تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2012, 00:42 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 (Re: د.امام الصديق عبد المعطى)

    رحلة بنت بطوطة الى بلاد الانجليز

    دائما كنت اقول ان السفر قطعة من جهنم لكنى استحلى حوامضه
    ازدرد كل علقم الرحلات التى جعلت منى (طوافة ) او (بنت بطوطة )
    للسفر عدة فوائد اقلها انك تتعرف الى نسق حيوات لم تجربها من قبل
    فى مكان ما ، زمان ما ، وبقاع تطا ارضها لاول مرة فى هذا العالم
    ازيد الى معارفى معرفة جديدة
    السبت الثالث من مايو للعام 2008- سيظل يوما محفورا فى الذاكرة
    يوم جديد فى حياتى وسيظل عالقا بذاكرتى ابدا
    فهو اليوم الاول لى فى مكان لطالما ظلت نفسى تتوق لزيارته
    الرحلة بدات من مطار منيابلس فى ولاية مينسوتا جئته من مطار سيدار رابد من ايوا
    ثم من هناك الى هيثرو فى لندن
    استغرقت الرحلة ثمان ساعات لنعبر المحيط اذا علمنا اننا بقينا رهينى المقاعد لمدة ساعة حيث لامكان للطائرة ان تقف ، من شدة الزحام ،وظل قائد الطائرة ينادينا كل فينة واخرى شاكرا ايانا على صبرنا
    وياله من صبر سننال بعده حظوة ان تدخل مطارا هو الاشهر بين كل مطارات العالم ، وازعم انه اعرقها (لفت انتباهى ساعة وقوفنا ذاك وجود طائرة مكتوب عليها خاص بالمنتخب القومى لانجلتراـ لا تعليق)
    دخلنا الى المطار اذن ، الساعة كانت تشير الى الحادية عشر صباحا
    توجهت الى قسم التاشيرات الخاصة بالدخول
    (قبل نزولنا من الطائرة كانت المضيفة قد قدمت لنا وثيقة طلبت الينا ان نعبئها بالمعلومات ) وفعلت
    لكنى نسيت ان اكتب العنوان الذى ساكون فيه فى لندن
    وحين سالونى عن العنوان فى ادارة الهجرة والجوازات كانت اجابتى ان الارقام والعناوين فى مفكرتى وهى فى الحقيبة التى هى فى الشحن الان
    مشحونة تلك اللحظات بالخوف وبوادر الخيبة بدات تلوح ، حيث حدث ان اعادتنى ادارة الهجرة فى مصر الى امريكا دون السماح لى بدخول مصر ،
    لنفس السبب
    سوى انهم طلبوا منى هنا ان اوافيهم باسم الشخص الذى سانزل معه ، وكان ان قدمت لهم اسمها (اسيا ربيع ابشر ) ولحسن حظى كنت احفظ الاسم عن ظهر قلب ، واحفظ تاريخها كاملا ، وتصادف ان ادلت هى بنفس المعلومات التى افدت بها لادارة الجوازات
    ولمن لا يعرف اسيا ربيع فهى تلك المواطنة السودانية التى تعرضت لاطلاق الرصاص عليها من جهة احد المتعصبين الانجليز وهى التى حكت لى انه حين كان بمحازاة شباك الباص وكان يركب دراجة نارية قال لها قبل ان يطلق عليها الرصاص
    ـ اننى اكره الصوماليين
    واطلق النار واطلق لدراجته العنان
    وكان ان حملت الاخبار تلك القصة وهى اى تلك القصة كانت مدخلى مع ادارة الجوازات فى مطار هيثرو
    من ناحية اخرى لم اندم على اعادة الجوازات المصرية لى الى امريكا فقد كانت فرصة طيبة حيث كنا محبوستين فى (حراسة المطار ) ان التقى تلميذة من تلميذاتى اللاتى درستهن فى المرحلة الابتدائية
    وكانت قد فاتتها طائرتها المتجهة الى (يوغسلافيا) وبسبب انها لم تكن تحمل تاشيرة دخول لمصر ظلت حبيسة معى فى تلك الحراسة
    كان لقائى بها غريبا ، اثناء تواجدى بالمطار لمحتنى هى
    ـ ابلة سلمى
    لم اتعرف الى الصوت للوهلة الاولى ، سالت عن مصدر الصوت جاءتنى الاجابة
    ـ انتى مش ابلة سلمى ؟
    قلت
    ـ تمام
    مدت احضانها لسلامى وبعد السلام قالت
    ـ سناء
    قلت
    ـ اتلاقينا وين ؟
    ـ كنت تلميذتك فى امير الابتدائية بنات العام تسعة وسبعين
    ـ ما اتذكرتك
    ـ كانت دفعتى سامية و..و..و....
    اسماء عديدة وردت ، كانت تلك اخر ايامى فى التدريس فى المرحلة الابتدائية
    تسالمنا وتطايبنا بالحديث ،قالت
    ـ ما حتصدقى لو قلت ليك كل مانتلاقى بتكونى قاعدة معانا فى الجلسات والذكريات ، المسرح ، وحصص العربى ، ولمن كنا نجى من الصباح بدرى وانتى معانا ، ما نسيناك ابدا
    كنت اقوم بتدريسهم لله حصصا يومية تبدأ قبل اليوم الدراسى منذ بداية العام حتى نهايته ، ندرس المرحلة بكاملها من رسم الحروف حتى نصل الى قواعد اللغة فى الصف السادس ، وكان نتيجة لذلك ان (بناتى ) كن يحرزن المركز الاول فى اللغة العربية فى كل انحاء المحافظة حينها
    هاجت عبرتى بتلك اللحظة وتمنيت ان اعود تلك المدرّسة التى كانت ، وتلك الحياة البسيطة الخالية من كل تعقيد حادث الان
    طافت كل تلك الذكريات بخاطرى وانا اقف خلف باب الحراسة رفقة المسافر النيجيرى المحبوس مثلى
    خفت ان يتكرر ماحدث ، لكنى هذه المرة كنت اقل ايمانا بانهم سيعيدونى الى حيث اتيت ، ربما ، لانى احمل جوازا امريكيا ربما ، ووسوست لنفسى ان ذلك وارد ، وان امر اعادتى ايضا وارد ، المهم اننى ظللت متماسكة
    طافت بذاكرتى كل تلك الاحداث لحظة جلوسى فى الحراسة قبالة رفيق الحبس النيجيرى
    لكن مكوثى لم يطل حيث افرجوا عنى بعد نصف ساعة واخرجونى متمنين لى اقامة طيبة
    خرجت على اجنحة من النشوى لانهم لم يعيدونى ادراجى ، بل دخلت مدينة لطالما تاقت نفسى لزيارتها منذ زمن بعيد
    كانت بعض قريباتى كثيرات السفر الى لندن ، ويملانى غيظ كظيم منهن حين اراهن يلبسن (رسالة لندن ) او (دكتور شول )
    لكم تمنيت ان البس تلك الازياء وتلك الاحذية التى حين وصلت الى مقرها فرت كما تفر الجيوش المهزومة من ساحة ا########س فالاسعار لا تحط على الارض ولذا لايمكننى شراء ما اشتهيت طوال حياتى لكن لاباس من توب تهدينى اياه اسيا
    خرجت اذن من المطار باتجاه الخارج وجدتنى ملفوفة بين احضان الفة لصديقة وريفة هدى العباسى
    كانت تنتظرنى لان مضيفتى تخشى ما تخشى (السلالم المتحركة )
    كنا قد التقينا فى القاهرة منذ وصولى الى تلك المدينة ومتنت الايام اواصر اخوتنا حتى سفرها لمدينة لندن مختفية عن عالمى
    بالصدفة المحضة وكانما مقولة( القلوب شواهد)كانت ترفرف تلك اللحظة
    رن جرس التلفون صباح يوم الجمعة ، كانت هدى تحدثنى لم تقل لها اسيا بطبيعة الحال اننى سازورها ، لكن هذا ما حدث
    والتقينا فى اليوم التالى ، يا للمصادفة
    اخرجتنى هدى من المطار فى رحلة اكثر تعقيدا مما تصورت ، سلالم ثابتة واخرى متحركة (جخانين بلا اول ولا آخر )
    دخلنا بعدها الى محطة المترو المسافة الى حيث محطتنا تجاوزت الساعة بقليل
    طوال تلك المسافة كان يبهرنى امر واحد هو ان المساكن تشابهت لدى الى حد بعيد وبيوت السكة الحديد فى السودان ، نفس ملامحها بقرميدها الاحمر وسقوفها المائلة كنت اتابع اسماء المحطات وادير شريط السكة حديد فى السودان ، وابحث عن (الناظر وجرسو النايم ولون المكتب وعفش الناس الماشى يناهد بالكيمان )، الاخضرار كان علامة اخرى تميز تلك المدينة ، الى كل ذلك لم اشهد بريطانيا واحدا ، كل الركاب كانوا اجانب بالوانهم التى تتبينها فلا تحس غربة فى المكان ، كل لحظة تزداد وتعلو وتيرة (الكوزموبوليتان ) فى اقصى تجلياتها ، ناس من الهند ، وهذا مشهد عام فى المطار ، فكل العاملين فى المطار من الهند وكينيا ، تميز الهنود خاصة السيخ بتلك العمامة الكبيرة ، والنساء بملبسهن من (السارى )
    دخلنا الى محطتنا ونزلنا الى حيث سنتوجه الى منزل اسيا ، لم تختلف المبانى فى شئ سوى انى أحسستها اقل حجما من تلك القائمة فى ايوا او فى اى مكان فى امريكا ، هنا تمتاز بصغر حجمها وهناك فى ايوا بكبرها ، حتى انى ضحكت من حجم النوافذ الصغير قياسا بما لدى الامريكان الذين يحبون ان يبدو كل شئ اكبر حجما من العادى ، ونادرا ما تجد منزلا صغيرا ، حتى ان كان غرفة واحدة
    دخلنا الى بيت اسيا ، بيت صغير وجميل ، مرتب تماما ، تشتم عطر البخور السودانى من صندل يملا الامكنة بهاءا ويضوع طيبه ، اذكر اننا فى العيد وكانت بنا رغبة ان (نبخر البيت ) فاشتكانا السكان فى العمارة لصاحب السكن متذمرين من رائحة بخورنا ، وصرنا بعد ذلك نضع (صادات لخروج البخور من حيز البيت تحت منفذ الباب )
    فى المساء كنا على موعد مع الضيوف الذين لم ينقطع سيلهم حتى الساعات الاولى من الفجر ، تجذبهم الونسة والضحك والذكريات
    اكثر ماكان يجعلنى متوترة (فرز العيشة للماء الساخن والبارد فى الحمام والمطبخ كل صنبور قائم بذاته فان احتجت للاستحما م الا تبقى حريف)

    الاحد
    الهايدبارك كلاكيت اول مرة
    جاءتنى تماضر شقيقة اسيا لتهبنى واحدة من الزيارات الى تلك الامكنة التى طالما قرانا عنها وشاهدناها فى عديد مناسبات ، الهايدبارك ، حديقة طويلة تحسها بلا حدود ،
    تزينها خضرة بلا حدود ايضا ، تمتد مد البصر ، امم من كل بقاع الدنيا ، بكل السحنات احتشدت ، باعة جائلون ، بشر يركبون العجلات فى كل الاعمار ،
    اطفال تسحبهم امهاتهم فى عربات مدفوعة صغارا والكبار اما على (سروج العجلات ) او يجرون خلف الام
    برك للسباحة ، كراس منتشرة (مؤجرة ) للراغبين ، وبنشات لجلوس العابرين من امثالنا ، حيث البرك الصافية للاستحمام
    خرجنا بعد طواف طويل باتجاه منطقة الاسواق ، فى البداية احسست اننى فى احد شوارع القاهرة لما تتميز به القاهرة من ازدحام ،
    واحيانا تصورتنى فى مدينة ايوا حيث المحلات الخاصة بالاطعمة كانت امريكية النكهة (ماكدونالز ، كانتكى ) وغيرها من محلات بيع الاطعمة الامريكية قلت لتماضر
    ـ انجلترا تأمركت
    وكنا نحسب ان ذلك امر مستحيل لما للانجليز من صرامة فى التعاطى مع كل ما هو وافد
    تغدينا وبعده طفنا بارجاء المحلات ، كنت تستمع الى الاغنيات الطالعة من المحلات وحين تجرى النظر الى داخل المحل تجده بعد تتبع الاغنيات اما انه سودانى ،
    او مصرى او مغربى او جامايكى ، وهنا يديرون بوب مارلى وتجد الناس يتحلقون حوله ، لكم يسحرنى هذا البوب
    كنت فى مدينة هيوستون ، وحين اراد احد الاصدقاء دعوتى لسهرة صيفية كان ان دخلنا الى ناد جامايكى
    اول ما يلفت نظرك هو صورة بوب مارلى والى جانبه صورة الامبراطور هيلاسى لاسى ، والعلم الاثيوبى والجامايكى يتعامدان ، الغناء لبوب مارلى
    وفى مناسبة اخرى ساقتنى قدماى الى محل لبيع الاسطوانات ، اكثر ما لفت انتباهى ان اسطوانات بوب مارلى ما تزال فى القمة سعرا ومبيعا،
    الى جانبه تجد المغنى الشاب توباك الذى مات مقتولا ، فيما لا يزال انصاره يعتقدون انه مختف فى مكان ما وسيعود
    تجولنا اذن فى تلك المحلات بمغربييها وطعامهم وانواعه ، ومصرييها (بشيشتهم) وكراسيهم المرصوصة للضيوف وطلباتهم ،
    وسودانييها بمحلاتهم التى تبيع فيها النساء رسالة لندن وتلك الثياب بالوانها الجميلة والتى لاتستطيع واحدة مثلى الى شرائها سبيلا ،
    فهى اسعار تبدأ من خمسة وعشرين جنيه استرلينى لتصل الى مئتى منها ، ضحكت منى والغيت بندا كان فى نيتى ان انجزه ، لكن هيهات ،
    لان الثياب على جمالها مكلفة تكلفة بارعة العلو ، فتركتها ولسان حالى يردد (الغالى متروك ) حيث نفس هذه الثياب نشتريها فى مدينة ايوا ، فقط الفرق ان هنا تشتريها وتخيطها وحدك او لاتخيطها ،
    لكن فرق السعر هو المشكلة ، فبسعر ثوب واحد فى لندن يمكنك ان تشترى ثلاثة والجميع يلاحظون الفرق
    لندن فى جملتها تشبه مدن اخرى ، فهى احيانا تتماهى مع فلادلفيا العاصمة السابقة للولايات المتحدة ،
    والقاهرة بمشهدها الكوزمبوليتانى ، كنت اردد بينى وبين نفسى لاشك ان (صبر لندن ) على كل تلك الجموع من كل انحاء العالم ليس سوى بدافع
    (رد دين مستحق سابق من فترة الكولونيالية التى كانوا سادتها فى عصر مضى حين كانوا الامبراطورية التى لاتغيب لها شمس )
    لانى حين سالت اين (اهل البلد ؟) قالوا انهم التجأوا الى الريف بعيدا عن زخم الاجانب ؟؟؟؟


    الاثنين
    يخلق من الشبه اتنين
    جاءتنا مساء ذلك اليوم فى بيت اسيا اختها التى لم تتح لها الفرصة للقائى اول يوم
    كنا نجلس متقابلتين فى صالة بيت اسيا
    دخلت وفاء شقيقتها صحبتها ابنيها ، تسالمنا ودلف احدهما الى حضنى مسالما
    ومضى حال سبيله
    لكن اسيا لاحظت انه لم يسلم عليها
    فباغتته بالسؤال وكان مسمى على جده ربيع
    ـ ياجدو ما سلمت على ليه؟
    وجدناه انبهم وطفق يتلفت بينى وبين اسيا وكانى به كان ينظر لمرايا ما
    ضحكنا من وهدته تلك واردفت اسيا بيقين كامل
    ـ ياجدودى تومتى جات من السفر
    وازعم انه صدقها ، كما الكثير من الناس ، حتى عم ربيع والد اسيا كان يخلط بيننا
    ذات مرة وكان لديه كافتريا فى الاذاعة وحين لمحنى بدأ ينادينى باسيا
    وحين اقتربت منه قال لى
    ـ سلمى بت سكينة ؟ والله قايلك اسيا
    لم يكن الشبه كبيرا كما كنت اتصور لكنى مؤخرا ربما لاننا صديقتان باكثر من اننا اقرباء فجدتنا واحدة من ناحية الام ، لكن ان يكون الشبه الى هذا الحد فهذا امر لله فيه شأن
    كانت والدتها خالتى صفية عليها رحمة الله تقول لى دائما
    ـ شبهكم مع بعض ما شفت زيو حتى ا خواتها ما بشبهوهها سبحان الله ، الله يديم المحبة بيناتكم
    وليس لمجرد التشابه فى الملامح فقط تحاببنا لكنه للخواص الاخرى من المواهب فى التمثيل وغيره

    الثلاثاء
    الليلة يا اسيا
    طوال فترة اجازتى رفقة اسيا كانت (الونسة) لا تنتهى قط ، ضحك (يجيب الرايح )
    وعلى ذكر الرايح ، جاء الى مدينة ايواشاب كان قد بعث به اهله الى مدينة ايوا من السودان رفقة احد المسافرين من السودان الى هنا ،
    لكن شا الله ان يتوه هذا الشاب عن مرافقه فى احد المطارات لعله مطار بوسطن ، وكان قليل الخبرة والمعرفة باللغة الانجليزية ،
    المهم تدخلت ادارة الجوازات والشرطة لاعادته الى ايوا سالما ، ومنذ حلوله الى المدينة ظل اسمه (الرايح ) حتى غطى على اسمه الحقيقى
    كنت اقول اننا ظللنا فى تلك الحالة من الضحك والونسة حتى كان ان رفعت عينى باتجاه الشباك صبيحة اليوم التالى واذا بى فجأة اصيح
    ـ الليلة يا اسيا
    انتفضت بغتة كان مسها مس ، وقالت
    ـ فى شنو ؟
    قلت لها ضاحكة
    ـ الشمس طلعت
    وانتهى ذلك اليوم مطلع اليوم التالى
    منذ قدومى الى بيتها والضيوف سيل لا ينقطع والونسة لا تنقطع حتى اليوم التالى ، لكننا لا نستطيع الى النوم سبيلا
    بالنسبة لى كان فارق التوقيت مشكلة وبالنسبة لها امر معتاد
    لكنها ايام بطعم الحلوى الابدية
    اخر كلام عن الشبه ، حكت لى صديقتى الفنانة التكشيلية ان ابنة شقيقتها والتى كانت تشكيلية ايضا ، قالت لها ذات مرة
    ـ بالمناسبة يا خالتو انتى بتشبهى امى جدا
    فسالتها عن مواضع الشبه، قالت الطفلة ببراءة
    ـ بتتشابهو فى الممارسات طبعا
    ولا تعليق

    الاربعاء
    الحركة يمين
    منذ السبعينات فى السودان لم اشهد حركة يمين قط ، الا فى الافلام المصورة فى كينبا او فى تنزانيا ، او استراليا
    المهم اننى كنت اتمشى ذاك العصر فى صحبة لطيفة وشقيقة اسيا
    بين الشوارع على امل ان اتعرف على المدينة ، مدينة ساكنة ، بل الاكثر سكونا فى تلك البقعة التى كانت تسكن فيها اسيا ،
    ربما لان طبيعة السكان كانت هى العنصر الاصيل ، لكن ، حين تدخل الى وسط المدينة فالامر مختلف تماما ، تتمنى ان لاتعود الى تلك الاماكن الصامتة
    خرجت ولم اكن اكاد اتذكر ان الحركة يمين ، حين بدات فى المشى ، جوبهت ان العربات تاتى من اتجاه معاكس للاتجاه المفروض بالنسبة لى عادة ،
    بت التصق بمن معى خشية ان اصطدم بعربة ماكرة تحل من ناحية غير متوقعة
    مضت الرحلة بسلام
    وكان فى نيتى ان اركب الباص(ابو دورين ) للدنيا والزمان
    ضيفتى كانت الصديقة ماجدةعوض خوجلى هذه المرة
    استضافتنى فى (كنتين ) والكنتين كلمة تعنى المحل الصغير فى انجلترا ، ولقريب كنا فى السودان نستخدم هذه الكلمة فى تعريف الدكان ، حيث جاءت مع الانجليز اولا واليمانية فيما بعد
    دخلنا الى الكنتين وجلسنا فى طاولة صغيرة ، المحل نفسه يتسم بالصغر
    والاريحية حيث الاسر تتراص واطفالها ، المحل مكتظ بالاجانب ، معظم الجلوس من الصوماليين ، رجالا فقط ،
    لم يكن بينهم سيدة او حتى طفل ، يبدو ان الحديث كان تجاريا او سياسيا لان الاوراق كانت تجثو الى سطح الطاولة فى انين واضح من ثقل الارقام عليها او الاحرف ، لا اعرف
    طوال الجلسة كان ثمة من يراقب حضورى ، وبه لهفة ان يكلمنى ، وانتهز فرصة قيام صديقتى لامر ما ليسالنى بانجليزية رصينة
    ـ هل انتى صومالية ؟
    فاجبته بالنفى
    فلم يتردد من ابداء رغبته ان نتعارف
    فاجبته اننى
    ـ ضيفة ها هنا ، ولم اكمل الحوار حيث عادت صديقتى وخرج هو كالحا ومبتئسا
    قلت لصديقتى ما كان من امرالصومالى ضحكت وقالت
    ـ انتى فعلا بتشبهى الصوماليات
    قلت لها عليكى ان تقولى (فلعا ) لان الاخوة الصوماليين ينطقونها هكذا
    فلقد كان المسؤول الاجتماعى الذى رصدته لنا المنظمة فى هيوستن فى تكساس ، يقول ان سالناها (فلعا ) كذا وكذا ،
    و يقول (اليوم انا تبعان ) اى تعبان ، او كناية عن العطش كان يقول (عشطان ) لكنه كان من الناس القلائل الذين رايتهم يتفانون فى عملهم ،
    وازعم انهم لو كان لديهم بعض الهمة تجاه بلادهم لما حدث فيها ماحدث ، مثلهم مثلنا ، نعمل بجد فى المهاجر وننسى اوطاننا حين نحل فيها وكانها امر لا يعنينا
    خرجنا من ذلك الكنتين باتجاه محل مصرى لنتعشى فيه فلافلا وفولا وسلطة بابا غنوج ، وكان لابد ان نمتطى صهوة الباص اب دورين ،
    ولكم كان مدهشا بالنسبة لى ، حيث مقاعده مريحة وسائقه يدير الباص من اليمين فبدا لى كأن امرا عجيبا يحدث ،
    حيث فى الولايات المتحدة العربة الوحيدة ذات عجلة القيادة من اليمين هى (عربية) البريد ، وحين تجد سيارة (دركسونها ) يمين فتاكد انها سيارة (انتيكه) من الخمسينات او تزيد

    الخميس
    الشحادون
    كنا فى غداء رفقتى اقرباء لى واسيا فى مطعم برتغالى حيث تكثر المطاعم لكل البلاد من كل انحاء العالم فى عاصمة الضباب ، سافرت فى الصيف لذا لم انعم بما يقولونه عن لندن من انها عاصمة الضباب
    ومنذ اليوم الاول حتى مغادرتى لم اشهد امطارا والحمد لله والا لكانت رحلتى ستكون مثل رحلة المبعوث السودانى الذى تخلف كثيرا عن المحاضرات وعزاؤه حين سالوه ان الامطار والجليد هما من حال دون حضوره
    المطعم يقدم للرواد دجاجا مشويا ومن (نارو ) جلسنا اذن متمنين وجبة هنية
    فاذا (بالبانية) جميلة الملامح اكثر ما يقال عنها انها صبية لا يتعدى سنها الخمسة عشر عاما وتحمل طفلا تتسول به
    لا تتكلم اى لغة سوى بعينيها الجميلتين ، ترنو لك بهما فينفطر قلبك فتنفحها ما استطعت
    لكن احدا لم يعرها اهتماما ، فلقد حكى لى زوج صديقتى ان هؤلاء الشحادون توفر لهم الدولة السكن والماكل والمصاريف من ثم ، وتعجبت ، لماذا اذن الشحدة ؟
    قال مواصلا حديثه
    ـ ان البوليس توقف عن مطاردتهم لان ذلك يكلف الدولة اكثر من تكاليف اعاشتهم ، فتركوهم (يشحدون )
    هنا فى ايوا لم اعثر على شحاد الا واحدا كان (سمينا) ويلبس احسن الملابس ، لكنه اعتاد فعل ذلك ،
    الى ذلك لدى الذين بلا ماوى ، بيوت كبيرة يدخلونها ليلا يتناولون وجبة العشاء وينامون للصباح وفى الصباح يخرجون للحاق بعملهم او البحث عن عمل ،
    حيث توفر لهم الدولة المسكن فى الليل ، لذلك لاتجد احد ينام فى الشارع قط ، ربما لان البرد عامل من العوامل التى تجبر ادارة المدينة على ايوائهم ،
    ثم ان هناك بنكا كاملا لاطعامهم ، وتمنحهم المدينة ايضا تذاكر للباصات مجانية بطبيعة الحال
    كنت فى احد السفريات من القاهرة الى اثينا ، فى مطار القاهرة وقف امامى (شحاد ) كان ضخما ،
    ويلبس فى كل (اصبع خاتما اكبر من صينية الغدا عندنا) وتتدلى من صدره عدة (سلاسل ذهبية تخطف البصر ) لو صرف واحدا منها لعاش ملكا ،
    الى كل ذلك كان يلبس فى كل معصم (غويشة قدر الضريب)
    ومدلى يده طالبا مساعدة ، لم اكن البس من الذهب الا خاتما واحدا صغيرا يجلس حييا فى بنصرى
    نظرت اليه بكل استخفاف ملكته لحظتها وقلت له
    ـ بالمناسبة فى الطابق الارضى للمطار هناك (صاغة ) يمكنك ان تصرف ايا من مصوغاتك هذه وتصرف ببذخ من لا يخاف الموت
    حدجنى بنظرة (اخف منها لو كان ضربنى كف )
    ومضى لحال سبيله
    خرجت من كل ذلك ان ال(شحدة ) مرض ، وفى بالى ذلك الشحاذ الذى وجدوه ميتا فى احد ميايدن القاهرة وكان يربط الى خاصرته مبلغا وقدره (60)الف جنيه مصرى عدا نقدا ،
    منذ ذلك الحين توقفت عن التعاطى مع اى شحاد مهما بلغت درجة فقره لانه بالقطع سيكون اغنى منى

    الجمعة
    مستر ابراهيم جراح القلب النابه
    لم اكن اعرفه شخصيا ، لكنى زاملت شقيقه الاكبر ايام كان مدرسا فى مدرسة الابيض الصناعية وكنت ادرس فى كلية المعلمات فى الابيض ،
    كان عادل كوجان اذن يدرس الطلاب فى المدرسة الصناعية ، لكننا كنا نفعل فعلا طالما احببناه معا ، كنا نجمع (اصحابنا الشماشة ) ويدرسهم الميكانيكا وكنت ادرسهم العربى ،
    فى نهاية الحصة يمضى عادل الى المطبخ فى المدرسة ، ويجئ اليهم بما تبقى من اكل الطلاب ، فياكلون هنئيا ويخرجون وقد تعلموا الكثير )
    لذلك حين نكون فى محطة المواصلات فانهم من يحجزلنا المقاعد ويتابى علينا ان ندفع قيمة الاجرة مهما كانت الجهة وبتنا احلى ما يكون الاصدقاء ، لا ينادوننا سوى الاستاذ والاستاذة
    فى المنبر العام لسودانيز اون لاين التقينا لاول مرة وكنت يومها اكتب فى الذكرى السنوية لصديقى الراحل عبد العزيز العميرى ، وبتنا نتعارف منذ تلك اللحظة
    لم اكن اعرف انه طبيبا ، الا بعد ان زارنا ذلك اليوم فى بيت اسيا موصلا ايانا لبيت احد ابناء جيراننا فى السودان من الذين لشدة الاواصر بيننا بتنا نناديه الخال وهوالعزيز عصمت العالم فرغلى
    قبل ان يهل علينا مستر ابراهيم اتصل تلفونيا معتذرا عن تاخره لانه خارج لتوه من (عملية اجرها لاحد مرضاه)
    لحظتها علمت انى بصدد لقاء طبيب نابه من ابناء السودان ، فهو حائز على الزمالة من كليات بريطانيا ولقبه (مستر) وهذا لقب اعتدنا سماعه فى مستشفياتنا السودانية لقلة من الاطباء النجباء
    حل علينا ومضينا باتجاه بيت الخال عصمت العالم
    هناك وقفت على جديد معلومة انه فنان تشكيلى الى انه كاتب روائى باذخ

    شكرا لك اخى الحبيب امام
    اتمنى ان يعجبك ما كتبت










                  

العنوان الكاتب Date
تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-09-12, 10:13 AM
  Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-09-12, 10:18 AM
    Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-09-12, 10:26 AM
      Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 العوض المسلمي10-09-12, 10:29 AM
        Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-09-12, 10:47 AM
          Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-09-12, 11:26 AM
            Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-11-12, 01:00 AM
              Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 سلمى الشيخ سلامة10-11-12, 01:44 AM
                Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-11-12, 02:53 AM
                  Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-11-12, 03:10 AM
                    Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-13-12, 04:41 PM
                      Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-15-12, 11:25 PM
                        Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-17-12, 01:35 AM
                          Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-17-12, 11:02 PM
                            Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-18-12, 01:12 AM
                              Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-18-12, 10:54 AM
                                Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-19-12, 10:11 PM
                                  Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 02:49 AM
                                    Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 03:05 AM
                                      Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 03:20 AM
                                        Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 09:13 AM
                                          Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 09:30 AM
                                          Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 09:39 AM
                                            Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 09:58 AM
                                              Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-21-12, 07:49 PM
                                                Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 سلمى الشيخ سلامة10-22-12, 00:42 AM
                                                  Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 Abureesh10-22-12, 01:43 AM
                                                    Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-22-12, 11:21 PM
                                                      Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 ismeil abbas10-23-12, 08:53 AM
                                                        Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 Eisa Hamouda10-23-12, 07:15 PM
                                                          Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-23-12, 09:39 PM
                                                            Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-25-12, 03:05 AM
                                                              Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-25-12, 03:00 PM
                                                                Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى10-27-12, 01:53 AM
                                                                  Re: تجربتى مع السفر ...... صور ..... زكريات ... وعبر ... 6 د.امام الصديق عبد المعطى11-02-12, 00:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de