حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 06:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2012, 08:24 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ورقة: البترول في السودان: أحمد خليل مسلم:
    وهي ورقة "بايتة" تم عرضها العام الماضي من قبل مجلس القطاع السياسي في ندوة مفتوحة لبعض عضوية الحزب وللصحافة. تنور بقصة استخراج البترول وخطط الإنتاج والاستراتيجيات المتبعة، والآثار السالبة والموجبة لاستخراج البترول. لا تتطرق الورقة لسياسة الحزب واستراتيجيته في التعامل مع الواقع السياسي/ الاقتصادي/ الاجتماعي المتغير بسبب استخراج البترول. أيضا هي سياحة في الأرقام والأفكار بصورة تحلق بعيدا عن "مؤتمر" حزبي تنظيمي سياسي.
    ورقة التنظيم تحت راية الإصلاح والتجديد: الزهاوي إبراهيم مالك:
    تعيد هذه الورقة غالب "الأفكار" التي قدمها كاتبها باسم اللجنة المنظمة للمؤتمر والتي تطرقنا لها آنفا، بعضها منقول نقلا ومكرر في الورقتين –لا يدرى أمن قلة في الأفكار الممكن تداولها، أم من إعجاب قاتل بتلك العبارات التي "نجرت" بصعوبة!. تؤكد الورقة أن المقصود بالتجديد ليس "كسر الساحة تماما من كل ما عليها من متقدم الآثار" لأن ذلك من عمل التاريخ وليس من عمل الأجيال. ولذا "فقد أبقينا في هيكلنا التنظيمي المقترح على رئاسة الحزب كما هي ممثلة في السيد الصادق المهدي".
    ثم ساقت الورقة حديثا هو من قبيل "مفهوم التجديد" –والذي خلت ورقة مبارك المهدي المعنونة بذات العنوان منه- وقد تحدثت عن مفهوم التجديد أكثر من حديثها عن: "التنظيم تحت راية الإصلاح والتجديد"، مثلا: مواجهة العقلية التقليدية والذهنية المركزية والإدارة الأبوية التي تسير حزبنا، وتنمية تفكير إبداعي، والبعد عن البيروقراطية، وخلق إدارة تتخطى الحساسيات وتعمل بمرونة فائقة، واختيار قيادة مستوعبة لضرورات التغيير، والانتقال من إدارة الشخص الواحد إلى الذهنية الجماعية، والأخذ بالمشورة.. الخ.
    أفرزت الورقة مكانا معتبرا للحديث عن النهج القومي: متطلباته: التسامح- الشفافية- والعقلانية. ومقاصده: توحيد الرؤى حول القضايا القومية- التعاون والتنسيق- الاتفاق على الحد الأدنى- التشاور المستمر- الاتفاق على آلية لحسم الخلاف. وأخيرا كررت للمؤتمرين أن العامل بإخلاص: نبي أو شهيد أو بطل، فكونوا ما تشاؤن!
    ولا نحتاج لتكرار ما قيل عن هذا النهج (الخطابي)، وعن مناقضته لخط الجماعة المعنية الأبعد عن القومية. وداخل حزب الأمة كان هؤلاء يتعاملون بعقلية "الشللية" تشهد بذلك بعض خطاباتهم، وأوراقهم التي تسربت للصحف ترمي الآخرين في القوى السياسية بكل قبيح ولا ترى من داع للتواصل معهم. وتشهد مذكرتهم التي كانت تتحدث باللغة الإقصائية داخل حزب الأمة نفسه. فلو كانوا يدركون أهمية النهج القومي ثم يتصرفون كديدنهم المشهود، ويعلمون بضرورة وجود آلية لحسم الخلاف مع الآخرين، ثم يلجأون للمشرط والانقلاب على الشرعية كما كان تجمع سوبا، فإننا نكرر دعوة المصطفى الخالدة: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ "!.
    ورقة الخدمات في سودان المستقبل: د. الفاتح محمد سعيد
    وهذه الورقة التي لم تكن بالجاكيت نالت النصيب الأكبر من النقاش لأن هناك أوراق (خاصة ورقة السيد مبارك المهدي) لم يكن متاحا نقاشها بل قيل ستناقشها لجان خاصة، فلم يسمح للمؤتمرين الخوض فيها!
    ورقة الهيكل التنظيمي المقترح: د. أحمد بابكر نهار
    قبل تقديم ورقة الهيكل التنظيمي في آخر جلسة بسوبا، تقدم الدكتور نهار إلى المنصة وبسمل وحمدل وصلى على النبي وقال بالحرف: "الأخوة المؤتمرون، في هذا المنعطف التاريخي بالنسبة لحزب الأمة وبالنسبة للسودان أهنئكم على هذه القرارات الشجاعة، فقد تم حل كل أجهزة حزب الأمة، وباتخاذكم هذه القرارات لا توجد شرعية الآن في حزب الأمة إلا شرعيتكم أنتم.. الآن في حزب الأمة لا في مكتب سياسي لا رئيس لا ولا ولا.. الآن هذه الوجوه الموجودة هي المسئولة من حزب الأمة. وكي لا يحدث فراغ داخل حزب الأمة لا بد من الإسراع – عشان ما يحصل انقلاب تاني- لا بد من الإسراع في تكوين أجهزة حزب الأمة. أصبح حزب الأمة الآن محلولا، فلا بد من الإسراع في تكوين أجهزة. وقبل أيام تحدث أخ من المجموعة التانية وقال (ضل مبارك المسار) ونحنا بالشفناه اليوم بنقول (أجاد مبارك المسار)!".. وتلعثم الدكتور نهار بعد ذلك فقد حدث هرج ومرج في القاعة وكثرت عليه المداخلات وصار يقول "والله في رأي على إنو يستثنى رئيس حزب الأمة، يا جماعة انتو رأيكم شنو؟.." وطال تلعثمه!.. وبعد أن حسمت هذه المداولات بالطريقة التي خرج بها البيان الختامي -المذكور لاحقا- قدم السيد نهار ما سماه ورقة النظام الأساسي. وهي ورقة خلو من أي جديد كمقترح أولي لدستور الحزب. وقد ختم تقديمه القصير لها بالإشارة إلى تقرير لجنة الأمير نقد الله وما أوردته عن تنظيم حزب الأمة (المحلول)!!.
    والتعليق الوحيد الذي أود سوقه هو ما انفلت من لسان نهار وقد صرفت عشرات الملايين لإخفائه (الانقلاب).. صدق زهير:
    ومهما يكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم!!
    البيان الختامي
    يذكر البيان الختامي –المتحدث باسم حزب الأمة- أن قادة الحزب وكوادره القيادية والوسيطة في العاصمة والولايات والخارج عقدوا "مؤتمرا" استثنائيا للحزب استنادا على شرعية التصدي التي اكتسبوها خلال الثلاثة عشر عاما الماضية بعد أن انتهت في العام 1988م شرعية أجهزة الحزب المنتخبة، وانتهت في يناير 2001م شرعية الحزب المعينة في القاهرة.
    أقر "المؤتمر" أن فشل الحركة السياسية في القيام بواجباتها يعتبر عاملا أساسيا في تدويل القضية السودانية. ولاحظ أن حزب الأمة قد قام على بنية تنظيمية فاعلة تسندها قاعدة اقتصادية صلبة.. كما لاحظ بأن ذلك الدور المشهود للحزب قد بدأ في التراجع لانجراف أجهزة الحزب وراء الصراع السياسي المرتبط بقضايا الحكم وإهمالها للمصالح الاقتصادية والقضايا المعيشية للجماهير وعملية البناء الذاتي على مستوى الفرد والتنظيم، كما يعود التراجع إلى غياب التجديد والإصلاح والتحديث وعدم القدرة على قراءة الواقع السياسي والتقدير السليم لقدرات الحركة السياسية على البناء الديمقراطي ومواجهة التحديات.
    وأشار البيان أيضا لما سماه "الأجهزة غير الفاعلة التي خرج بها اجتماع القاهرة في أغسطس 2000 الذي ضم أربعة عشر شخصا فقط في الحزب". ولاحظ أنها "همشت القوى الفاعلة الرئيسية في الحزب والمتمثلة في: الشباب والمرأة والدماء الجديدة". وأنها باعدت "بين قيادة الحزب وجماهيره وجعلت الحزب جزيرة معزولة في العاصمة". قال البيان: "أعرب المؤتمر عن اسفه أن كل المساعي والمحاولات الإصلاحية التي بذلت سواء عبر المذكرات أو الحديث داخل المؤسسات والاجتماعات المغلقة لم تجد أذنا صاغية بل كان يتم الرد عليها في كثير من الأحيان بتضخيم الذات والحديث عن الإنجازات الوهمية"، كما استنكر "المؤتمر" استخدام هذه الأجهزة المريضة مؤخرا لعزل وإقصاء ومعاقبة كل من له رأي مخالف خاصة في قضايا التجديد والإصلاح التنظيمي والسياسي للحزب.
    القرارات:
    القرارات التنظيمية:
    • حل كل الأجهزة، ما يسمى بالمكتب الرئاسي- المكتب القيادي- والمكتب التنفيذي.
    • تشكيل هيكل تنظيمي جديد: المؤتمر العام- الهيئة الفيدرالية العليا- أمانة الهيئة الفيدرالية العليا- المجلس القيادي الفيدرالي- الجهاز التنفيذي (أمين عام ونائب ومساعدين)- الهيئة البرلمانية- مجلس الرأي وتجويد القرار- المجلس التخصصي- منظمة شباب الأمة للسلام والتنمية- هيئات متخصصة (مجلس للبيئة وهيئة لتنمية المرأة).
    • تفويض المجلس القيادي الفيدرالي بوضع المعالجة المناسبة واللائقة بالقيادة التاريخية.
    القرارات السياسية:
    • عقد اتفاق مع المؤتمر الوطني وقيادة القوات المسلحة وسائر القوى الوطنية في الشمال والجنوب لبناء الديمقراطية وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
    • إجازة البرنامج الوطني المتفاوض عليه مع المؤتمر الوطني.
    • إقرار اتفاق الشراكة في الحكم وفق البرنامج الوطني.
    • تكليف الأجهزة المختصة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر.
    أهم المفاهيم التي وردت في البيان الختامي والتعليق عليها:
    لقد تم التعليق آنفا على مسألة فشل الحركة السياسية ومآلاته حين تحليل ورقة مبارك المهدي عن مفهوم التجديد والإصلاح. وهنالك قضايا أثارها البيان الختامي مثل مسألة فاعلية الحزب، وغياب التجديد والإصلاح داخله، ومشروعية التنظيم المرحلي وماهيته، هذه المسائل سيتم الرد عليها مفصلا في فصول الكتاب اللاحقة.. ولكننا هنا نتعرض للآتي:
    أن شرعية المؤتمر تستند على شرعية التصدي للعمل في أعوام الإنقاذ الأولى: والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي مطلع على هذا الادعاء السافر بطلانه هو: من هو الذي يحدد شرعية التصدي؟ هل هو مبارك الفاضل المهدي؟ أم هو حزب الأمة بكل قياداته؟ وأين نصيب عشرات الرجال والنساء –بل مئات من الذين سئمت من مرأى وجوههم حيطان الزنازن، والذين عملوا سرا وعلانية من عضوية الحزب في الداخل من شرعية التصدي؟ أين كل هؤلاء؟ وهل كان مرتادي المؤتمر أوائلهم؟ اللهم لا وإن كان لبعضهم في الدرجات نصيب، ولكن المؤتمر في غالبه تجمع للوجوه التي نفضت عنها غبار السنين وبدت مع الانفراج السياسي الأخير. ثم أين عشرات القيادات في الخارج الذين عملوا كخلية نحل متكاملين مع التصدي الداخلي للبطش.. أين هم؟ إننا حين نتساءل عن أسمائهم نجدهم من بين من وقعوا يدينون تجمع سوبا. بل إن السيد مبارك حينما سئل في صحيفة "الخليج" عن تفسيره لأن كل الطاقم التنفيذي الذي كان يقوم بالعمل معه بالخارج وقع ضد تجمع سوبا علق قائلا بأن هؤلاء لا يعرفون مصلحتهم.. صحيح هذه أعظم تزكية لأولئك الأشاوس من الرجال والنساء الذين أثبتوا بلا أدنى شك أنهم ليسوا صيادي سلطة ولا مناصب ولا تحركهم الوعود بالوزارات.. وهكذا هم كل أهل شرعية التصدي في الداخل والخارج: إنهم من دفعوا المهج والأرواح مسترخصة لأجل الديمقراطية للوطن والمنعة للحزب، فلا يرجون لتلك الأماني إجهاضا عبر سوبا. ولذلك فإن غالبيتهم الساحقة يقفون في الصف الأكثر إدانة لتجمع سوبا.
    أن الحزب في بدايته كان سليم التنظيم وله قدرة اقتصادية سند بها جماهيره، ثم تدنى ذلك الوضع لانجرافه وراء الصراع السياسي المتعلق بالحكم: وتختلط هذه النقطة بمسألة الحركة السياسية بالبلاد. ليس حزب الأمة وحسب، كل الأحزاب السودانية التي نشأت في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين نشأت في جو عالي الانضباط التنظيمي، فمعظم تلك الأحزاب ولد في رحم "مؤتمر الخريجين" أو بقيادة قياداته، وذلك كان مؤتمرا مؤسسا بصورة ديمقراطية على رأسه قادة الخدمة المدنية المنضبطين "كالساعة" في ذلك الوقت، وكذلك كانت الخدمة المدنية حيث خرج الإنجليز مخلفين السودان "بروسيا أفريقيا". ثم كانت حكومة نوفمبر وحل الأحزاب السياسية وبدء التدهور في الخدمة المدنية وكافة أوجه الدولة الحديثة، ولكن الانهيار الأعظم كان في فترة مايو الممتدة لليل طويل. تلك النظم "آخرها نظام الإنقاذ الآن" تستهدف الأحزاب السياسية بشكل رئيسي: تحلها، تجردها من ممتلكاتها- وتسلط عليها دعاية إشانة سمعة لتغتال رموزها تجريدا لها من رصيدها المادي والمعنوي، كما أن الأداء في الخدمة المدنية والشارع السياسي يتدهور بسبب شيوع المحسوبية وسيادة منطق الترهيب والترغيب وإبعاد المخالفين في الرأي: هذا التدني عام في البلاد، واستهداف الأحزاب من قبل النظم الشمولية لم يقتلعها –هذا صحيح- لكننا لا يمكن أن نتوقع ألا يكون بلا أثر وأن تكون نتيجته الحفاظ على البناءات كما هي: الخدمة المدنية الآن في أسوأ أحوالها من تسيب ومحسوبية ورشوة وفساد مالي وأخلاقي. والبنية المجتمعية تؤذن بانهيار المجتمع وقيمه، فهل تستطيع الأحزاب- وهي الجزء الأكثر استهدافا في المجتمع- هل تستطيع الحفاظ على نفسها لا يمسها سوء؟. إن للدكتور عبد الوهاب الأفندي –وهو على رأس مؤسسة تهتم بالديمقراطية في العالم الإسلامي بجامعة وستمنستر ببريطانيا- له كتابات مفيدة في هذا الصدد وقد قال عن الانقلاب الباكستاني وأسبابه: "الإشكال الحقيقي يكمن في الحلقة المفرغة التي يخلقها غياب الديمقراطية" إلى أن يقول: "ولكن التداوي من هذا المرض لا يكون بمزيد من الأسباب التي جاءت به أساسا، فالترحيب بالانقلاب والذي جاء من عناصر المعارضة الباكستانية هو في حقيقته عرض للمرض الذي تحدثنا عنه، إذ أنه تعبير عن الانقسامات التي سادت النخبة الباكستانية من جهة، وعن الإفلاس الأخلاقي الذي دفع بعض الفئات للتشفي بمصائب خصمها من جهة أخرى. ولا شك أن استمرار الحكم العسكري سيعمق هذه الانقسامات، ويؤدي إلى إغلاق قنوات الحوار الصحي والتواصل الاجتماعي مما يصيب البلاد بالجمود والتصدع نتيجة لانسداد شرايينها وقنواتها التنفسية" . الدكتاتورية إذن تساهم في انحطاط الممارسة السياسية عامة حتى عند الأحزاب الديمقراطية التي تتصدى لها ، ويمكننا أن نشير إلى أن الديكتاتورية وسيادة منطقها قد جذب جماعة سوبا فساهم في انحطاط مستوى الفكر السياسي لدى تلك الجماعة، فتمثلت منذ مبدأ أمرها أسلوب المؤتمر الوطني وحاولت تقليده. إن المشاكل داخل حزب الأمة ناجمة عن تخلف في المجتمع وفي الأداء السياسي والحزبي بسبب الدكتاتوريات وطول فترات القهر وذهنيته. وتجاوز ذلك يكون بالديمقراطية ومزيد من الصبر، لا بالضيق ذرعا بالرأي الآخر والانقلاب على الشرعية. التداوي لا يكون بالداء!.. ولو كان للأحزاب أن تحتفظ لنفسها بغرفة مكيفة لا تتأثر بهجير الدكتاتورية وقيظها القاتل المقيد للتطور الفكري والتنظيمي، بل والذي يجعل الأجيال في حالة "كل عام ترذلون"، لو كان ذلك ممكنا لما أتى على قمة حزب ديمقراطي كحزب الأمة قيادي تفتنه الأوتقراطية وتسرب إليه سمها، فيتجاوز كل أطروحاته، ويكتب ورقة على غرار ورقة "مفهوم الإصلاح والتجديد في حزب الأمة" يخلط فيها بين التدافع والتطوير، وبين النظام الديمقراطي والجسم الحزبي، ثم يقول أنه يخلق ثورة باتباع النهج العلمي..قال محمد المكي إبراهيم: " أحياناً يبدو على السودانيين أنهم يطلبون المستحيلات وليس المستحيل وحده من أحزابهم السياسية فمنذ أواخر عام 1958م والى اليوم ظلت الأحزاب السياسية مصنفة في خانة الممنوعات مع الحشيش والأفيون بل أن الحرب على الحزبية كانت أضرى وأشد من الحرب على المخدرات . فقد صودرت أملاكهم وحظر نشاطها وتشرد قادتها في المنافي وبلدان اللجوء ورغم ذلك لا يفتأ السودانيون وخاصة المتعلمين من أولاد المدارس يطالبونها بالديمقراطية والشفافية وكلما التقطوا في الدنيا من مفردات . ومن عجب أن الانقسام الحالي في حزب المهدى رفع نفس القمصان العثمانية متحدثاً عن غياب الديمقراطية والميل إلى التنظير كأن المهدى هو الحاكم الفعلي للبلاد أو كأنهم أرادوا الوثوب على السلطة وانتزاعها من خلفاء الترابي فمنعهم المهدي من ذلك استبدادا منه بالرأي وانفرادا بالقرار. " إن نهج جماعة سوبا دليل على سوء التربية التنظيمية داخل الأحزاب والتي تنتظم أحزابنا كبيرها وصغيرها، شعبيها وصفويها، بسبب طول سنوات الديكتاتورية وما يستتبعه من "انسداد الشرايين" ولا يجدي ألا نعترف بها. إنها معلومة بالضرورة. ولكن أن يعزى ذلك للقيادة التي تصدت لهذه الألاعيب الأوتقراطية في نوفمبر ومايو والإنقاذ، وحاولت تبييض وجه النظام الديمقراطي، والتنظير لتجاوز البندول الحزين، باعتبار ذلك انجرافا وراء السلطة أمر غريب من جماعة ظلت تلهث وراء تلك القيادة لربع قرن، هل صعب عليها اللحاق فقررت الخوض مع الخائضين في الوحل؟. أم أنها إنما كانت تردد أفكار قيادتها بدون فهم ولا تدبر.. صدق شاعر الحزب "حاج العمدة" والذي حركته أحداث سوبا فقال مخاطبا رئيس الحزب الذي دلل جماعة سوبا على عدم إدراكهم للأفكار النيرة التي يبشر بها:
    هاك دي نصيحــــة لــــي البتسابقــــــو الينضمو ما بضارعو البتصفالو الدول تقبل كلامو تهضمو
    كـــــم درج عطــــــالة ودرسهـــــم من فهـــــمو ولقن للوطن دة تـــــــراث- بجــــــــم ما فهموا!
    التمويل كثغرة
    أما مسألة البناء الاقتصادي، فصحيح أن الإمام عبد الرحمن المهدي الذي كان له قدر معلى في بلورة رؤية الحزب ومساندة قياداته المؤسسة في قضيتهم الوطنية رأى –برؤية فردية- أن يكون مؤسسة اقتصادية قادرة تمول العمل السياسي الذي كان يقوده قبل تكوين الحزب، ثم استمر بالتنسيق مع حزب الأمة لمواجهة الدعاية المصرية المسنودة بحكومتها في السودان، ثم لمناهضة الاتجاه البريطاني لجعل السودان تحت جناحهم ومعارضة مطلب الحكم الذاتي لاحقا، إلا أن ذلك البناء لم يكن حزبيا مؤسسيا بالمعنى المفهوم. وقد التفت هو منذ 1950 لضرورة فك الاشتباك بين مالية الدائرة والحزب، ولاحقا تم التخطيط لأن تكون للحزب ماليته المنفصلة (أنظر دستور الحزب لعام 1964م)، وقد تكررت النداءات من القيادة الحزبية الحالية للفكاك من عقلية (الدائرة) والتكية والنهوض نحو الحزب المؤسس في ماليته القائمة على الاشتراكات والمشاريع الاستثمارية، لا على الفيض الفردي. هذه النداءات واجهتها أيضا عقبة الأوتقراطية التي قطعت الطريق أمام أية محاولة للحزب للاستثمار الحقيقي والتمكين اقتصاديا. نعم استطاعت بعض القوى أن تبني ماليتها إبان الدكتاتوريات –وتستطيع جماعة سوبا أن تفعل ذلك الآن- هذا ممكن، ولكن مهره غال تاريخيا ومبدئيا: "الانخراط في النظام الأوتقراطي والدفع لصالح الديكتاتورية وضد الديمقراطية".. مهور يسترخصها البعض لأجل التمكين الاقتصادي وهم وربهم وهم وشعبهم.. والصحائف لا تسقط عنها السقطات. جاء في جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان "حزب الترابي يعترف بارتكاب خطأين تاريخيين ويطلب الغفران" الآتي: "أعلن مسؤول بارز في حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الذي يقوده الدكتور حسن الترابي أن الحركة الإسلامية في السودان ارتكبت خطأين في مسيرتها السياسة منذ أربعينات القرن الماضي بمشاركتها في النظام العسكري للمشير جعفر النميري في حقبة الثمانينات، وبقيامها بانقلاب يونيو (حزيران) الذي أتى بحكومة الرئيس الحالي الفريق عمر البشير إلى السلطة" لقد برر القيادي المذكور تصرفات حزبه بأن الساحة السياسية العالمية والسودانية كانت تضج بالأفكار الانقلابية، وكان الأجدى أن يقف عند حد طلب الغفران فالرجوع للحق فضيلة.. الجدير بالذكر أن تلك الخطايا التي اعترف بها مقترفوها كانت هي بابهم للتمكين الاقتصادي و"للفاعلية" عبر الجلوس على مقاعد الحكم التي يسيل لها لعاب سوبا 2002م. ألا ما أبلغ العماء التاريخي لدى هؤلاء القوم! .
    عدم القدرة على قراءة الواقع السياسي. وهذه تناقض ما ساقه الانسلاخيون وكرروا قوله: في مذكرتهم الأربعينية، وفي مذكرة قائدهم في مارس 2002م والتي تطرقنا لها في الفصل الأول. ثم في ورقة "الواقع السياسي الراهن" التي قدمها نجيب الخير وتطرقنا لها أعلاه. أكدت هذه الأدبيات أن قراءة الحزب الاستراتيجية سليمة، وله قدرة على قراءة المستجدات، وقد رأى الانسلاخيون أن المشكلة في التكتيكات التي يتخذها فقط، ثم ها هم يجردونه من أية ميزة. ذلك أن "الباطل لجلج" لذا تراهم يقولون شيئا وينقضونه، وهذه هي سنتهم يبدلون قولهم ولا يبدلونها. والسؤال المنطقي حول ما ساقه البيان الختامي هو: هل ما قيل عن مساوئ الحزب ينطبق عليه منذ تولت رئاسته قيادته الحالية (أي منذ الستينيات) كما يوحي البيان؟ أم أنها مسألة طرأت منذ عام أي بعد قرار المشاركة في 18 فبراير 2001م؟. وإذا كان الأول صحيحا إذن لماذا اتبعوا تلك القيادة أصلا ولم يفكروا هذه الأفكار الجهنمية منذ دخلوا العمل السياسي قبل ربع قرن؟. وإذا كان الثاني صحيحا فمعنى ذلك أنه اختلاف في وجهات النظر حول المشاركة في السلطة، ألبسه أهل سوبا لباس التنظيم تارة والبرنامج أخرى والقراءة للواقع السياسي ثالثة.. إنهم في بحثهم الدؤوب عن "الرايحة: مشاركة السلطة" قد فتحوا أفواه كل البقر في حظيرة الحزب.. فهل في فم أي من أبقارنا وجدوها يا رب؟.
    عدم استيعاب القوى الرئيسية الفاعلة: الشباب والمرأة والدماء الجديدة: أما الشباب فقد تم تصعيده في الأجهزة القيادية بصورة غير موجودة في أي حزب سوداني آخر (نسبة 30% في المكتب القيادي والأغلبية في المكتب السياسي). والمرأة ممثلة في كل الأجهزة القيادية كما أصدر قطاع تنمية المرأة رؤيته الفكرية وعقد ورشته التي اعتمد الحزب توصياتها للمؤتمر العام. إن جماعة سوبا ما فتئت تردد أن هناك قيادات ديناصورية على قمة الهرم الحزبي والشباب يقفون عشرات السنين في الصفوف الخلفية. وهذا يدل على ضحالة خيال هؤلاء. فاستيعاب الشباب لا يكون بالضرورة في المقاعد القيادية بل بخلق مناشط تستوعب طاقاتهم وأفكارهم وإبداعهم، وهذا ما خطط له الحزب بجعل نشاطه أشبه بتنمية مجتمعية (في مقابل الانحصار في المناشط السياسية). وإذا كنا نرى أن تصعيد الشباب يكون لتلك المقاعد القيادية فحسب إذن لدخلنا في دوامة لا تنتهي حتى نرضي طموح كل المستحقين.. المناصب القيادية لا تصل الثلاثين، والشباب ألوف متزايدة كل عام. الرد على هذه الفرية سيكون بمراقبة الانسلاخيين والهرم الذي سيصنعونه لإرضاء طموحات الشباب وتطلعاتهم القيادية!. إن القائد الشاب الوحيد الذي تبعهم من المكتب القيادي للحزب –وهو الفاضل آدم- قد تم ركنه في مساعدية الأمين العام - علما بان تاريخه النضالي يبز كل الأسماء التي رصت فوقه، والوحيد الذي يمكن عده من الشباب في المكتب الرئاسي الفيدرالي هو الصادق الهادي المهدي الذي جاءت به اعتبارات أسرية إذ قصر به تاريخه الحزبي.. إن وقفة جادة أمام الهيكل الذي تمخضه جمل سوبا سيسفر عن فأر ضئيل الهيئة إزاء ادعاءات سوبا 2002م وشعاراتها الكاذبة.
    القرارات التنظيمية: وتتضح فيها ثنائيتهم تجاه رئيس الحزب، فمرة هو الحكم الفرد والمتسلط أبويا، وكل أسباب التقاعس، ومرة هو صاحب الدور التاريخي الذي يرون الإبقاء على رئاسته (ورقة الزهاوي) ثم أخيرا يحل منصبه ولكن يتم البحث حول معالجة مناسبة لقيادته التاريخية!. وهذه القرارات أيضا مكلفتة الصياغة، فقد أسقطت الورقة المطبوعة المكتب السياسي (الجهاز التشريعي للحزب) من قائمة الحل وطبقا لذلك فالمكتب السياسي لا زال شرعيا عند هؤلاء. ومكلفتة لأنه حينما أعلنها في الجلسة الأخيرة في سوبا الدكتور أحمد بابكر نهار وقال أننا حللنا وحللنا... ثم تلعثم وتساءل كما ذكرنا آنفا: يا جماعة إحنا رئيس الحزب حليناه ولا ما حليناه؟.. وظل مترددا حتى أتاه الخبر اليقين!. والقرارات لم تشر للتنظيمات الولائية وتنظيمات المحليات التي تنتظم القطر ولا لموقعها في تنظيمهم الجديد. لكن تلك التنظيمات هي التي بادرت بعدم الاعتراف بسوبا كما سنورد لاحقا. ولم يذكر بيان سوبا مؤتمر محلية "الحوش" القاعدي في يونيو 2002م ولا مؤتمر المناقل القاعدي في يوليو2002م، ولا كيفية التعامل معهما.
    والعجيب في أمر هذه القرارات التنظيمية أنها جبت كل ما قبلها- سواء أكان ذلك في مؤتمر الحزب 1986م، وتنظيم المواجهة حتى 1996م، والتنظيم الاستثنائي حتى 2000، والتنظيم المرحلي منذ 2000 وحتى الآن، والشيء الوحيد الذي استصحبته من (الماضي) هو "الهيئة البرلمانية". والمعلوم أنه وطبقا لدستور الحزب لعام 1986م أن المؤتمر العام للحزب يتكون من: أعضاء اللجنة المركزية، المكتب السياسي، المجلس الاستشاري، الهيئة البرلمانية، والوزراء، وممثلو لجان وأمانات الأقاليم والمديريات والمناطق والمدن والأرياف والأمانة العامة . الغريب في هذا القرار أن "الهيئة البرلمانية- والوزراء" هم فئات تدخل في تكوين الحزب إبان الديمقراطيات حيث يوجد برلمان ويكون للحزب وزراء في الحكومات، ولكنها ليست فئات "حزبية" في المقام الأول، بمعنى أنها مصعدة من القواعد بصفة حزبية. إن عدم الاعتراف بأية شرعية لانتخابات 1986م الديمقراطية –عبر المشاركة في الإنقاذ بدستورها الحالي- وعدم الاعتراف بأية شرعية للمؤتمر العام للحزب وانتخاباته عام 1986م –وهي شرعية انتخابية حقيقية مهما قيل عن تأخر الزمان- ثم الاعتراف فقط بالهيئة البرلمانية لا يمكن النظر له بمعزل عن حقيقة أن تلك الهيئة هي المكان الوحيد الذي نال السيد مبارك المهدي عضويته عبر الانتخاب. ذلك أن عضوية مجلس الوزراء، وبالتالي المكتب السياسي، دخلهما مبارك بتزكية واختيار رئيس الحزب. وهذا هو السبب الأساسي في الغضب من "الأمانة العامة" فيما يبدو، أنها أتت بقيادات على قمة الهرم الحزبي ليس هو من بينها، ولم يكن ذلك لصغر سنه حينها فمن أعضاء الأمانة العامة المنتخبة السيد نصر الدين المهدي وهو أصغر منه سنا، كما أن السيد الصادق المهدي قد انتخب رئيسا للحزب في 1964 وهو بسن أصغر من مبارك 86 بحوالي ثمان سنين!.
    القرارات السياسية. جاءت كما هو متوقع، هذه القرارات هي مربط الفرس الذي من أجله تنادى ذلك الكرنفال.. السلطة.. السلطة. والعجيبة أن جماعة سوبا لم تكن تخفي استخفافها بذهنية الحزب في عدم المشاركة إلا في حكومة قومية، أو انتخابات. وقد سمع قائدهم يستنكر مستهزئا ويقول: نفر يقال لهم اقسموا على اثنين، يقولون: نقسم على عشرة؟!..
    وملخص حديثنا عن أدبيات المؤتمر.. رغم أن من شعارات المؤتمر الاستناد على النهج العلمي إلا أن الأوراق لا ترقى إلى مستوى الأوراق التي درج حزب الأمة على تقديمها بأي حال. لقد كانت ركيكة في صياغتها وفي طباعتها وفي فكرها وفي لغتها بشكل عام. وما ينطبق عليها هو كلمة "مكلفتة" بشكل عجيب. وإذا قسناها بتصور الحزب لمؤتمره الذي تسبقه ورش عمل قطاعية ابتدأت في مارس 2001 بورشة قطاع تنمية المرأة تلحقها بقية القطاعات، وورشات عمل برامجية، ومتخصصة انعقد منها حتى الآن الورشة القانونية والعسكرية ، ورشات كونت لها لجان للسكرتارية واستنفر فيها قطاع الدراسات والبحوث.. إذا قيست أدبيات سوبا بمثل هذا البرنامج لكان الناتج هو مثلما قاله أحد الظرفاء من قبل حول مناظرة بين قائدين سياسيين بز أحدهما الآخر بصورة ماردة قال: لعبة بين البرازيل وأم دوم!.. مع الاعتذار طبعا لفريق أم دوم!.
    شعارات المؤتمر:
    عقد المؤتمر تحت شعار: "حزب الأمة من أجل الإصلاح والتجديد والتحديث في حزب الأمة"، كان ذلك هو الشعار خلف المنصة في قاعة سوبا، أما الشعار خلف المنصة في قاعة الصداقة فكان "من أجل النماء والوحدة والبناء".. وهذه أول مرة نرى فيها محفلا يغير شعاره هكذا من مكان إلى مكان، ولعله اتباع أعمى لمقولة "لكل وقت ومقام حال"!.. تعليق إضافي أن الشعار الأخير يشبه كثيرا شعار مؤتمر الحزب الرابع بأسمرا الذي كان "معا من أجل التحرير والوحدة والبناء" مع تغيير التحرير إلى النماء وأحسب أن ذلك باعتبار أن التحرير قد تم إنجازه أو باخ طعمه!.
    الشعارات المكتوبة على جدران قاعة المؤتمر منها: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال- الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو الأول وهي المحك الثاني - الهجرة إلى المستقبل بالإصلاح والتجديد- من أجل الديمقراطية والتنمية السلام-. أما الهتافات داخل المؤتمر فقد كان منها: شارك ..شارك يا مبارك- للتجديد مبارك- للإصلاح مبارك- للحرية مبارك- ديمقراطية مبارك- مية المية مبارك- نحن أنصارك يا مبارك- قيادة جديدة يجب تأييدها- مناضل مناضل يا ابن الفاضل- قائد قائد يا مبارك- ولا قداسة مع السياسة – سير سير يا مسار- حزب الصادق غير صادق- التطوير ولا التنظير- لا تبعية ولا تقليد حزب الأمة للتجديد- التكبير والحمد..الخ
    الشعر في "مؤتمر" سوبا 2002م:
    خلفية عن دور الشعر عند حزب الأمة والأنصار
    التراث المهدوي ركز على الشعر والمديح كوسيلة للتعبئة الشعبية. يقول المرحوم قرشي محمد حسن صاحب كتاب قصائد من شعراء المهدية: "ومما يؤكد إيمان المهدي بالشعر ورسالة الشاعر في الحياة والدور الذي يلعبه في قيادة المجتمع الثوري تلك المنشورات التي كتبها إلى شعرائه محمد ود التويم (وهو أمير بالمهدية) وأحمد ود تميم وأحمد ود سعد والأخير كتب عريضة يلتمس فيها إذنا مكتوبا بمدحه فكتب إليه الإمام هذا المنشور.."، ويورد المؤلف صورة من المنشور الذي جاء فيه: "إن المدح فيه إرعاب الكافرين وموعظة وتذكرة للمجاهدين ولهو فيهم –أي الكفار- أسرع من النبل وهو كان ينشد بين يدي رسول الله  فأقره وزجر من تعرض لناشده" . وقد كان من شعراء المهدية في طورها الأول المشهورين علاوة على الثلاثة المذكورين أعلاه أيضا أحمد أبو شريعة، أحمد القلع، أحمد ود سليمان، الزين أبو كساوي، المنبور محمد، ومحمد ود سوركتي . أما المهدية في طورها الثاني على يد الإمام عبد الرحمن المهدي وخليفتيه، فقد نبغ فيها شعراء مثل ود محمد ود التويم، ومحمد أحمد حاج العاقب، وعكير الدامر (في فن الدوبيت)، محجوب سليمان وإبراهيم السيد، بركة جبران، وعبد الحليم علي طه ، والشاعر حامد عيشاب. كما قال شعرا مادحا للإمام عبد الرحمن الكثير من شعراء الحقيبة أمثال صالح عبد السيد أبو صلاح، وعبد الرحمن الريح، والحاج محمد أحمد سرور، وسيد عبد العزيز، وإبراهيم العبادي، وعمر محمد عمر البنا، وعبيد عبد الرحمن ، وخالد ابو الروس. كما مدح الإمام عبد الرحمن شعراء السودان في غالبهم، من أولئك التجاني يوسف بشير- عبد الله عمر البنا- محمد سعيد العباسي-محمد المهدي المجذوب- محمد الأمين القرشي- ابن الخياط- صالح عبد القادر و محمد عبد القادر كرف. وقد قام مختار أحمد مختار بكتابة العديد من روائع قصائد الحزب والكيان مثل "إلى الأمام يا شباب الإمام".
    أما المهدية في طورها الحالي فقد صاحبها شعراء فحول بدءا بحسن طه (شاعر المؤتمر) الذي نشر ديوان "صادقيات في الشعر السياسي" في الستينيات وجاء في قصيدة "الحق أبلج":
    أفمن يسير على هدى أهدى لنا أمّن يسير على الهوى كالمارق
    يا من يرجي الخير دون معارك قد طال شوقك للهناء الدافــــــق
    الشعب أدرك أمره وقد اهتــدى وهو القمين بكشف كل منافـــق
    ما زال يأمل في ديمقراطيـــــةٍ يبني بها صرح البناء السامـــق
    ما أن تلفت باحثا عن قائــــــــد يجري به جري الجواد السابق
    حتى تصدى صادقٌ وكأنـــــــه قمر أطل على الدنا من شاهق
    وطنية من نبع قلب مخلــــــص وأصالة من نفس حر واثـــــق
    حمل الرسالة قائدا يسعى إلـــى تحقيقها سعي الزعيم الحـــاذق
    آفاقه عزت على زعمائنـــــــــا ما فيهمو مهما ادعوا من لاحق
    قد بزهم في عزمه في حزمــــه في علمه أو في الذكاء الخارق
    فالفرق بين نضاله ونضالـــــهم كالفرق بين مغارب ومشارق
    في حلم أحمد في شجاعة خالـــــد في حكمة المهدي وحنكة طارق
    قل للخوالف صادق يدعوكمـــــــو للصلح والإصلاح رغم الفارق
    هيا اركضوا في السير خلف ركابه كي تتقوا في السير شر مزالق
    لو تجمعون خياركم في واحـــــــد هيهات أن تأتوا بمثل الصادق
    ..ثم أبو القاسم عثمان صاحب ديوان الاستقلال والأبيات الشهيرة:
    ستظل شمسا حية تهب الضياء ولا تغيب
    ستظل شابا دائما إن المكارم لا تشيـــب
    لقد جعلت إحدى المنظمات الشبابية مؤخرا هذه الأبيات شعارا لها، وهي إنما قيلت بحق السيد الصادق المهدي منذ الستينيات، لكأنما صاحبها محدث!.. ومن الشعراء الذين ارتبطوا بهذه الفترة أيضا السر أحمد قدور- وعبد الله محمد زين (صاحب رائعة أنا أم درمان أنا السودان)- وإدريس البنا (وقد نظم قصائد عديدة في تمجيد المهدية وفي مواجهة الدكتاتوريات وإن غير موقفه عن الحزب الآن)- وفضل النور- وحاج العمدة عبد الماجد- والمرحوم عبد المنعم أحمد قدور- محمد صالح سليمان- العمدة رشاد محمد كرار- وخضر عرمان، وغيرهم. كما برز شباب في الآونة الأخيرة منهم المكي مصطفى- ومحمد صالح مجذوب- بشير عثمان بشير. أما حادثة سوبا الأخيرة فقد أخرجت للحزب نوارا من الشعراء أطل برأسه لم يحص بعد منهم على سبيل المثال الشاعر الشاب أحمد عبد الله أحمد سعد، والذي قال لدى زيارة رئيس الحزب وصحبه لمنطقتهم (ولاية نهر النيل) بعد حادثة سوبا الأخيرة:
    نحميك من صقور الجو خليك من بغاث الطير
    وللأنصار وحزب الأمة شعر مختلف ألوانه بألوان الشعر الشعبي في شتى بقاعهم، ففي الغرب يوجد "هداي" يصوغه ويردده جماهير الحزب والأنصار- وفي الشمال يوجد شعر الرباعيات الذي اشتهر فيه عكير الدامر ومشى على دربه الكثيرون من أبناء الإقليم. وفي الأوسط يوجد المديح (فقد أقام أحمد ود سعد بالجزيرة وروى له مؤخرا حاج التوم من الله، وتوجد في أسرة حاج التوم من الله مادحات مجيدات يروين شعر ود سعد وغيره من قديم الشعر المهدوي وحديثه) ثم جاء المادح زين العابدين أحمد عبد القادر والذي أتحف جماهير الحزب والكيان بروائعه التي تتجلى إبان المحن ، وذاع أمر رفيقه شهيد الدعوة المادح بشير الحاج النور الذي توفي إثر حادث وهم يؤدون واجبهم لإحياء افتتاح مسجد في قرية المشرع بنهر النيل في أغسطس 1997م. والحزب غني جدا من هذه الناحية بل في بعض بقاعه (مثلا العكد في ولاية نهر النيل، وتنّوب في الجزيرة المروية) يكون الجميع تقريبا رجالا ونساء وأطفالا من رواة الشعر أو حفاظه أو مؤلفيه. ومؤخرا برز عند الحزب فن الملاحم التي ساهم فيها الحبيب العم السر قدور أولها ملحمة "أمجاد الأمة" التي أديت أول مرة إبان مؤتمر الحزب الرابع بالخارج في أسمرا عام 1998، والثانية هي "أوبريت العودة" الذي قيل بمناسبة عودة قيادة الحزب في نوفمبر 2000، وهو حول "نداء الوطن":
    نداء الوطن.. في سبيل الوطن لنحيا كراما ولا نمتهن
    وهي ملحمة رائعة.. أذكر أنني سمعتها أول مرة في القاهرة في مطلع نوفمبر 2000م وكنا مزمعين على العودة مع القيادة في يوم 23 نوفمبر.. جلست قبالة عمي السر استمع لأوبريت العودة، فما لبث أن قال: "يوم العودة يا أمد رمان .. العيد السبق رمضان".. فاقشعر بدني وسالت عيناي من بلاغة التشبيه، فقال لي لما رأى من حالي مازحا وعالما بمقدرته الشعرية الفائقة: "فقري مش كدة؟" .. وذلك أن العودة كانت توافق يوم 26 شعبان 1421هـ (أي ثلاثة أيام فقط قبل رمضان)، وقد كانت عيدا لنا نحن العائدين كما كانت لجماهير الحزب بالداخل، وقد واكبها طبع ونشر "شريط كاسيت" بالداخل فيه مقطع يقول: "يا أمة عملاقة أرواحنا مشتاقة.. يا الصادق المهدي باكر بنتلاقى!".. لقد كان عيدا للعائدين ولمستقبليهم سبق رمضان بحق.. يتكون أوبريت العودة من عدة مقاطع من غناء الحقيبة ومن الغناء الوطني، ففيه من "فلق الصباح" ومن "إلى العلا" ومن "أنا أم درمان تأمل في ربوعي" ومن "وطن الجدود"، وفيه دوبيت ينشد بطريقته المعروفة، وفيه لحن "الدلوكة" الفرح يحدث عن "العيد"، كما فيه أيضا جزء مقتبس من تراث المهدية هو الجزء الأخير. وروعته تكمن في أنه استنهض تراثا حزينا –وهو قصيدة ود سعد في رثاء الإمام المهدي- والتي يقول فيها:
    سيد بقعة المسجد ببكي عليك سرمد
    عيشا بلاك اسود يا مهدي الله.
    استخدم تلك "المدحة" في لحنها وفي مفرداتها وحولها لمناسبة بشرى وفأل، فقال بنفس اللحن:
    في بقعة المسجد الجمع احتشد
    للصادق الوعد بشرانا بيه
    والبلاغة أيضا في أن الاستقبال يوم العودة كان "في بقعة المسجد" المقصودة فعلا.. وقد قال في هذه القصيدة الرائعة:
    الضحى للبلد … بالمال وبالولــــد الصادق الوعد … بشرانا بيهـــو
    ما غاب عنا .. يوما ولا ابتعـــــــد لاقى الأحداث … بالصبر والجلـد
    من أجل الوطن صابر واجتهــــــد والاه الشعب.. وعليه استنـــــــــد
    لاقى القواسي.. حاشاه ما ارتعـــد الشعب جمعيا.. يتلقى منه المـــــد
    يسمع كلامه ويشاوره ساعة الجد الخالفو انخمد … والتابعو انسعد
    السيد السند … الفايح طيبــــو ند الصادق الوعد … بشرانا بيهــــو
    شعر سوبا 2002م
    نعم لا تخلو مناسبة لحزب الأمة من أمثال هذه الفنون. ولقد حاول التجمع في سوبا أن يخلع عليه هذه الصفة –ومع أن الأشعار تتخلل الجلسات الاحتفالية :الافتتاحية والختامية فقط- فقد تخللت الأشعار تقديم بعض الأوراق في سوبا، والملاحظة الأولى أنه لم يحضر أيا من شعراء ومادحي الحزب والكيان المشهورين، وكان الشعراء نكرات على الأقل على مستوى المركز، والشعر نفسه كان مصنوعا، ركيكا في غالبه، نذكر من تلك الأشعار.
    شاعر أول:
    السلام عليكم جملة هذه الأحرار
    وعلى رأسكم السيد مبارك والدكتور نهار ومسار
    نحن الأنصار جميع وما فينا كبار وصغار
    لكن يجب أن ناخد حقنا كامل طالما عندنا الأفكار
    ما كان لينا فيه نصيب أبدا
    ***
    دايرين تجديد دايرين اصلاح
    دايرين تعويض للزمن الراح
    شاعر آخر :
    حزب الأمة من ما قام
    حزبا يدعو للوحدة ويوقدها تمام
    مبارك الفاضل كفؤ لقيادة الحزب وأمين
    حفيد المهدي اللكان لي وطنا أمين
    نحن وراه لا بنخضع ولا بنلين
    شاعر ثالث:
    ديل الانتظار معاهم ما بنفع
    الجد في مكان الجد
    شهر واحد حقوقنا نمسكها في اليد
    يا كل زول يشوف ليه جحر وينسد
    كل تلك الأشعار كانت في الجلسة الأولى، ويتضح أن القيادة محسومة ومسألة المشاركة أيضا محسومة (وقد اتضحت هذه النتائج المفترض أن تكون نهائية منذ الجلسة الأولى أيضا في كلمات الوفود المشاركة من الولايات).
    وفي الجلسة الثانية، حين تقديم ورقة مبارك المهدي (العلمية) هلل الناس فأتى شاعر بمداخلة شعرية:
    ود خليفة المهدي.. البي هداك للعالمين تهدي
    إلى أن قال:
    لي صالح الوطن كل الصغير ما لامنا
    أيدناك يا عمر البيه تم مرادنا.
    ومع أن الجلسة (علمية) فلم يسأل أحد الشاعر من هو ود خليفة المهدي؟ ثم من هو "عمر" أهو "البشير" أم ابن الخطاب؟.
    وغير هذا كثير.. أغلب الشعراء كانوا يتذبذبون في الدرجة ما بين "لا تشتهي أن تسمعه" و "لا تستحي أن تصفعه" ومن يستحق "وضع البردعة"!! .. القصيدة الوحيدة التي يمكن تصنيف شاعرها مع الخائضين وسط المعمعة، هي قصيدة الشاعر بشير أبو شورة وهي طويلة، منها:
    اطلعنا على الأوراق في الوضع الراهن قديم وجديد
    ننحاز لي الوطن ولي عـــــــــــــزة حزبنا نعيـــــــد
    السودان عمـــــــموم شرق وغرب شمال وصعيـــد
    بهنيك يا مبارك والتجديـــــد بخيت وسعيــــــــــــــد
    ***
    انقذت الحزب خليتو صــــــف مرصوص
    يا ابن العلي كفو الكهانــــــــة تبـــــــــوس!!!
    حزب الأمة بي عين الإلـــــــه محـــروس
    ما بضيع بي وراك ما دام انتو ليه رؤوس
    ***
    احنا غير السلام والوحدة شن دايريـــــــــــــــــــــن
    والإصلاح والأمن والتنمية في السودان شمال ويمين
    كيف نبعد بعيد نتجمد نقول حايريــــــــــــــــــــــــن
    وأنصار الله في كل البلد نايريـــــــــــــــــــــــــــن
    ***
    نهج الشورى ليه ناباه ليــــــــــــــه نتعمــــــــــــــــد؟
    من التنمية والإصلاح للوطن ليه يصبح حزبنا مجمد؟
    تجديد المسار سنة نبيــــــــــــــــــــــــنا محمـــــــــــد
    وعلى هذا النهج نصبح كالجبــــــــــــــــال نتصمـــــد
    ***
    في السودان عموم في البر والحضر والريف
    نفخر بي سلام بي تنمية وتشريــــــــــــــــف
    ما بهددنا تيار الرهــــــــــــــــــــــد والزيف
    ***
    مبارك البحر الطمح في قيوفو ماشي بهدّر
    الري الدفر عم وخريف ومبــــــــــــــــــدّر
    لي السودان عموم يعمل حساب ويــــقدر
    والبوطاها كان جاها المطر ما تخــــــــدر!!!
    ***
    عندو الجود موفر والكرم والقيمــــــة
    مبارك عزة لي حزب الأمة قوية وقيمة
    غابة تلبد الخايف عملو جريمــــــــــة!!!
    تعتز بيه فاطمة وتفتخر بي حليمـــــــــة
    ***
    قيادة الحزب راجياك من قديم ورياسة
    فيك عزة رجال هيبة وجوه وفراســـة
    أنصارك عموم ياك عزها ونصرها وياك راسها
    طير ما بجيها إت ياك فارساها وحراسهــــــــــا
    ***
    بعيدة مسافتو إن قسنا الجدود بي جــــدو
    وراه رجال ياهم دول لي كل البلد بتحدو
    كريم بي دارو باسط للمساكين يـــــــــدو
    باب لي الغيرو بي طبلة وشمع بنسدو!!
    ***
    حزب الأمة من ما قام ما لقى الفجريــــــــة
    راجيانا الفراسة من زمن الجدود فطريـــــة
    نشارك بل نشارك دون جهجهــــة ######رية
    وإن جات لي الوطن نحن أخوان سعاد ورقية
    لا شك أن هذا الشاعر يعلم موجهات سوبا الظاهرة: المشاركة- التجديد. والخفية: قيادة الحزب للسيد مبارك- وتكريس انفراده بها (باب لي غيرو بي طبلة وشمع بنسدو)، ومع أنه أجود الشعر في سوبا، فقد أضاف بعض المعاني الوحشية التي تستحق المراجعة!.
    الأثر على الجماهير
    تتالت الوفود المنددة بهذا العمل الاختراقي ومن كافة بقاع السودان. بدءا بوفد منطقة الدالي والمزموم والذي زار رئيس الحزب في اليوم السابق للمؤتمر، وأكد أن جماعة من الانسلاخيين زارت منطقتهم ودعتهم للمؤتمر، ولكنهم أحسوا –برغم التأكيد على حضور رئيس الحزب- أن المؤتمر خارج الشرعية والمؤسسية، فرفضوا تلبية الدعوة أتوا لتأكيد وقوفهم خلف الشرعية. ثم وفد الجبلين الذي حضر للمؤتمر ورفض الدخول بعد معرفة تفاصيله ثم زار القيادة لرفع تأييده. ومن ذلك الوفود التي أتت من شندي والمناقل، والزيادية، وسنار، الحصاحيصا وكل قرى الجزيرة ورفاعة (البطانة)، والمعاليا، والمسيرية، والجزيرة أبا والقرى المجاورة، وتندلتي، وكنانة وربك وكوستي. لقد حدث استنفار كبير بين عضوية الحزب أشبه بالانتفاضة، رفضا للأسلوب الانقلابي وتأييدا للمؤسسية. كما تتالت المذكرات من داخل وخارج السودان من أجهزة الحزب المختلفة: من جدة- المملكة المتحدة الأمانة العامة للحزب- الحزب ببريطانيا- مذكرة حزب الأمة بالخليج- والطائف- حزب الأمة بشرق إفريقيا- والهفوف- والرياض- وسلطنة عمان- والإمارات- ومصر- الولايات المتحدة وكندا- وولاية كارولينا بأمريكا- والطلاب في باكستان. ثم تبرأت منه الجماعة التي كانت تقود العمل المعارض بالخارج في عقد الإنقاذ الأول من قيادات الحزب في مذكرة مقدمة للسيد الصادق المهدي مبتدرة بالآية : "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله". وقد كانت المذكرة الأربعينية تعول على أن تكون قيادات العمل المعارض- بالداخل والخارج- مع الرئيس والأمين العام وقياديي الداخل الشرعية الثورية للتغيير. أما قيادات الداخل التي تصدت للعمل المعارض في عقد الإنقاذ الأول فقد عزلت في غالبيتها الساحقة المؤتمر واعتبرته دعما للأجندة الشمولية. وقد تتالت المذكرات والبيانات من مختلف مؤسسات الحزب وأجهزته في الولايات: في القضارف- والحصاحيصا- وعمال عطبرة- وحزب الأمة نهر عطبرة- والحزب والكيان بولاية نهر النيل- والضعين- وبارا- وكسلا- والدلنج- والنهود- والأبيض- الجزيرة أبا- وبابنوسة- وحلفا الجديدة- ومليط- والعالياب- العبيدية- شمال كردفان- ود الحداد- البطانة- جنوب كردفان (أبوجبيهة والرشاد وتلودي)- الطلاب حزب الأمة في جامعة كردفان- القرآن الكريم- الدلنج- غرب كردفان- وجامعة السودان بالأبيض- طلبة دارفور (جامعات زالنجي والفاشر ونيالا). ولا زالت المذكرات ترد. وكان أبلغ أثر هو إعلان بعض الولايات أنها ستتكفل بترحيل وإعاشة عضويتها المصعدة للمؤتمر العام حين عقد المؤتمر. ثم إعلان فرعية الحزب بالرياض أنها جمعت في اجتماع واحد مبلغ 78 ألف ريال سعودي من عضويتها لتمويل مؤتمر الحزب العام وهي تسعى لإكمال الرقم حتى مائة ألف ريال سعودي، في إطار الرد على مؤتمر الزور. وأعلن الكثيرون أفرادا وتنظيمات عن تبرعات غطت تكاليف المؤتمر العام لعام 2003.. أليس وعد الله حق (لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)؟. الأحزاب السياسية السودانية وقفت إلى جانب الحزب مؤازرة شرعيته ومستنكرة انقلاب سوبا. زار قيادة الحزب وفد من الحزب الاتحادي الديمقراطي، ومن القوى المعارضة: السيد غازي سليمان عن حركة جاد والسيد الحاج وراق عن حركة حق والسيد عبد العزيز دفع الله عن قوات التحالف. الصحافة السودانية وقفت بوعي وكشفت هدف المؤتمر "لتبرير المشاركة بدون ضوابط وطنية" وكان الغالبية العظمى لكتاب الأعمدة يقفون لصالح المؤسسية والشرعية في الحزب. بل لقد صدر أدب رصين شارك فيه صحافيونا الوطنيون. ومرة أخرى لم تجد هذه الجماعة دعما إلا من صحيفة الوفاق وبدرجة أقل ألوان ثم الأنباء لثقل الوزن الحكومي في توجهاتها. وسيحوي الجزء الثاني من هذا الكتاب بإذن الله المقالات الرصينة التي ساهمت في إلقاء الضوء على الأحداث داخل حزب الأمة بكل الموضوعية وكل التجرد.
                  

العنوان الكاتب Date
حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:17 PM
  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:19 PM
    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:21 PM
      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:22 PM
        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:24 PM
          Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:26 PM
            Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:30 PM
              Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:32 PM
                Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:34 PM
                  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:37 PM
                    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:41 PM
                      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-28-12, 07:19 AM
                        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي ahmed haneen08-28-12, 08:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de