|
التعايش السلمي في ظل التنوع الديني..تقديم الامير عبد المحمود ابو
|
تقديم الأستاذ: عبدالمحمود أبو
الأمين العام لهيئة شئون الأنصار
المقدمة: المجتمعات الإنسانية القائمة علي التعدد تواجه مشاكل الاختلاف الديني والتنوع الثقافي والتباين القيمي، بسبب تباين الخلفيات المؤسسة لهذا التعدد، وهي مشاكل يمكن التعامل معها بوعي يحول التناقض إلي تكامل والتصادم إلي تعايش والتعصب إلي تسامح. ويمكن التعامل معها بانفعال يزيد النار اشتعالا.إن التنوع والتعدد والاختلاف في الكون واقع ملموس تحدث عنه القرآن الكريم في أكثر من سورة ، والاختلاف في الحياة الإنسانية ضرورة اجتماعية وإرادة إلهية ، قال تعالى: " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشي الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور" فهنالك حكمة إلهية في هذا التنوع ، فقد كان الكون كله يسير علي نسق واحد وخاضع لله سبحانه وتعالي جبرا ولكن الله جلت قدرته أراد أن يخلق الإنسان حرا ذا إرادة وخاطب الملائكة قائلا " إني جاعل في الأرض خليفة " فتساءلت الملائكة بدهشة واستغراب " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" فرد عليهم سبحانه وتعالي قائلا " إني أعلم مالا تعلمون" فالإنسان إذا جاء مخلوقا مغايرا للمخلوقات الأخرى يحمل بعض صفاتها ويتفوق عليها بالعقل والإرادة والكرامة وحرية الاختيار. هذه الخصائص الإنسانية جعلت البشر يختلفون في أمزجتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وأفكارهم ومن هنا جاء اختلاف العقائد والأفكار والثقافات والحضارات، وهو اختلاف لايمكن إلغاؤه في هذه الدنيا قال تعالي " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم .." والإنسان بحكم تكوينه يحتاج إلي عقيدة يؤمن بها ولا يعيش إلا في وسط جماعة يأنس بها ومن هنا ينشأ التناقض بسبب اختلاف العقائد وتباين المصالح وتعدد الثقافات في المجتمع القائم علي التنوع في ظل دولة واحدة ، فكيف يتحقق التعايش في مجتمع تعددت أديانه وتنوعت ثقافاته وتباينت أفكاره؟ هذا ما سأحاول الإجابة عليه في هذه الورقة .
|
|
|
|
|
|