الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود)

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معاويه حسن عمر محمد(Moawia Mohammed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2007, 10:54 AM

AbuAla
<aAbuAla
تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 444

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) (Re: AbuAla)

    عبد العزيز محمد داود
    صناجــــــة السودان


    بقلم/ سيف الدين عيسى مختار*

    عرفنا عبد العزيز محمد داود مغنيا للجمال، ورمزاً للإنسانية، تشجيه النسمة العليلة، ويطربه موج البحر، أكرم من السحاب إذا همى ، وأسمح من الضياء إذا بدا . فمن بين ثنايا هذا الحب النابض بالحياة الراعف بالألم، وتحت هذه الأغنيات النابعة من حب حقيقي وعشق للوطن، فجّر أبو داود ينابيع النور، وتجليات اللحن المبدع، والصور المشرقة ، كان يرحمه الله كبيراً في فنه، وفي خلقه، وفي قيمته. وكلما نسمعه أكثر يكبر في أعيننا وتمتد قامته لأنه ارتبط في وجداننا بتحولات الزمن النبيل ، وامتد صوته الشجي إلى كل بيت تجمّلت نوافذه بأشعة الشمس وغرّدت في ردهاته بلابل الصباح، تردد أنغامه على أوتار القلوب العاشقة للجمال والحب والحياة.
    عبد العزيز محمد داود اسم شاع واتسع عبر المليون ميل مربع . حلق في الآفاق طوف بالأبعاد تغلغل في الأعماق .. تسلق الهامات. أثرى من مختلف الثقافات . اكتنز آلاف الصور الناطقة بالألحان والمعاني. غاص في أعماق التراث السوداني، ينهل من معينه ويمرر عبر معمله الإبداعي ما يؤصل هذا التراث العظيمم. كان قدره أن يكون في قلب الطرب السوداني الأصيل ، عركته الحياة، وصهرته في بوتقة الأيام الصعبة، فانسكبت الخبرة الناضجة في وجدانه وفي قلبه وقالبه.
    لقد واجه أبو داود الظروف القاسية والصعبة، في وقت كان فيه السودان يواجه أقسى وأعتى التحديات لترسيخ الاستقلال. والانطلاقة المباركة نحو إقامة الأهداف الكبيرة، وفي وقت كانت فيه الأغنية السودانية تحاول فيه تجاوز مرحلة الحقيبة الى مرحلة التحديث. ومع التسليم بهذه الحقائق .. إلا أن عزيمته لم تركن إلى الدعة والتطامن مع الواقع بل حفرت الصخر ، معبدة طريق المستقبل للأجيال القادمة التى شاء لها الله أن تسير على خطاه وتقتفي آثاره وأثار جيله من الرواد، لم يكتف عبد العزيز محمد داود بأن يقتات من موائد الحقيبة الدسمة فحسب، بل أضاف نكهة جديدة الى مائدة الغناء السوداني ان جاز لنا التعبير، وخرج بها من المحلية الى العالمية.
    لم يكتف عبد العزيز داود بدور المغني والمنشد فحسب، بل كان اجتماعيا من الطراز الأول، وقد حباه الله بنفس طيبة، وروح مرحة، وبديهة حاضرة وحلاوة لسان، مما جعله أن يصبح بحق شيخ الظرفاء في السودان كما يطلق عليه الكاتب المبدع الدكتور حسن أبشر الطيب. وقد تغني بمآثر هذا الوطن بل وظف حنجرته الذهبية لخدمته من خلال مشاركاته العديدة في اللجان الطوعية لبناء المدارس أو تأسيس البنيات التحتية، لذلك كان بحق صناجة السودان.

    والصناجة مصطلح كان يطلق في الآداب الغربية على الشاعر أو المنشد الذي يتغنى بسير الأبطال ووقائع الأمم ويثير نخوة القتال في ساحات الحرب ويتقدم الجيوش بقيثارته ليذكى في صدور الفرسان نيران الحمية، وما يزال الايرلنديون يحتفظون بقيثارة الصناجة الذي قتل وهو يحث قومه في حربهم ضد الدائيين في متحف اللآهوت بجامعة دبلن. أما في اللغة العربية فقد أطلقت كلمة الصناجة على الشاعر الأعشى (ميمون بن قيس) لأنه كان يتغنى بشعره ، وكانوا يطلقون عليه في بلاد فارس اسم (مغني العرب) لأنه كان ينافح عن قبيلته ويذكر مفاخرها (راجع موضوع الصناجة في العصر الحديث الصفحة رقم 145 من كتاب العقاد بين الكتب والناس)، وأكثر ما تنطبق هذه الكلمة بكل معانيها الجميلة على عبد العزيز محمد داود فقد كان مغنيا رائعا ومنشدا حسن الإنشاد، وقارئا مجودا للقران، ومسجلا للتراث ، كثير المشاركة في أعمال النهضة والبناء لهذا الوطن.

    ومن المفارقات العجيبة أن رجلا بتلك الصفات لا يحتل موقعه اللائق في موسوعة الدكتور عون الشريف قاسم عن القبائل والأنساب في السودان اذ لم يكتب عنه سوى سطر واحد فقط : ( عبد العزيز محمد داود، مغن مبدع ذو ملح وطرائف ، توفي سنة 1983م) هذا كل ما ذكره بينما تحدث عن كل من يحمل اسم عبد العزيز من المشهورين وغير المشهورين أكثر بكثير من حديثه عن عبد العزيز محمد داود فتأمل؟ ولعل ملاحظة الأديب محمد صالح خضر عن عدم اهتمام الموسوعة بالفنانين والرياضيين صحيحة. ورحم الله البروفسور على المك فقد أفرد كتابا قيما عن السيرة العطرة لهذا الفنان كان نتاج صداقة طويلة وحميمة بين هذا الأديب والفنان عبد العزيز داود استفاد منها أبو داود كثيرا فقد كان على المك عليه رحمة الله محققا مجودا لتراث الحقيبة، كما نبه الدكتور حسن ابشر الطيب الى قيمة أبى داود في الوجدان السوداني فقد ذكره حين تناساه الكثيرون، ولخص الصفات الإنسانية التى كان يتمتع بها أبو داود في مقالين رائعين ضمنهما كتابه القيم (إطلالة في عشق الوطن) بعنوان (في تذكر عبد العزيز محمد داود شيخ الظرفاء) ولقد اعتمدنا على ما جاء في المقالين وفيما كتب البروفسور على المك ونحن نعد هذه الورقة المتواضعة في الذكرى العشرين للفنان الراحل المقيم عبد العزيز محمد داود سائلين الله الرحمة الواسعة له وللأديب الأريب البروفسور على المك بقدر ما قدم من خدمات جليلة مقدرة للأدب السوداني بصفة عامة والتراث الغنائي بصفة خاصة ، وأن يهب الصحة والعافية لأديبنا الدكتور حسن أبشر الطيب الذي يقدم النموذج الأمثل والقدوة الحسنة لما يجب أن يكون عليه المفكرون والعلماء.

    تلقى الفنان عبد العزيز محمد داود تعليمه الابتدائي في مدينة بربر , ولكنه فصل من المدرسة وهو في السنة الثانية بسبب الغناء، ثم التحق بالخلوة ليكمل حفظ القران ، خاصة وان خلاوى بربر كانت مشهورة في ذلك الوقت وفيها حفظ الإمام محمد أحمد المهدي القرآن على يد الشيخ محمد خير، وقد ختم أبو داود القران ثلاث ختمات وبلغ درجة (شيخ حيران) وكان يتولى الرمية أثناء غياب الشيخ لمدة ثلاث سنوات وهي مهمة مقدسة لا تحتمل الخطأ حيث يجب أن يكون لمن يتولى هذه المهمة حضور دائم فيما يتعلق بالقران الكريم.

    لقد تحدث العديد من علمائنا عن أهمية الرمية في تجويد حفظ القران منهم على سبيل المثال البروفسور عبد الله الطيب في كتابه من حقيبة الذكريات حيث قال "يكون أمام الشيخ صف دائري الشكل، فيه الحيران ينتظرون الرمية، أى إملاء الشيخ، كأنه يرمي لكل واحد منهم الحرف الذي ينتظر منه كتابته ، وشيخنا كانت له ذاكرة حسابية السنخ (كمبيوتر) ذهني خالص، يخاطب الحوار الشيخ قائلا سيدنا (كلا) فيجيب الشيخ على الفور (لو تعلمون) وهذا حوار آخر يقول (لكيلا يعلم) فيقول الشيخ (من بعد علم شيئا) حوار ثالث (لم يكن ) الشيخ (الذين كفروا من أهل الكتاب )، حوار رابع (لم يكن) الشيخ (الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا)، وهلم جرا (من حقيبة الذكريات ص 52-53)

    وكانت الخلوة بحق وحدة فنية متكاملة، ففيها ترتيل القران بأصوات شجية، وفيها حلقات الذكر والإنشاد لقصائد المديح بألحان جميلة وفيها أيضا فن التشكيل المتمثل في الألواح الخشبية التى كان يتفنن الحيران في تشكيلها وتجويد الكتابة عليها، ثم الشرافة التى كان يتفنن الشيخ في رسمها على الألواح بألوان زاهية ، وقوام الشرافة كما يقول عبد الله الطيب " إطار زخرفي من خطوط ومربعات ومثلثات ودوائر داخله فراغ يكتب فيه أول السورة المشرفة بخط جميل ، وكان صفار البيض ربما استعمل للون الأصفر، وأحسب أن أكثر الألوان التي كانت تستعمل في الزمان الماضي كانت محلية، ولكن في زماننا كانت تشترى الأصباغ التي يقال لها التفتة وكانت معروفة في أكثر البيوت ) " من حقيبة الذكريات ص 76" وقد وصف العديد من أدبائنا الشرافة واتخذها الشاعر محمد المهدي المجذوب عنوانا لديوانه (الشرافة والهجرة)

    في هذه البيئة القرآنية ومدائح المريدين التى تنم عن وجد صادح، نشأ الفنان عبد العزيز محمد داود وكان لكل ذلك أثره في تنمية حاسته الموسيقية المرهفة وتوسيع مدارك حافظته وذاكرته.

    وحيث كان والده يعمل في السكة حديد فقد التحق عبد العزيز محمد داود بعد فترة الخلوة بهيئة السكة حديد، وكانت تضم العديد من المشاهير، ثم تركها بعد أن استلمت عائلته مبلغ مكافأة والده أفتتح بها أبو داود متجرا في مدينة الخرطوم بحرى، لكنه سرعان ما أفلس وعاد مرة أخرى للعمل بالسكة حديد، وترقى من محولجي الى عداد.

    في العام 1939 نقل عبد العزيز أبو داود من محطة كبوشية الى أروما بشرق السودان ليحل محل العقيد لاحقا أحمد مختار جبرة الذى التحق بالجيش النظامي، وكانت هذه المحطة هي آخر عمله بالسكة حديد حيث تركها اثر تهديد الإيطاليين لمدينة كسلا أبان الحرب العالمية الثانية0وقد أضاف العمل بالسكة حديد الكثير لعبد العزيز داود حيث التنقل المستمر والالتقاء بالعديد من الشعراء والفنانين والساسيين.

    ثم التحق بمطبعة (ماكوكوديل) التى سودنت فيما بعد لتصبح ( المطبعة الوطنية)، وظل يترقى في أعمال المطبعة حتى صار فنيا بارعا بها وارتفع أجره من (10 ) قروش في اليوم عند التحاقه بها الى (30) جنيها في الشهر كما التحق بالمطابع التجارية في فترة المساء ومنها مطبعة (الشرق الأوسط) ومطابع الصحف : السودان الجديد وصوت السودان والأمة والنيل ، ثم انتهى من عالم الطباعة ليتفرغ تماما لدنيا الفن في القعدات وبيوت الأفراح دون أن يحس به أحد خارج نطاق دائرته المحدودة.
    إن طبيعة عمل الفنان عبد العزيز محمد داود في السكة حديد وفي المطابع ساعدته في الالتقاء برجال الفكر والثقافة عبر انتاجاتهم الأدبية التي كان يجمع حروفها ويعدها للنشر، منهم عبد الله رجب، وأحمد يوسف هاشم، وعبد الرحيم الأمين، ومحمد أحمد محجوب وحسن محجوب وغيرهم ، كما اكتسب من العمل في المطابع الخبرة بالخطوط مهما كانت درجة وضوحها أوغموضها.

    اضافة الى ما أتيح في المطابع، كان أبو داود يرتاد صوالين ومجالس المبدعين ، فقد شهد ميلاد أغنيات الكاشف في منزل الموسيقار حسن سوميت، وروائع عبيد عبد الرحمن في جلسات فنية كان يحضرها الإذاعي يس معنى وعمر محمد عبد الله السياسي، وعصمت يوسف الصحفي ثم التقى بعد ذلك بالموسيقار برعى محمد دفع الله في منزل أحد أصدقائه بالموردة يدعى الدرديرى عمر كرومة في مطلع الأربعينات من القرن الماضى ومضت الصداقة بينهما أربعين عاما لحن فيها برعي لعبد العزيز ما يزيد على المائة وسبعين أغنية ونشيدا من اشهرها (فينوس)، و (هل أنت معي) و (أجراس المعبد) .. الخ

    ويذكر البروفسور على المك أنه على الرغم من أن الإذاعة السودانية قد بدأت البث عام 1940م إلا أن الفنان عبد العزيز لم يلتحق بها إلا في عام 1948م بعد أن ظل فترة طويلة يغني في المناسبات الخاصة والقعدات وبيوت الأفراح، والذى ساعده في ذلك هو الأستاذ مبارك زروق الذى عمل معه فترة في السكة حديد، إلا انه لم يكتشف موهبته في الغناء إلا من خلال جلسة فنية في جناين معلوف بالكدرو فاصطحبه الى الإذاعة وقدمه باعتباره ظاهرة فنية الى كل من متولي عيد وعبد الرحمن الخانجى وغنى لهما أبو داود بالكبريتة:

    يحيى الحب دام صفانا عاش النيل الروانا
    الله بى حبه ابتلانا يا ربى تبارك هوانا

    ولم تكن الإذاعة في بداية عهدها تمتلك آلات تسجيل، بل كانت تقيم حفلات للفنانين وفق جدول مبرمج وكانت هذه الحفلات تذاع على الهواء، وكان أجر الفنان في الأغنية المذاعة (50) قرشا فقط، وبالطبع لم يعجب هذا المبلغ الفنانين فأعلنوا الإضراب عن الإذاعة وعن الغناء في الحفلات الخاصة والعامة والمسارح، وكان الفنان الكاشف يقود هذا الإضراب، وتضامن الرأي العام مع الفنانين في إضرابهم، إلا عبد العزيز فانه لم ينضم للمضربين لأنه كان قد جعل من الفن مهنة له ولأنه عندما بدأ لم يبدأ من الإذاعة بل بدأ من خارجها ولذلك كان يرى أن الفن لا علاقة له بالماديات وأنه خلق ليغنى فان توقف عن الغناء توقفت الدورة الدموية .

    كان من نتائج هذا الإضراب الشهير أن سعت الإذاعة عبر الشعراء سيد عبد العزيز، وصلاح عبد السيد، وعبيد عبد الرحمن، واسماعيل خورشيد وغيرهم للبحث عن فنانين جدد ، وبالفعل ظهر رمضان حسن، ومحجوب عثمان ، ورمضان زايد ، وابراهيم إدريس ، أطلق عليهم يومئذ ( مطربو الإضراب)0 كما نتج عن الإضراب أيضا أن ارتفعت أجور الفنانين الى خمسين جنيها، وتفاديا لحدوث مثل هذا الوضع مستقبلا فقد جلبت الاذاعة آلات تسجيل، وبدأت في تسجيل أغنيات الفنانين بأسعار مرتفعة جدا، واشترطت بعد ذلك إلا يتم تسجيل أية أغنية ما لم تكن أغنية جديدة، وصارت عطلة عيد الفطر المبارك مهرجانا للفنانين لتقديم الجديد، ونشط الفنانون في هذا أيما نشاط ومنهم عبد العزيز محمد داود الذى لم يكن يسعى وراء الجديد بغرض التسجيل للإذاعة بل لأنه كان منذ وقت طويل يسعى لاصطياد الألحان والكلمات ويحفظ أغنيات الحماسة والسيرة، وتعتبر أغنية (قمر العشا الضواى) أجمل أغنيات الحماسة وقد قيلت في الشيخ الأمين عبد الماجد ناظر بربر، وقد بحث عن مغنية هذه الأغنية فوجدها امرأة متقدمة في السن تعيش في كبوشية، فذهب اليها وأخذ منها الكلمات، ثم أتي بمغنيات من بربر الى كبوشية وجمعهن بتلك المرأة وغناها معهن.

    ثم أغنية (زهرة الروض الظليل) سمعها من سفرجية الحاكم العام الذى توقف ركبه في كبوشية لمدة دقيقتين، وكان الحاكم العام متوجها لأركويت واضطر للانتظار في محطة كبوشية لانتظار القطار القادم من عطبرة، وأثناء هذه الفترة القصيرة استمع الى أحد السفرجية وهو المطرب محمد عبد الرحيم الأمين يدندن بهذه الأغنية فاستأذن عبد العزيز من ناظر المحطة ليرافق قطار الحاكم العام الى عطبرة ليحفظ هذه الكلمات وبالفعل تم له ما أراد وكان ميلاد هذه الأغنية الجميلة حقا.

    أما المديح فكان له شأن مع عبد العزيز الذي برع فيه، لأن إنشاد القادرية كان أول الأنغام آلتي لامست حاسته الفنية، ولكنه كان يتتبع الألحان في مظانها ويطربه اللحن الجميل أينما وجد، فمدحة (السراي) مثلا استمع إليها عند أحد الحلاقين وهو باب الله عيسى الذى كان صالونه بأم درمان ملتقى العديد من الفنانين، فما أن جلس عبد العزيز واسلم رأسه للحلاق ليهذب شعيرات متفرقة في رأسه الأصلع ( وكان أبو داود يسميها قرون استشعار الفن) إذ جاء أحد الأشخاص يوحى مظهره بأنه معتوه واصبح يترنم ب( السراى السراى) فدفع له أبو داود طرادة (25 قرشا) ليواصل الإنشاد ولكن المعتوه انصرف بعد أن تجمهر حوله الناس وقال لعبد العزيز (مرة ثانية)، وبعد يومين التقى عبد العزيز بميكانيكي صاحب ورشة في المنطقة الصناعية فأملى عليه قصيدة السراي، وبعد أن قدمها في الإذاعة قدم شخص يدعى الطريفى الريح وقال أن القصيدة له، وعلى الرغم من أن هذه القصيدة قدمها عبد العزيز إلا أن المادح على الهادي تولاها فيما بعد واشتهرت لديه فكأنما أصحاب الطرق الصوفية أرادوا أن تسمع من قبل مادح وليس من مطرب

    في فترة الأربعينات، عند ظهور عبد العزيز، كان الشعراء الكبار قد احتكرهم كبار الفنانين، فعبد الرحمن الريح لا يذكر إلا مقترنا بما ألف للفنان حسن عطية، وعبيد عبد الرحمن بالكاشف ، وحسين بازرعة بعثمان حسين ، ومحمد عوض الكريم القرشي بعثمان الشفيع ، واستمرت هذه الثنائيات حتى في المرحلة اللاحقة جيل محمد وردى الذي اقترن بالشاعر إسماعيل حسن، وعبد الدافع عثمان بمبارك المغربي ، وإبراهيم عوض بالشاعر الطاهر عثمان0 إذن كانت مشكلة آبى داود والذين أتوا من بعده مشكلة الشاعر، ولم تكن هنالك لجنة لإجازة النصوص والألحان بل كانت مجلة ( هنا آم درمان) التى يرأس تحريرها الإذاعي المبارك إبراهيم تقوم بهذا الدور، فما ينشر فيها من شعر كان يتهافت عليه الفنانون باعتباره نصا مجازا، والى هذه المجلة يعزى ظهور طبقة جديدة من الشعراء بدلا من شعراء الحقيبة منهم: صلاح أحمد محمد صالح ، وإسماعيل حسن ، وقرشي محمد حسن ، وحسين با زرعه ، وحسين عثمان منصور وغيرهم.

    لقد جعلت الندرة في وجود نص شعري مناسب الفنان عبد العزيز ينقب في دواوين الشعراء والصحف والمجلات ، فعلى سبيل المثال رائعته (هل أنت معي) وجدها في مجلة مصرية لشاعر اسمه محمد على أحمد:

    همسات من ضمير الغيب تشجي مسمعي
    وخيالات الأماني رفرفت في مضجعي
    وأنا بين ظنوني وكياني لا أعي
    عربدت بي هاجسات الشوق إذ طال النوى
    وتوالت ذكرياتي عاطرات بالهوى
    كان لي في عالم الماضي غرام وانطوى

    ولا نختم الحديث عن عبد العزيز محمد داود إلا بعد أن نرتشف قطرات من الرحيق الذي اشتاره الأديب حسن ابشر الطيب عن الظرف الذي تميز به هذا الفنان الأصيل يقول الدكتور حسن ابشر ( كان عبد العزيز داود شيخ الظرفاء ، وهم قلة في هذا الزمان اللآهث المتسارع الخطى الذي يجعل الفرد مهموما بقضاياه الخاصة ، منكفئا عليها، ساعيا إلى تحقيق أقصى ما يستطيع من إنجازاتها المادية، في مثل هذا الوضع يقل عدد الظرفاء القادرين على إضحاك الناس ، هذا وضع يقنعك بصدق المقولة : إن عدد الظرفاء اقل من عدد الزعماء، ويظل حكم أمة اسهل من إضحاكها فتأمل) "في تذكر عبد العزيز داود، الصفحة 145 من كتاب إطلالة في عشق الوطن" ولا أستطيع أن ألخص ما جاء في هذه المقالة الجيدة لأنها يجب أن تقرأ ككل وكتاب اطلالة في عشق الوطن ككل كالقطعة الموسيقية لا يجب أن يقرأ مجزءا بل كوحدة واحدة متكاملة، ولئن كنت أحث الجميع على قراءة الإطلالة فإنني أتمنى من الدكتور حسن أبشر الطيب أن يواصل المشوار بذكر كافة المبدعين بذات الأسلوب الأخاذ السهل الممتنع فهو الأقدر على التعريف بمبدعينا بمنهج لا يقدر عليه سوى حسن ابشر الطيب

    وبعد..

    هذا قيض من فيض، وريحانة من ذكر المبدع عبد العزيز محمد داود في ذكراه العشرين، لم نستطع أن نوفيه حقه الواجب، فقد كان متعدد المواهب، ولكنه فوق كل ذلك كان وطنيا يتمثل عشق الوطن في كل ألحانه وظرفه واجتماعياته، ووفائه، وما من فنان يبدأ مسيرة الغناء من الأجيال اللاحقة إلا وهو يتكئ على الحان أبى داود.

    وإن كان الغناء داخل الوطن يتطلب قدرا من الالتزام الخلقي والأداء الذي يعكس تراث هذا الشعب العريق والعميق في إيمانه ، فان الغناء خارج الوطن يتطلب قدرا أكبر من الالتزام لأن الأغنية أصبحت في هذا الزمن تمثل بصمة من بصمات الهوية فليتق الله أولئك الذين يؤدون الأغنية السودانية خارج حدود الوطن، ومن هنا نحي أولئك الفنانين والموسقيين الذين يعتبرون بحق مفخرة للوطن في أدائهم ومظهرهم ولنشد على أيديهم ولنقدم لهم كل ما نستطيع من عون ومساندة.

    سوف تنتهي أشياء كثيرة وتمضى سنين عددا وتتغير معالم وأحداث، ويبقى عبد العزيز محمد داود رمزا للعشق الإنساني الخالد وسمفونيةحالمة في وجدان الفن السوداني الأصيل.

    وسأنشر تباعا بقية أوراق الندوة

    سيف الدين عيسى مختار/جدة
                  

العنوان الكاتب Date
الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-26-07, 09:41 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz02-26-07, 10:25 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 02:18 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Maysoon Nigoumi02-27-07, 08:19 AM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 02:21 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 02:25 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) أبوذر بابكر02-27-07, 04:02 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) doma02-27-07, 05:26 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 05:36 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) othman mohmmadien02-27-07, 05:41 PM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 06:29 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 05:32 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) khaleel02-27-07, 06:15 PM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 06:31 PM
          Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 06:58 PM
            Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 07:00 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz02-27-07, 06:21 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد02-27-07, 06:53 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد02-27-07, 06:53 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 07:51 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 07:24 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) صديق الموج02-27-07, 06:30 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed02-27-07, 07:31 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz02-27-07, 08:32 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد02-27-07, 09:08 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 02:59 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz02-27-07, 09:22 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) HAYDER GASIM02-28-07, 02:08 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) othman mohmmadien02-28-07, 07:31 AM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:10 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:08 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) أحمد طراوه02-28-07, 08:15 AM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد02-28-07, 03:26 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:42 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:29 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz02-28-07, 05:31 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان02-28-07, 07:32 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) عماد شمت03-01-07, 00:19 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:51 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:46 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 11:24 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ناذر محمد الخليفة03-01-07, 12:28 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 03:53 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان03-01-07, 05:23 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 05:32 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) الشيخ صاح محمد03-11-07, 02:38 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 05:40 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) عبدالكريم الامين احمد03-01-07, 07:21 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 09:08 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان03-01-07, 07:38 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) شهاب الفاتح عثمان03-01-07, 08:24 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) AbuAla03-01-07, 08:56 PM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 09:22 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 09:13 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 08:39 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) AbuAla03-01-07, 09:37 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 09:53 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 09:31 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) shahto03-01-07, 09:54 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-01-07, 10:11 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 01:47 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) altahir_203-02-07, 02:39 AM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) حيدر حسن ميرغني03-02-07, 02:54 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 01:34 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 02:55 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) عبدالكريم الامين احمد03-02-07, 02:57 PM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 03:20 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) عبد المنعم سليمان03-02-07, 03:07 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 03:28 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 03:37 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-02-07, 06:31 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان03-02-07, 07:15 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد03-02-07, 10:12 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 02:20 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 02:11 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) أحمد طراوه03-02-07, 10:14 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 02:27 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 06:34 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان03-03-07, 07:32 AM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) AbuAla03-03-07, 10:42 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) AbuAla03-03-07, 10:54 AM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 03:34 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 02:52 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) JAD03-03-07, 02:03 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 03:39 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 03:47 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 04:02 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 04:07 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Ahmed al Qurashi03-03-07, 05:04 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 05:22 PM
        Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) احمد الامين احمد03-03-07, 06:44 PM
          Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 07:23 PM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-03-07, 07:34 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) عبدالكريم الامين احمد03-03-07, 07:48 PM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-04-07, 03:58 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) محمد عثمان03-03-07, 09:05 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-04-07, 04:05 AM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-04-07, 04:11 AM
  Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) ahmed agooz03-03-07, 11:05 PM
    Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) Moawia Mohammed03-04-07, 04:18 AM
      Re: الحنجرة الذهبية...عبد العزيز محمد داؤود...( أبوداؤود) NASIR ALI06-25-07, 09:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de