لهذا السبب أرادوا إرسال هذه الرسالة لسيلفاكير!!!

Quote: استدعى النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت زعيم الحركة الشعبية منذ أكثر من أسبوع كل القيادات البارزة في التنظيم الى حاضرة الجنوب جوبا لمناقشة قضايا شتى قبل العودة المرتقبة للرجل الاسبوع المقبل الى الخرطوم بعد طول غياب . ومن حينها والى الآن ظلت اجتماعات كير مع مساعديه تنعقد وتنفض من اجل التوصل الى موقف حاسم حيال ما يسمونه تقاعسا من شريكهم الرئيسي في السلطة "المؤتمر الوطني" بخصوص تنفيذ البنود العالقة في اتفاقية السلام وعلى رأسها ملف قضية أبيي والشراكة والنفط ، كما قال لي امس عبر الهاتف قيادي بارز في الحركة ترك كل الاحتمالات مفتوحة بخصوص المستقبل اذا لم يتم التوصل الى حل . ومنذ الزيارة التي قام بها امين الامم المتحدة بان كي مون الى الجنوب الثلاثاء الماضي بدأت الحركة وكأنها في حالة شبيهة بالطواريء اذ وصل الى هناك كل من منصور خالد ومالك عقار وياسر عرمان وانضمت اليهم قيادات اخرى فضلا عن وزراء حكومة الجنوب و قيادات ظلت اصلا مرافقة لكير منذ مغادرته الخرطوم قبل قرابة الشهرين ، كما زار جوبا الخميس مبعوث الرئيس الكيني دانيال ارب موي وسمع هو الآخر شكوى الحركة بخصوص القضايا العالقة في اتفاقية السلام اضافة الى الشكوى من تجاوز قياداتها في قضايا مصيرية تهم البلاد . وطبقا لقيادات في الحركة فإن كير حذر خلال الاجتماع مع موي والاجتماعات الاخرى المتواصلة مع قيادة الحركة من ان الشراكة القائمة بين الحزبين اصبحت معرضة للخطر ، وان اتفاقية السلام الشامل الموقعة في كينيا قبل اكثر من عامين لاتمضي على مايرام . ويقول مقربون من الحركة الشعبية ان اجتماعات جوبا الحالية عمدت على مناقشة مستقبل الشراكة مع الوطنى باستفاضة الى جانب تبادل وجهات النظر في المشكلات التى تجابهها، ، معتبرين ان بعض قيادات الحركة مستهدفين من محسوبين على المؤتمر الوطنى لاغتيالهم سياسيا ومعنويا،محذرين من ان استمرار هذه الممارسات يهدد عملية السلام. ووفقا للمصادر فإن اجتماعات جوبا ركزت على المطالبة بشراكة متكافئة وحقيقية ، قائلة ان كير عندما يحضر الى الخرطوم الاسبوع المقبل سيضع كل هذه القضايا دفعة واحدة عليى طاولة الرئاسة من اجل التوصل الى حل . وكانت حكومة الجنوب سلمت موي الخميس مذكرة وصفت بانها شديدة اللهجة حذرت فيها من انهيار اتفاقية السلام ، وحسب المصادر ذاتها فإن كير طلب من موي التحدث الى الخرطوم بشأن البطء في تنفيذ الاتفاقية ، محذرا من ان تؤدي ما وصفها بالهشاشة المتزايدة إلى دفع المنطقة الى حرب واسعة المدى. وقالت المصادر، إن مسؤولي الجنوب أعربوا عن مخاوفهم إزاء تأخير تطبيق بعض البروتوكولات ، وتشير المصادر الى ان المذكرة حملت عبارة صريحة تقول بوضوح « إن صبر جنوب السودان إزاء الشمال قد وصل إلى منتهاه بسبب تأخير تطبيق اتفاق السلام» . لكن القيادي في الحركة الشعبية اتيم قرنق نائب رئيس البرلمان استبعد عندما سألته امس عبر الهاتف ان يكون كير اشتكى الى موي بصريح العبارة التي وردت عبر الاعلام ، قائلا " اعتقد ان النائب الاول قدم تقريرا لموي يوضح الاخفاق والنجاح بخصوص مانفذ ومالم ينفذ في اتفاقية السلام ، ويضيف " نحن لانحبذ اللغة التي تستخدمها الصحافة هذه " ويرى اتيم ان الامور المعلقة واضحة على رأسها ملف قضية أبيي وكذلك مسألة المليشيات واكتمال انسحاب القوات المسلحة من الجنوب ، فضلا عن تفعيل المفوضيات وحسم مسألة اموال النفط التي قال ان الكثير من الامور فيها ماتزال عالقة مثل العقودات ، ويتابع " الحركة تريد اشراك ضامني السلام وغيرهم ممن لهم دور في احلال السلام " . وفي السياق ذاته يقول القيادي وليد حامد ان اي يوم يمر فإن الضغوط تزداد بالمقابل على الحركة الشعبية من جماهيرها خاصة فيما يتعلق بملف أبيي ، ويضيف " معروف ان أبيي هي الجزء الوحيد في البلاد الذي لايتمتع الى الآن باي نوع من الادارة وهذه وحدها تشكل نقطة ضغط على قيادة الحركة " . ويرى حامد في حديث الى " الصحافة " ان صبر الحركة بدأ ينفد حيال ما وصفه بتجاهل وتقاعس المؤتمر الوطني بخصوص حل القضايا العالقة في اتفاقية السلام ، ويضيف قائلا " ان عدم احساس المؤتمر الوطني بالوضع المأساوي الذي يعيشه سكان ابيي امرا يثير الغضب داخل الحركة . ويشدد حامد مع ذلك على ان الحركة ماتزال تؤمن بانه يجب العمل من خلال الخيارات المتاحة للحل ، ويعتقد ان الخيار الوحيد الذي اصبح متاحا الآن للحل هو خيار دعوة الولايات المتحدة للتحكيم بخصوص أبيي ، ويتابع بقوله " كل الخيارات انتهت ولم يصبح هنالك خيار غير التحكيم وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان الامور اصبحت مثيرة للقلق ، ويرى ايضا ان ذلك دليل على تقاعس الوطني في تنفيذ عملية السلام . ويحذر حامد من ان الامور اذا سارت على نحو ماتسير عليه الآن فستكون لها عواقب وخيمة على عملية السلام وعلى تماسك الجبهة الداخلية ، لافتا الى ان ذلك نذير شؤم واذا لم يتم التوصل إلى تسوية عاجلة يقول حامد فإنه لم يبقَ أمام الحركة غير اللجوء للخيار الذي لايناقش على طاولة المفاوضات من دون أن يخوض في أية تفاصيل إضافية .