|
Re: ندوة الدوحة :السودان مهدد بالأنهيار اذا لم تتوقف سياسات الانقاذ(ص (Re: Faisal Al Zubeir)
|
◄ السبب المستعمر البريطاني ومن ناحيته قال الاكاديمي ومؤسس جامعة وادي النيل د. محمد عثمان عبد المالك ان الناس انقسموا بين مادح لمرحلة ما بعد الاستقلال لانها رفعت علم السودان واجلت المحتل أو ذام لها على اساس انها مرحلة متخلفة طائفية تحالفت مع البرجوازية وتتطلع الى المناصب ولكن في الحقيقة كان علينا أن نضع انفسنا مكان هؤلاء الآباء المؤسسين، فهولاء عندما حصل الاستقلال بعد مائة عام من الحكم الاستعماري كان عليهم انشاء دولة من الصفر تقريبا وللحقيقة فان الآباء المؤسسين انجزوا كثيرا وعندما قام الحكم الاول كان الاستعمار قد هيأ عددا كبيرا من الموظفين لخدمة اغراضه فقط وليس لخدمة السودان وفي بداية الحكم لم يستطع الحكم ارسال سفراء وكان اول خمسة سفراء من المعلمين، وهم بذلك شقوا الطريق الخاص بهم في الاستقلال، واضاف الباحث ان تحقيق الاستقلال دل على وعي كبير جدا وكان هناك خلاف بين حزبين كبيرين هما الحزب الوطني الاتحادي الذي كان يدعو للاندماج مع مصر وحزب الامة الذي كان ينادي بالاستقلال ولكن هذا كان الرعيل الاول الذي غلب مصلحة البلاد، واستحق هؤلاء الاستقلال دون قيد او شرط، وكان هناك حزبان كبيران في مرحلة الاستقلال في البلاد وكانت التجربة السياسية متقدمة عربا وأفارقة وكان هناك حزبان كبيران فكان هناك حزب النور في الحكومة وحزب الاتحادي في المعارضة تماما كما في الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم كانت هناك تجربة اخرى متقدمة في مؤسات المجتمع المدني فكانت نقابات عمالية تعتبر من اقوى النقابات في العالم الثالث كله وكان اتحاد المزارعين قويا جدا وكانت هناك انجازات لا يمكن ان ينكرها اي شخص، واضاف "اما ما يقال عن الطائفية فهذا غير صحيح مطلقا، والطائفية كان يقصد بها الطرق الصوفية وهذه كانت تعتبر من منظمات المجتمع المدني ولم تستطع هذه الحقبة مثلا ادارة التنوع ولكن يجب ان نكون منصفين فالاستعمار هو من بذر الفرقة في السودان والاستعمار البريطاني هو من جاء بسياسة فرق تسد وهو من قرر ان يفصل جنوب السودان عن شمال السودان. ◄ التمرد مبكراً واضاف عبد المالك: ان السلطة في ذلك الوقت وجدت نفسها بشكل باكر جدا امام تمرد في جنوب السودان ولم يكن عليها الا ان تخمد هذا التمرد وكان هذا مفروضا عليهم، وهناك عدد كبير من الجنوبيين كانوا يعملون مع الحكومة في الشمال، واضاف الباحث ان الاشكال الذي واجه هذه الحكومات في ذلك الوقت انها حكومات يسيطر عليها العسكر وقد انقلب العسكر عليها مرتين ولم تستمر الحكومات الديمقراطية سوى اثني عشر عاما في حين ان حكم العسكر استمر واحدا واربعين عاما موزعين بين النميري والبشير ، فنحن -وزاد القول- لا نحمل هذه الحقبة الديمقراطية الكثير من الاوزار ولكنهم هم من رفع شعار التحرير قبل التعمير لانهم جاؤوا مباشرة بعد الاستعمار ولكي نكون منصفين ففي ذلك الزمن لم تكن هناك دراسات مستقبلية، وكان عدد السكان قليلا والموارد بالنسبة له كبيرة ورغم ذلك فقد قام هؤلاء بأمور جيدة فالتعليم كان صفويا والمدارس الثانوية كانت ثلاثة فقط والانجليز وضعوها في اماكن جغرافية بعيدة عن الناس والجماهير لكي لا يحتكوا مع الناس ثم جاء الحكم الوطني وانشأ مدارس جديدة ودعم التعليم، وقد كان هناك بعض الفساد ولكنه لا يقارن مثلا بالفساد الحالي وهو فساد بسيط جدا وكان السودان من اولى الدول التي دخلت في عقد دول عدم الانحياز، ولو لم ينقض العسكر على الحكم لكان السودان في وضع افضل من ذلك بكثير ولكن هذه الاخفاقات التي تمت فترة ما بعد الاستقلال كانت كبيرة ولكن التحالف الذي قام بين المثقفين والطائفية كان تحالفا ايجابيا ادى غرضه في ذلك الزمن، وصحيح ان الطائفية لها مريدوها ولكن ذلك كان طابع المنظمات المدنية ولكن كان المجتمع سويا وهناك تواصل مستمر بين الناس ولم يكن هناك فساد كما نعرفه اليوم.
- الشرق-
|
|
|
|
|
|
|
|
|