|
Re: نـهش الحنين.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
ولن يعلم هو أو غيره معنى أن تفتقد رعشة الجوارح ومعنى أن تتوقف النفس عن إستقبال موجة الأحاسيس تلك التي تجعل الحياة مفعمة بالحيوية وتجدد الأمل , ولن يعلم هو أو غيره معني أن يظل النظر فاغراً الأهداب يتطلع الى سراب تفكيري , والى متى يصل الى نقطة البداية في أساس الحياة, ولكم يعتصرني الألم كلما ينفذ البصر الى ما وراء السراب وأرى الحقيقة من خلف الحجاب , والتي تأتيني واضحة رغم العتمة البنفسجية من أنه لابد لي من قبول قصر قدرتي في بلوغ ما أريد أن يتمثّل لى في الحقيقة وليس الخيال, ولكم لعنت الخيال الذي اعجزني من بلوغ مرادي , بل ولعنت الحقيقة نفسها التي أوجدت مثل هذا النقيض الذي لا يمكن مفاوضته . سوف أتوقف عن سيل سرد تطلعيّ وأواصل الحكي قليلاً في مصاب الحياة الذي ما زلت أحاول إسعافه من قبول الحقيقة الماثلة بعجزي التام في أداء كل الواجبات مناط التكليف الذي وعدتكم به ,فبعد عبوري لمنطقة الخطورة في حالتي الميئوس منها , سألت النفس أي الطرق سوف اسلكها كي أخرج من هذه الحياة التي يئست مني ويئستُ منها ؟ فأجابتني النفس والإبتسامة الكبيرة ترسم كل محياه : ليس هنالك طريق آمن الأن وما عليك سوى أن تنتظر . أنتظر , وما هو ذلك الذي سوف أنتظره , وما هي علاقته بما أنا فيه ؟ فظهرت شبيهة النفس تلك التي أمقتها وهي الأمارة بالسوء والخبث يكسو كل ملامحها وقالت لي بكل صلف وغرور : أتريد أن تخرج دون أن تسدد الكثير من الديون, وعندها علمت أن ديوني كم هي كثيرة التي يجب على سدادها , خطايا لاتحصى ولا تعد ,وبينما أنا أتطلع في وجه الأمارة بالسوء والغضب يعتمل كل دواخلى من هذا القدر السخيف لمحت من خلفها شقيقتها اللوامة وسألتها دون الكلام أن تتوسط الى التي ما زالت متربعة على ظهر مجنّها المقلوب , ولم تجبني بل ولم تظهر إليّ مجرد مبعث للأمل في ما أنا فيها وإختفت مسرعة كأنها تخاف من أن تقع في أسر ضعفي فتحنّ الى حالتي , وليتها لم تظهر وليتني لم أسألها فقد إعتصرني الخفيف من الألم , وبالطبع ليس ألم حالتي الميئوس منها ..
سوف أواصل ..
|
|
|
|
|
|