نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. (Re: محمد سنى دفع الله)
|
كتب الكاتب والباحث الآريب الجميل عجب الفيا هذه المقالة البديعة وهي اضافة لنجمع العديد من المواد ليتسع سقف النقاش والجدل لندوتنا المركز والهامش ليس من الاتجاة السياسي فقط وانما تناوله من كل النواحي ... السودانوية كمنظور ابداعي
أحمد الطيب – والمنظور السودانوي
الدعوة إلى أدبي سوداني يحمل مكونات وملامح الإنسان السوداني بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية المميزة ، دعوة قديمة بدأت منذ عشرينات القرن الماضى بعد أن بدأت ملامح الأمة السودانية تتضح وتتبلور إثر بروز السودان بمساحته الجغرافية المعروفة الآن .
ويعتبر الأديب والشاعر حمزة الملك طمبل ، من أوائل من نادوا بضرورة أن يعبر الأدب عن الهوية الثقافية لأهل السودان ، وذلك في كتابه ( الأدب السوداني ومـا يجب أن يكون عليه ) الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1928م ، والذي أنتقد فيه شعراء مدرسة الإحياء : محمد سعيد العباسي ، محمد عبد الله البنا و عبـد الله عبـد الرحمن لاكتفائهم بتقليد الشعر العربي القديم ودعاهم إلى التعبير عن البيئة السودانية في أشعارهم . وكان حمزه الملك طمبل قد نشر هذه المقالات في جريدة " الحضارة" التي أغلقت في وجهه قبل إتمام نشر هذه المقالات التي ضمها كتابه " الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه " وذلك لأن الدعوة كانت في ذلك الوقت جديدة وغريبة . ويرى المرحوم الدكتور / خالد الكد في بحث له نشر بمجلة الدراسات السودانية ، أن حمزة الملك طمبل هو أول من أستعمل كلمة ( سوداني ) لوصف الهوية الثقافية لأهل السودان .
وفي الثلاثينات واصلت جماعة مجلتي " النهضة " و " الفجر " عرفات محمد عبد الله ، محمد أحمد المحجوب ، عبد الحليم محمد ، محمد وعبد الله عشري الصديق ، التجاني يوسف بشير ، التني ، السيد الفيل ، أحمد يوسف هاشم وخضر حمد ، واصلت الدعوة إلى الأدب القومي السوداني وإبراز الشخصية السودانية وخصوصيتها . وقد تزامنت دعوة جماعة ( الفجر ) إلى أدب قومي مع الدعوة إلى الأدب القومي التي أطلقها في مصر في الثلاثينات ، محمد حسين هيكل وتبناها معاوية محمد نور ومجموعة من أصدقائه عرفوا بجماعة العشرين . وقد قاد معاوية نور في الصحف المصرية حملة نشطة للدعوة إلى الأدب القومي ودافع عن الفكرة بشدة . والمقصود بالقومي هنا ، المحلي ، وليس المقصود به المعنى السياسي والحزبي .
ولم تنقطع الدعوة إلى أدب سوداني يعبر عن المكونات الحضارية والثقافية واللغوية للأمة السودانية . وفي الخمسينات والستينات وبتأثير من حركات التحرر الوطني والمد الثوري والدعوة إلى القومية العربية ، برز تيار جديد ينادى بخصوصية الهوية الثقافية للشخصية السودانية التي لا هي بعربية صرفة ولا إفريقية صرفة ، وإنما هي مزيج متجانس من العنصرين العربي والإفريقي . وعرف هذا التيار بمدرسة ( الغابة والصحراء ) ، الغابة إشارة إلى البعد الإفريقي ، والصحراء إشارة إلى البعد العربي .
وقد نجح هذا التيار في ترسيخ فكرة الأفروعربية للثقافة السودانية حتى أصبحت من الثوابت التي لا يمكن التشكيك فيها . لكن يبدو أن بعض المثقفين لم ترقهم مصطلحات مثل ( الغابة والصحراء ) أو ( الأفروعربية ) إذ رأوا أنها غير كافية للتعبير عن الواقع المتشابك الذي تموج به الساحة السودانية . ففكروا في مصطلح يبرز هذا التشابك . فكــان مصلـــح ( السـودانوي ) و ( السودانوية ) الذي اشتهر على يد الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين .
أرتبط مصطلح ( السودانوية ) بالمرحوم الأستاذ / أحمد الطيب زين العابدين .. واشتهر المصطلح من خلال عموده الأسبوعي الذي كان يحرره بجريدة ( السودان الحديث ) في الفترة بين عامي 1995 – 94 تحت عنوان ( منظور سودانوي ) غير أن الأستاذ أحمد يقول إنه لم يكن أول من استعمل لفظ سودانوي فقد سبقه إلى استعماله الأستاذ / كمال الجزولي والدكتور نور الدين ساتي . ويقول إنه شخصيا لم يستعمل هذا المصطلح إلا في عام 1980 م . ولكن لماذا ( سودانوي ) وليس سوداني ؟
يقول أحمد زين العابدين إنه يقصد بسودانوي أي مشروع نظري أو إبداعي يجعل للسودان قيمة استثنائية بحيث تبرز كقيمة قادرة على تفسير ذاتها بذاتها ، وذلك قياسا على ( إنسانوية ) التي يقصد بها الدراسات التي تجعل للإنسان قيمة أساسية في أي مشروع منهجي ، وبخلاف المعنــى المــألوف لكلمــة ( إنسانيــة ) وقاســا علـى ( مصروي ) فالمصرويات عند علماء الآثار هي الدراسات التي تقتصر على الحضارة المصرية القديمة .
إن المنظور السودانوي بالنسبة لأحمد الطيب " واقع وجداني أو شعور فردي بالاختلاف والخصوصية الثقافية لأهل السودان " إنه إحساس بالتفرد بحيث تتعدد الثقافات وتتوحد في شعور جامع " إنه رؤية للخصوصية التي تتجلى في أرقى صورها في الإبداع الأدبي والفني .
وقد قرن أحمد الطيب القول بالعمل في مجموعته القصصية الرائعة ( دروب قرماش ) التي يصور فيها الإنسان السوداني بكل مكوناته الثقافية والوجدانية المتشابكة . وقد أتخذ منطقة شرق دارفور ( ريفي أم كدادة ) مرتع صباه مسرحا لأحداث هذه المجموعة القصصية . حيث تتداخل القبائل وتتفاوت في انتماءاتها العرقية والثقافية ، من عربية بادية إلى مستعربة إلى إفريقية . وحيث الطبيعة لا تزال في بكارتها وعنفوانها وحيث البيئة المحلية لا تزال غنية بأساطيرها وأحاجيها وأهازيجها .
وقد أنعكس كل ذلك على الفضاء الداخلي للقص ، حيث تراوحت لغة الحوار بين العربية البادية والعربية الهجين التي يخالطها شئ من العجمة وتفاوقت تبعا لذلك أسماء الشخصيات وتنوعت الأهازيج والإيقاعات ، الشيء الذي أضفى على قصص المجموعة حرارة وحيوية تفتقدها الكثير من القصص . وأعتقد أن الأستاذ أحمد قد حقق بهذه المجموعة نجاحا قصصيا متميزا لم يسبقه إليه سوى الطيب صالح ، إبراهيم إسحاق وفرانسيس دينق .
وفي آخر حوار صحافي أجرى معه ونشر قبيل رحيله ، بجريدة ( سنابل ) يقول أحمد الطيب : إن هذه المحلية التي يستنكفها البعض هي العالمية نفسها . ويتساءل : ماذا كان يمكن أن يحدث للطيب صالح لو لــم يكــن يكتــب عــن دومـة ود حامـد ؟ هل ستهتم به الدنيا ؟ وما معنى أن أكون ساكنا في قطية في غرب السودان ثم أكتب قصصا أتحدث فيها عن الستائر المخملية ؟
وفي إشارة ذكية جدا إلى ضرورة التمسك بخصوصيتنا الثقافية وضرورة التعبير عنها دائما ، يقول في هذا الحوار : نحن في السودان ينبغي ألا نفتعل المواقف لارضاء الآخرين .. الحقيقة أن الآخرين إنما ينظرون إلينا باعتبار أننا الآخر الثقافي ويتوقعون منا أن نعطي ما عندنا وليس ما عندهم .
عبد المنعم عجب الفيا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-24-12, 04:14 PM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-24-12, 05:54 PM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 06:23 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 06:31 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 06:34 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 06:37 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | معاوية الزبير | 09-25-12, 07:49 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 09:40 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 10:42 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 10:44 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 10:57 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 11:30 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-25-12, 11:43 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-26-12, 05:23 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | عادل نجيلة | 09-26-12, 06:00 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-26-12, 06:13 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | mohmmed said ahmed | 09-26-12, 06:51 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | حسن طه محمد | 09-26-12, 07:44 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-26-12, 11:50 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | أبو ساندرا | 09-26-12, 12:03 PM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | محمد سنى دفع الله | 09-27-12, 05:08 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | Azhari Nurelhuda | 09-27-12, 07:24 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | مجدي شبندر | 09-27-12, 11:48 AM |
Re: المركز والهـامش ـ الأزمة وأفاق الحلول .. | سلمى الشيخ سلامة | 09-27-12, 08:07 PM |
|
|
|