – فكيف تبقي إرادة الامه معطله في تقرير مصيرها بعد أن وضعت القواعد القويه التي تسير عليها ويرتبط بها حاضرها ومستقبلها– وإذا عطلت هذه الإراده فلها أن تستاء ولها أن تتذمر وتتبرم ولها أن تنفر من كل نظام أساسه تجاهل إرادتها – وأن تعددية الأطراف مصدر قوه لاغني عنه – وهي ليست خصما للسيادة – بل أبلغ تعبير عنها - والشرعيه والديمقراطيه والأمن الجماعي يمكن أن نجدها جميعا في تعددية الأطراف بتعريفها الصحيح – لأن السعي إلي التوازن السليم من توفير الأمن والتمسك بمبادئ هو واجب مستمر ويحافظ علي الخصوصيه والقدسيه الثقافية وعندما تخفق الدوله في الوفاء بحاجة مجموعة ثقافيه الي الشرعيه السياسيه وإلي إحترام حقوق الانسان الخاصة بها – أعتبر العنف في كثير من الأحيان سبيل الخلاص الوحيد -- وإذ تواجه الغربه – يمكن أن يبلغوا حد الأشياء أو المقاومه مما يولد أشكالا جديده ضاريه من العنف وعليه أن بناء التوافق في الأراء والعمل الجماعي من شأنه خلق بيئة فعالة لحقوق الناس فإن ذلك من شأنه أن يخفف من حدة التوتر وأن يحوول دون نشوب العنف وعلينا إسدال الستار علي الخط القديم الفاصل بين الماضي والحاضر وأن قيادة مؤتمر لن تألوا جهدا في السعي بكل ما أوتيت من قوة وصدق عزم لخير امتهم والعمل علي إسعادها وأن يكون هذا اللقاء فاتحة عصر سعيد يعيد للناس حقوقها الشرعيه – فذلك هو الأصلح للبلاد وشعوبها المتباينه ثقافيا- أبدي رئيس الوزراء عبدالله خليل – الإهتمام لما دار في اللقاء - وبعد 36 يوما من حضوره المؤتمر وعودته الي الخرطوم – دوت المارشات العسكريه تعلن إنتهاء حقبة سياسيه وبداية حقبة جديده بإنقلاب عسكري يمسك بالسلطه ويفسد في الأرض- بإسم مجلس قيادة الثورة برئاسة المرحوم الفريق ابراهيم عبود في 17/نوفمبر/1958 وبعد فترة قصيره من الانقلاب أبدي الدكتور طه بليه رغبته في مغادرت البلاد – الأمر الذي لم يسمح به وقتئذ – من الواضح - د/طه لم يكن راضيا بما آلت إليه الأوضاع كما أن أعراض المرض بدأت تنتابه بشده وأخذ يتفاقم ويشتد وبتدخل مباشر من الامبراطور هيلاسيلاسي سمح له بمغادرت البلاد في يونيو 1960 م الي بريطانيا وتوفي الي رحمة مولاه بإحدي مستشفيات لندن في 18/8/1960 م ووهو شاب لم يتجاوز (40) اربعين عاما – واعيد جثمان الفقيد بالطائرة الي بورتسودان وشيعت جنازته إلي مثواه الأخير في موكب رهيب إحتشد فيه جموع المشيعين من كل انحاء البلاد – إلي جنات الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|