حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 07:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2012, 08:17 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي

    مقدمة المؤلفة
    " نحن حزب المجاهرة لا المؤامرة. وحزب المثابرة لا المناورة"
    من أقوال المعلم عبد الرحيم الأمين هساي عن حزب الأمة
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد-
    إن تجمع سوبا الذي تم بقيادة السيد مبارك المهدي في الفترة ما بين 10-12 يوليو 2002م ليس مفاجئا ولا مدهشا، فقد مثل ذلك التجمع الحلقة الأخيرة من مسلسل عاشه الجميع داخل وخارج الحزب واطلع على حلقاته الأولى حتى الأخيرة/ مسلسل الاختراق والانسلاخ في حزب الأمة.. وقد ظل السيد مبارك وجماعته يثيرون مختلف القضايا التي تقدح في الحزب وكيان الأنصار، بصورة فيها تناقض مع بعضها وتدل على أنها لمجرد التجريح وليس وصولا لحق معين.. وذلك كضغط على الحزب لدفعه دفعا نحو خط المشاركة في السلطة بدون الضوابط المرضية للأجهزة القيادية وللقواعد، وللتخلص ممن لا يرغب بهم داخل الحزب. لذلك لم يكن مؤتمر سوبا 2002م معزولا عما قبله، فقد جاء نتيجة طبيعية لتبرم هذه الجماعة المعزولة داخل حزب الأمة بنهج الحزب الديمقراطي ورفضه المشاركة في السلطة بدون ضوابط.
    وأخيرا عقدت هذه الجماعة ما سمته "المؤتمر الاستثنائي لحزب الأمة من أجل الإصلاح والتجديد والتحديث". عقد "المؤتمر" بأرض المعسكرات بسوبا في الفترة ما بين 10 إلى 12 يوليو 2002م. تمت الدعوة لهذا المؤتمر بصورة تآمرية تباهى بها مخططه، وحاول تبريرها بمبررات واهية. وقد خرج التجمع بقرارات تنظيمية وسياسية اعتبر فيها نفسه حالا محل حزب الأمة. وقد أصدرت الناطقة الرسمية للحزب – الأستاذة سارة نقد الله- بتاريخ 10 يوليو بيانا أكدت فيه أن المشاركين في ذلك المحفل يعتبرون مقالين من مناصبهم بأجهزة الحزب القيادية. واعتبر الحزب أن أولئك لا زالوا أعضاء بالحزب، وسينظر في أمر عضويتهم المؤتمر العام للحزب المزمع انعقاده في 26 يناير 2003م. وقد أكد بيان الناطقة أيضا أن ما حدث اختراق للحزب من جهة خارجية، جاء في البيان: "في تاريخه الطويل تعرض حزب الأمة لإنشقاق واحد وعدد من الاختراقات، والفرق بينهما هو أن الإنشقاق إنطلق من عوامل ذاتية وخلافات داخلية وقد حدث مرة واحدة في عام 1966م. أما الاختراق فقد حدث في الماضي مرتين في ديسمبر 1951م بإسم الحزب الجمهوري الإشتراكي، وفي عام 1957م بإسم حزب التحرر، وكلاهما إختراق لأنه إستهدف قواعد حزب الأمة وإستند لدعم خارجي.. التجمع المسمي مؤتمر تداولي لحزب الأمة إجتماع يتم خارج الشرعية والنظام وهو مستهدف قواعد حزب الأمة لمصالح الآخرين". أكد البيان أيضا أن الاجتماع المشترك للمجلس القيادي والمكتب السياسي في يوم الإثنين 8/7/2002 قرر إعلان أن المؤتمر المذكور نشاط مخالف للشرعية ولنظام الحزب المتفق عليه والمشاركة فيه خروج علي الشرعية والنظام ورأي الجماعة، وأن المشاركة فيه من قبل الذين يحتلون مواقع سياسية أو تنفيذية تعتبر إستقالة من تلك المناصب. وأن أجهزة الحزب المعنية سوف تقوم بتعيين المسئولين الجدد في المواقع التي أخلاها أصحابها . كما نبه البيان كافة الأطراف الوطنية إلى أن هذا الإجتماع لا يمثل حزب الأمة وأن إستخدام إسم الحزب تزوير يجب ألا ينطلي علي أحد. ورجا من أعضاء السلك الدبلوماسي أخذ علم بهذا الإجتماع وعدم الإلتباس بأنه مؤتمر لحزب الأمة. وأكد أن حزب الأمة قد أوضح آلياته للإصلاح والتجديد في إطار الشرعية ولكن ما يحدث الآن يستخدم شعار الإصلاح والتجديد كلمة حق يراد بها دعم باطل المشاركة في السلطة دون المبادئ التي قررها حزب الأمة وأعلنها، فهي محاولة لإختراق قرارات حزب الأمة ويجب أن ترفض ويعلم القائمون بها أن حزب الأمة غير قابل للتدجين بهذه الوسائل وأنه سوف يحمي نظامه وقراراته المؤسسية الديمقراطية.
    لقد وقفت الصحافة السودانية بوعي ومسئولية تجاه هذه التصرفات التآمرية فقضية الديمقراطية لا تتجزأ وإدانة الأسلوب الإقصائي والانقلابي على مستوى الدولة تتطلب إدانته على المستوى الحزبي. مما يظهر أن شعارات تجمع سوبا لم تمر على أحد.
    لقد كنت إبان هذه الأحداث في موقع أتاح لي الاطلاع على الكثير من الحقائق التي غابت عن الكثيرين، وأجدني بطبيعتي الخاصة أميل إلى التوثيق ورصد المعلومات.. وقد رأيت بيدي مادة غزيرة صاحبت حادثة سوبا 2002م، ورأيت من المفيد جمعها وعرضها، وقد بذلت جهدا أقل في التحليل أو الرد على الحجج التي ساقتها جماعة الانسلاخ، أنتج كل ذلك هذا الكتاب.
    يتكون هذا الكتاب من جزئين: الجزء الأول (قراءة للحقائق) هو السفر الذي بين أيديكم وهو محاولة لتبيان الحقائق حول تصرفات تلك الجماعة الضائقة بالديمقراطية داخل الحزب منذ أكثر من عام (الفصل الأول)، وحقيقة تجمعهم في سوبا في منهجيته ومداولاته (الفصل الثاني)، وحقيقة اتفاقهم مع النظام (الفصل الثالث)، وحقيقة تنظيم حزب الأمة الحالي والذي أثاروا حوله الشكوك (الفصل الرابع). أيضا في الكتاب مناقشة للمرجعيات التي يسوقها الاختراق في هجومه وفي دفوعاته -وهي انشقاق الحزب في الستينيات من القرن العشرين، وانقسام المؤتمر الوطني مؤخرا (الفصل الخامس)- ثم نفرد فصلا خاصا بأهم الحجج للانسلاخ في سوبا (الفصل السادس).
    أما الجزء الثاني لكتاب الاختراق والانسلاخ في حزب الأمة بعنوان (مقالات ووثائق) فنفرده للمقالات الصحفية الرصينة التي صاحبت عملية الاختراق والانسلاخ في الحزب، وللوثائق من خطابات وبرقيات ومذكرات جاءت من مختلف جهات الدنيا وولايات السودان تبين موقفها من هذه الأحداث.حقا.. ألسنة الخلق أقلام الحق!.
    إننا لا نود من خلال هذا الكتاب بجزئيه "إعدام ميت" فغالب الرأي الموضوعي في السودان وقف لجانب حزب الأمة وشرعيته واستخف بسوبا وحلقاتها الأولى حتى الأخيرة، بل وهزئ منها كما لم يهزأ بمناسبة سياسية في الماضي القريب.. وعلى المغالط مثلا أن ينظر "كاراكاتيرات" كاروري وعز الدين..أو يقرأ الحاج وراق- عبد الحميد عوض- تاج السر شبو-د.صالح عبد القادر صالح- د.عبد اللطيف البوني-صلاح الدين عووضة-خالد فضل- حيدر المكاشفي- محمد المكي إبراهيم- محمد عبد السيد- وليقرأ نور الدين مدني- الطيب زين العابدين- عبد الله رزق- عبد الله آدم خاطر- محمد لطيف- لبنى أحمد حسين.. والقائمة لا تنتهي. وللأستاذ صلاح الدين عووضة مقالة خفيفة الظل تحدثت عما سماه "الحكمة الموسوية" في تثمين الكتابات التي وقفت تطبل لسوبا 2002م، إذ حكى عن زميل له كان يدرس الفلسفة اسمه موسى ولكنه يعتقد يقينا أن الحق يمكن معرفته عن طريق الرجال، فهناك نفر معين إذا تأكد موسى من اتفاقهم على موقف لتجنبه على الفور مهما بدا له حسنا في البداية!.. أكدت تلك المقالة أن كل الأسماء التي طبلت للإنقاذ ووقفت منافحة عنها هي عينها التي دافعت عن سوبا 2002م، وبالتالي فإن المقالات والأقلام التي كتبت لصالح ما حدث في سوبا على قلتها كانت تستبطن الوقوف لصالح الانخراط في الإنقاذ وإن أظهرت غير ذلك. وقد ضاعت تلك الظلمات بين أنوار الكتابات الكاشفة.
    .. نعم لقد "ماتت" سوبا أو ولدت ميتة، ونحن لا نفضحها –رغم موتها- تشفيا ولكن توثيقا للأجيال القادمة والتي ربما وقعت على بعض ما يشير له الاختراقيون بدون أن تكون تلك الأجيال قد اطلعت على دقائق ما يحدث.. وربما وجد الآن بعض ممن يجهلون حقيقة ما تم في سوبا وما سبقه وما تلاه، وهؤلاء سيكون هذا الكتاب مفيدا في عرض الصورة الحقيقية لسوبا أمامهم.. كما أن في الكتاب مساحة حتى لأولئك الذين تابعوا وأدركوا رداءة الإخراج المسرحي في سوبا- والإشارة هنا لمقال الأستاذ عبد الحميد عوض بعنوان "المسرحية التي لا تستحق جائزة"- وذلك لأننا اطلعنا على بعض الجوانب في تجمع سوبا لم تنقلها كاميرات التلفزيون، بل لقد كان ما نقل للجمهور على ركاكته، هو أكثر صور تجمع سوبا القابلة للعرض.. وسقطت الجوانب الأكثر تهافتا..
    وأخيرا، فإني حاولت جاهدة أن تبتعد لغة الكتاب من الحدة و القصور في تقبل الرأي الآخر. لقد تصرفت جماعة سوبا بشكل إقصائي وسطت على إرادتنا مزيفة لها وعلى شرعيتنا منتهكة لها وبذلك جعلت مسألة تقبل خطابهم بهدوء من أصعب الامتحانات في ضبط النفس. إن كثيرا من الشعارات والآراء التي رفعتها سوبا تستحق نقاشا هادئا، وكثير من اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي ومحمود ليكون التنوع قوة، ولا يظن أحد أن الهجوم على بعض تلك الأفكار من باب الاستهجان لها كأفكار، ولكن لأنها ارتبطت بمسرح سوبا الإقصائي في فلسفته وفي إخراجه.. لقد أشهرت جماعة سوبا السيوف وأغمدت الحجج والمداولات التي تقبل اختلاف الآراء وتدعو بالحسنى، لقد أرادوا قبرنا أحياء لا لشيء إلا لأننا اختلفنا في الرأي، إنني من أحرص الناس ألا يتجاوز الجدل السياسي حدود الهدوء ولا يدلف إلى الطحان، ففي أي طحان بيننا كسودانيين لا يسقط إلا الأحباب ولا يطعن إلا الوطن.. لقد حاولت جهدي أن أخرج من لغة الطحان، وحاولت جهدي أن أناقش وأعرض وأحلل بهدوء، فإن كنت تجاوزت هدفي، فإن البادئ أظلم!. وقد قال عز وجل: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم".
    بقي أن أذكر أن هذا الكتاب ليس صنع يدي خالصا.. إنه مكون من العديد من الأدبيات الخاصة بالحزب وبرئيسه والتي صدرت في تواريخ ومناسبات مختلفة، علاوة على بعض المقالات الصحفية خاصة مقال الدكتور عبد الرحمن الغالي رئيس قسم الدراسات والبحوث بالحزب بعنوان: قراءة هادئة في مسألة السيد مبارك.. لقد قمت بتجميع تلك الأدبيات وإعادة تبويبها. كما حاولت عرض مناشط مؤتمر سوبا وتحليلها والرد على الحجج التي سيقت.
    وقد ساعدني في تتبع كل مناشط سوبا عن قرب أعين حضرت سوبا ونقلت بدقة المسرحية التي تريد القضاء على الحزب، ولكن هيهات.
    أجزاء كبيرة من الكتاب إذن هي في الحقيقة بيد أقلام اقتت عليها. أما ما ذهب إليه الانسلاخيون من أن الكتاب بيد والدي فأمر عجب، ذلك أن قلمي ليس جديدا على القارئ السوداني وأحسب أن نفسي في الكتابة يبدو للمتابعين ولو قلوا. وإنني لأتوق أن يكون هناك وجه شبه بين القلمين – قلمي وقلم والدي- وهو أمر بعيد المنال، فلو صح أنني أصبت شيئا من نفس قلمه بالوراثة ثم بالتدريب على طول فترة عملي معه، فإن بحار العلم التي يقتات منها قلمه تحتاج لمجهودات جبارة في الإطلاع والمتابعة لم يتح لي بذلها، والأبعد من ذلك أن أسلوب التناول والاهتمام بأمر سوبا يختلف.. إنني أعترف أنني اضطررت لبعض تقاصر حتى أفحص ثنايا تلك المساقط السوبوية، ومن يهتم بفحص الوحل يتلطخ. فهل يحلمون أن يأتي ذلك من السيد الصادق؟ وأنا اشهد أنه كان طيلة اهتمامي بأمر هؤلاء الجماعة منذ الهجمة الصحافية في يناير 2002م وحتى الآن ينصحني وينصح جميع من هم حوله قائلا: انصرفوا للأمور الجسام ولا تهتموا بصغائر الأمور، ما هذه إلا زوبعة في فنجان!.. صحيح أنه استحسن فكرة الكتاب حينما عرضت عليه المسودة الأولى، ونصحني ببذل مزيد من الجهد لفحص أدبيات سوبا وتحليل محتواها، كما علق على المسودة بما يفيد الابتعاد عن أي حدة أو هتر. وقد شجعني على التوثيق الدقيق لما حدث والرد على الحجج والمغالطات، ولم يكن ذلك أبدا من باب الاهتمام بصغائر سوبا 2002م وتتبع هفواتهم و"آدابهم". ولكنني ربما كانت تستهويني أساليب القص من حين لآخر، كما وجدت متعة حقيقية في المقارنات التي مهما كانت دقيقة فسيلحقها البعد الكاريكاتيري.. إنني لست من أهل الطرفة ولا الدعابة غير أنني أصبت طرفا من ذلك في مجرد الوصف!.. وكان أمتع شيء متابعة أطراف الشعر في سوبا 2002م، والتهام ردود الفعل من شعراء الحزب الفحول.. مع أن الوقت لم يسعفني كثيرا للحصول على كل ما قيل أو تفريغ القصائد المصورة بالفيديو من مختلف الزيارات والوفود. لقد قيل لي ما لزوم الشعر في كتاب كهذا؟ وأقول.. كيف يحتمل الحديث عن الاختراق والانسلاخ صرفا وهو ليس فيه شيء كثير يغني العقل ولا الوجدان وقد بان للغالبية وباخ طعم فضحه.. كيف يمكن متابعة ذلك لو لم يمزج ببعض الشعر حتى تحمله هذه "الأرض الشاعرة"؟.
    لقد ساعدني في مراجعة وتنقيح هذا الكتاب الحبيبتان رشا عوض وإيمان الخواض، فجزاهما الله عني كل خير.. فقد ساعدتا بذلك أن يكون الكتاب الأول في موضوع حادثة سوبا نسويا في نصه ومراجعته، في بلاد بل عالم يأتي الصوت النسوي فيه بعد الرجال.
    لقد كان كثير ممن يتابعون الأحداث داخل حزب الأمة يسألون عن حقيقة ما حدث، وتفاصيل سوبا 2002م، ومقارنة حادثة سوبا بانشقاق الستينيات وبما حدث للمؤتمر الوطني، وحقيقة التنظيم المرحلي للحزب، وغيره مما تطرق له الكتاب، ولذلك فقد حرصت حالما فرغت من مسودة هذا الكتاب أن يملك للقارئ السوداني، فوزعت نسخا من مسودة الكتاب الأولى للصحف الوطنية، وقد تكرمت بنشره صحف الأيام، والصحافة، وأخبار اليوم، ولا زالت توالي نشره. وقد يلاحظ من تابع نشر الكتاب في الصحف المذكورة بعض الفرق بين ما نشر وبين النص الحالي، فقد تسلمت بعض التعليقات، كما راجعت النص قدر استطاعتي نفيا للحدة التي قفزت من قلمي من وقت لآخر دون قصد. وقد استفدت من بين تعليقات الأحباب بالدرجة الأولى من إفادات الحبيبين محمد عبد الباقي (أبو ظبي) وعبد الله الصادق (بريطانيا)، وهذان الاسمان يمثلان قمما للعطاء والهمة في حزب الأمة سعدت بالتعامل معهما في فترة "الإنقاذ" المرة، كما امتد فيضهما حتى بعد الانفتاح السياسي النسبي الأخير. عرفت الأولي وصوته الجهوري عبر خطوط التلفون كما تعمقت معرفتي بالثاني –وهو قريبي رحما- عبر الإنترنت، والمثل الذي يقول: رب أخ لك لم تلده أمك، يمكن تحويره اليوم ليصير: رب أخ لك لم تلقه رأي العين!.. إن حزبنا يضج بمثل هذه المعادن الصلبة، رجال ونساء يعملون في صمت وخفاء، نفع الله بهم البلاد وكثر من أمثالهم. آمين.
    ولكن الشكر الذي لا يحد هو للعم الحبيب السيد صلاح إبراهيم أحمد، والسيد محمد عبد السيد.. فهذان ما فتئا يشجعان قلمي منذ بداياته الأولى، وكنت ما نشرت مقالا أو كتبت عمودا إلا علق الواحد منهما عليه بشيء مراجعا أو مؤيدا أو مضيفا، ولكم هي منة رعاية المخضرمين للمحدثين أو المختصين للهواة.. من ذلك نصائح العم صلاح لي فيما عرضت وداخلت خاصة نقاشي في مقالات مطولة لكتاب الدكتور عبد الله علي إبراهيم "الإرهاق الخلاق"، ومقالاتي حول تعليق الدكتور عبد الوهاب الأفندي بشأن كتاب السفير الأمريكي الأسبق نورمان أندرسون عن السودان.. لقد كانت لتلك التعليقات أبلغ الأثر في نفسي المتسائلة حول جدوى مواصلة مشوار الكتابة المضني الآكل للوقت والجهد، فحسب الكتابة أنها تفتح أبوابا من المعرفة والود وتبادل الآراء مع متعاطي الفكر بجدية.. ولأن العطاء يغري بالسؤال، فإنني حينما فرغت من مسودة الكتاب وأشكلت علي مسألة تمويل طباعة الكتاب اتجهت للأول، والذي تكفل بالجزء الأكبر منه بأريحيته العامرة، ندعو الله له الحفظ والسداد- آمين.. واتجهت للثاني طالبة التصدير للكتاب، والذي لم يبخل علي به جزاه الله عني كل الخير.. ومثلما أن التمويل أساسي لأي عمل ضرورة الهواء والماء للحيوان، فإن الدعم المعنوي والرفد الفكري ضروري لأي قلم.. لقد داخل السيد محمد عبد السيد عمودي الأسبوعي الذي كنت أكتبه في جريدة "الصحافي الدولي" وكان ذلك حول "جمال المرأة السودانية والثمن الباهظ".. والآن نحن بصدد موضوع مختلف تماما، ولغة مغايرة جدا.. ويظل أهل العطاء لقلمي من تعودوه. ولا أقدر على سداد العرفان الواجب.
    وأخيرا فإنني أرجو أن أكون قد ساعدت في إلقاء الضوء على أحد جوانب "التدافع" في أكبر حزب سوداني، دفعا لمسيرة التوثيق في السياسة السودانية وإثراء للحوارات السياسية الجارية.
    والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء السبيل..
    رباح الصادق
    أم درمان في أغسطس 2002م
                  

العنوان الكاتب Date
حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:17 PM
  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:19 PM
    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:21 PM
      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:22 PM
        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:24 PM
          Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:26 PM
            Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:30 PM
              Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:32 PM
                Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:34 PM
                  Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:37 PM
                    Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-27-12, 08:41 PM
                      Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي عمر عبد الله فضل المولى08-28-12, 07:19 AM
                        Re: حتى لا ننسى.. الاختــراق والانســلاخ في حــزب الأمــة القـــومي ahmed haneen08-28-12, 08:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de