مَنْ قَتَلَ قرنق ؟ و لِماذا ؟

Quote: في يوم رحيل الدكتور ماما ربيكة قالت "أنا ما حأبكي لأن أفكار د. قرنق موجودة وما ماتت" فهل بعد خمس سنوات أفكاره لا تزال حيّة و موجودة؟ ليس بالضبط، حدث تغيير في تطبيق أفكار د.جون في الجنوب والشمال،وهذا ملاحظ في عدم تطبيق أساسيات وروح اتفاق السلام الشامل،والمشكلة الكبيرة بعد الدكتور مباشرة الشريكين تفرقوا،وكل طرف جلس مقابل الآخر،وانعدمت الشفافية بينهم تماما، ود.قرنق وعلي عثمان والبشير لحظة توقيع الاتفاق كانوا قربين جدا من بعض وكل الناس لاحظوا ذلك والدكتور رجل واضح وشفاف،وكانت هذه روحه يوم أن دخل إلي الخرطوم وكان على قناعة وإيمان بأنه سيحدث تغيير حقيقي في هذا السودان،والمواطن السوداني وقتها كان مستعد للتغيير،ويوم رحيله كانت الاتفاقية موقعة وهذا خفف على الحزن،ولكن أنا الآن حزينة ،لأن الناس تفرقوا ولم يعودوا كما كانوا قبل رحيل الدكتور صادقين ومتعاونيين همهم المواطن السوداني البسيط،وأول مشكلة في الحركة بعد الحادثة قالوا ديل أولاد قرنق وديل أولاد سلفا،وأنا دائما أقول جميعهم أولاجون وحتى سلفا نفسه ولد جون، وباقان، وقير شوانق ، وياسر ، ود.منصور خالد وجميعهم أولاد جون، وبعدها خلافات الشريكين المتكررة ، ومن الأشياء التي تزيد من حزني أن طبقة معينة في الجنوب والشمال هي المستفيدة من السلام ، أولادها في أحسن المدارس ويتعالجوا في أفضل مستشفيات،ونسوا الناس البساط تماما،من حقهم أن يتصرفوا في حياتهم بحرية، ولكن من واجبهم أن يهتموا بالبسطاء ولو الدكتور موجود أنا على ثقة أن الوضع كان سيختلف لأن أكبر أحلام الدكتور رفع التهميش عن كل السودانيين في الجنوب وفي الشمال وفي الغرب وفي الشرق وتحقيق عدالة في كل شيء وهذا ما لا أراه الآن لذلك أنا حزينة..... ماذا قدمت الحكومة الاتحادية لأسرة النائب الأول الراحل د.جون قرنق وابنائه بعد رحيله؟ ... أقولها بصراحة شديدة لا شيء، الحكومة الاتحادية لم تفعل شيئا لأولاد قرنق ، ولم يقدموا سوى المعاش الشهري للدكتور، وفي المقابل حكومة جنوب السودان تقوم بالتزامات كثيرة تجاه الأسرة وتدفع حتى مصاريف الجامعات لأبناء الدكتور، والبيت الذي نسكنه الآن ملكتنا له حكومة جنوب السودان، ويتفقدوا أحوالنا باستمرار وتقوم بواجبها بالكامل تجاهنا متى آخر مرة قابلت فيها ماما ربيكة الرئيس عمر البشير؟ عند تشييع د.جون قرنق في 2006 في لحظة التشييع، وبعدها لم استطيع أن اقابله وفي زياراتي للخرطوم فشلت في مقابلته رغم أني حاولت أن أقابله كرئيس للسودان، وتكلمت مع الأستاذ علي عثمان عشان اقابل البشير ووعدني أن يرتب لي مقابلة معه ولكن لم اتلق أي رد وصرفت نظر عن الموضوع هل سبق وأن كلمك الرئيس البشير تلفونيا بعد رحيل الدكتور ؟ أبداً، هذا لم يحدث وكما ذكرت قابلته فقط في التشييع، والغريب أن الرئيس مسفيني ومعظم الرؤساء الأفارقة ورؤساء من أروبا وأمريكا يتصلوا بي في ذكرى رحيل قرنق بخلاف البشير، فكنت اتوقع منه أو من علي عثمان الاتصال في ذكرى رحيله سنويا أو الحضور لجوبا وهذا لم يحدث ولا مرة واحدة وماذا عن علي عثمان متى آخر مرة التقاك فيها؟ الأستاذ علي أقابله كل ما ازور الخرطوم، وآخر مرة زرتها في 2008 مع ابنتي قابلته وهو يرحب بي دائما، ويحتفظ بعلاقة طيبة معنا ولو كانت ربيكة قابلت الرئيس البشير ماذا كانت ستطلب منه؟ أنا لا أريد شيئا خاصا أو شخصيا من الرئيس البشير، وعندي قناعة بأن عمر البشير وسلفا كير ما استفادو مني ولو استثمروا تعاطف الشعب السوداني معي وعلاقته بي كان ممكن أن تتحقق حاجات كتيرة للبلد وكان بالامكان معالجة كثير من الصراعات والمشكلات، ولو قابلت البشير أنا دايره أقول ليه لازم يهتم بالناس البسطاء والمهمشين والفقراء وأي رئيس داير يحكم الشعب لازم يهتم بالشرائح الضعيفة عشان الشعب يحبه ويحترمه ودي كانت طريقة د.جون يهتم بالمهمشين ويحلم يشوف السودان مافي زول ما اتعالج ولا طفل ما اتعلم، وما في ناس مضطهدين بسبب اللون أو الدين أو الثقافة ولا مجموعة أحسن من الأخرى، وفي احدى زياراتي لقبر د.جون لقيت أمرأة كبيرة تبكي جنب القبر وكان في شاب سألني "لو د.جون حي زي المرأة دي كان بتلاقيهو" قلته ليهو كانت حتلاقيهو لمن يبني مدرسة لأولادها.. وتلاقيهو لمن تمشي المستشفي وتتعالج.. ولمن يؤسس مصانع ويتوفر القوت للمسكين الزيها.. ولمن ما تكون محتاجة، والسودان بلد غني وفيهو بترول لكن الناس تتسول في الشوارع وخاصة في الخرطوم والشعب ما شعر بالبترول وكنت دايرة اقابل البشير و أقول ليه الكلام دة عشان يهتم بالناس. هل تقدمت مؤسسة الرئاسة لأسرة د.جون قرنق بمقترح أن يخصص لها منزل وتسكن في الخرطوم؟ ولو تقدمت لوافقت ربيكة على السكن في الخرطوم؟ علي عثمان كان عرض علي أن أسكن في الخرطوم، وقال الخيار متروك لي، وقال صلاحيات د.جون موجودة ولم اسمع هذا الكلام من البشير، وبعد ذلك لم نتناقش في هذا الموضوع وأنا من نفسي ما كان من الممكن أن أطلب ذلك، وأمشي أدور في المكاتب عشان بيت أو خلافه هذا غير لائق. كلنا نتذكر مشروع مدرسة "أيتام الحرب "الذي تبنته ماما ربيكة وأسست أول مدرسة له في نيو سايت أين هذا المشروع الآن وماذا قدمتي بعده لخدمة المجتمع الجنوبي؟ لا استطيع الإجابة على هذا السؤال لأسباب خاصة، فأرجو المعذرة هل أنت راضية عن ما تقدمينه للمجتمع الجنوبي خاصة والسوداني عامة؟ لا لست راضية، ومتأكدة ما قدمته وما أقوم به الآن ما كفاية، ولكن سأحرص على أن يكون لي دور في الانتخابات القادمة، بمساندة الرئيس سلفا وكل أعضاء الحزب المرشحين وخاصة النساء المترشحات لمناصب حكومية، وسأساند حزبي الحركة الشعبية، بجانب ذلك سأتجه للقرية في الفترة القادمة واحاول أن أقدم شيئا للناس هناك