|
Re: نـهش الحنين.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
فلايمكن أن ننسى كل تلك الأيام التي كنا فيها معاً ولا تفاصيلها الدقيقة , وهي مازالت عندي محفورة بالجرانيت الذي لايكترث لكل عوامل التعرية , وتطلعي المستمر نحوها هو ما أخاف عليها منه , لأن رغبة العودة أو اللقاء هو ما يجعلني في مفترق طرق التفكير,والتي عندها كثيراً ما أصل الى نقطة يجول فيها خيالي أنني لو واصلت التفكير فيها فسوف أفقد سيطرتي ,وعندها فقط أتوقف عن ذلك الإسترسال المحبوب المكروه , ودوماً يأتي ذلك التوقف برغبة لحوحة من هاتف كبير داخل النفس , وأحياناً يتملكني شعور بأن لا أعره أي إهتمام , وأن لا أبالي به , ومردّ ذلك لرغبة كبيرة في اللقاء الذي تساوي ثانيته دهراً بأكمله , ولكن في الآخر تجدني أنصاع له , ربما خوف من تلك العواقب التي قد تكون وخيمة في عصب الذاكرة , أقوم بذلك الإنصياع مع عدم إكتراثي لأي عواقب في المحافظة على تلك الذكريات . أسطر لكم جزئيات قصيرة من واقع الألم الذي أعيشه والتنازع الدائم الذي أصبحت عليه , ويقيني أن كل الأمكنة لايمكن أن تستوعب مثل هذه الكينونة , وحتى الزمن الذي يقال عنه بأنه كفيل بترميم ما تخلفه مثل هذه الذكريات صار عصياً منذ أن طلبت منه تجهيز تقديراته الأولية لهذه العملية , في كم مرحلة تريد أن تقوم بهذا الترميم ؟ كان هذا هو سؤال الزمن والذي عرفت من خلاله أن الزمن لن يستطيع أن يقوم بهذه العملية , ومنذ متى يطلب الزمن تقسيم نفسه على مراحل في محو ما يريد أن يمحوه , ورغم هذا جاريته بعض الشيئ فقد وضعت نسبة من الجهل لمعلومي عن تلك التقديرات التي يحتاجه , ولكن ليس لي أي جهل بمقدرته على فعل ذلك , وسالته مباغتاً : كم من المراحل تحتاج تلك العملية؟. تطايرت الساعات فزعة وأعقبته الدقائق لا تلوي على شيئ سوى أن تغيب قبل إنتهاء تطاير تلك الساعات , وأما الثواني والتي أراها دهراً فقد غابت قبل أن أكمل سؤالي , وفطنت من تلك الحالة التي إعترت الزمن أن سؤالي يجب أن يكون مع مدى أكبر , ربما السنة أو العقد . تيقنت من عجز الزمن الكامل في إستيعاب الأزمة التي أنا بها , ولايمكن أن يستوعب أن خيوط الذاكرة تلف وبقوة حول عقلي وقلبي , تُقفل كل مدارات الأفق بوجدان الأمل الموعود , ذلك الوجدان الذي أصبح كفسيفساء أحلم بالخلود فيه .
أكيد سأواصل ..
|
|
|
|
|
|