عثمان حسين .. موسيقار الأجيال .. الدرب الأخضر

Quote: عثمان حسين آآآآآآآآآآه أنا آآآآآآآآآه أظلمه وأظلم نفسي إن قلت إنه فناني المفضل ، فالعبارة هكذا توحي بأنه شئ خارج عنك . لكنه في الأعماق متغلغل في الوجدان ساكن مع كل ضيق في منعرجات الحياة نجدنا ندندن ببعض أغانيه. مع كل فرحة في سكك حياتنا نجدنا ندندن ببعض أغانيه . كل أغنية من أغانيه قصة وأى قصة ، فيها الذكريات الحبيبة ، فيها الأشخاص الأحباب من غادر فانيتنا هذه أم لا يزال ( يجابد ) مثلنا . منهم من تفرقت بيننا وبينه الطرق ومنهم من لا نزال نواصله . مع كل أغنية تطل الأمكنة ، تلك التي كانت مراتع الصبا . لا أعرف على وجه التحديد متى أحببته ، لكني أعرف على وجه الدقة إنني لا أذكر يوماً في حياتي لم أكن أردد بعض أغانيه . لا تزال أمي الحبيبة تبكي عندما تسمعه يغني فهو يذكرها بـ ( عاطفها ) الذي كان أول أبنائها الذي يمتحنها بغربته عنها . لم ألتقيه شخصياً حتى عام 1979 حين أتيت طالباً إقليمياً لدراسة الهندسة المدنية بجامعة الخرطوم حين أحضرته الجمعية الهندسية لإحياء حفل إستقبالنا . ليلتها دخلت في ما يسميه المتصوفة ( الأحوال ) وأنا أجلس أو أقف لا أدري على أقرب الكراسي التي تتيح لي أوضح رؤية.لم أصدق نفسي ولم أصدق عيني ، إذ هما تريان صدقاً عثمان حسين بشحمه ولحمه . حاول صحبي أخذي في الفاصل لحيث كان يستريح لأسلم عليه . رفضت رفضاً قاطعاً أن أسلم عليه . فمكانته في أعماقي أكبر من أن أجازف لأتكلم معه خصوصاً وكنت أسمع عن ( قرضمة ) الفنانين الكبار . أخبره صحابي من المنظمين للحفل( دون أن أدري ) عني وعن ولهي وهيامي بأغانيه وعن موقفي من عدم السلام عليه خشية إهتزاز صورته عندي . جاء للفاصل الثاني وبدأت فرقته الماسية تعزف ( ربيع الدنيا ) وقبل أن أن يشرع في أدائها ، ألجمني حديثه الآسر أنه يهدي هذه الأغنية لمعجبه ( عاطف عمر ) ويشير إلى حيث كنت أجلس فتلفت مذهولاً لأجد صحبي وقوفاً خلفي ، ومع الجملة كانت الأيادي تجرني أو تحملني لست أدري إلى المسرح وإلى حضنه وظل ممسكاً بي حتى نهاية الأغنية ووجدتني أشاركه الأداء بصوتي ( الأبح الأشتر ) .