|
Re: جـلـدونـــا وكـــده !!! (Re: فيصل محمد خليل)
|
كـلـمــــة الـمـيــــــدان
أين ذهبت الأموال المخصصة لدرء الأمطار والسيول Saturday, August 4th, 2012 الأحداث المأساوية التي وقعت في العديد من ولايات السودان بسبب الأمطار والسيول وعلى رأسها كتم والشوك والقضارف وامبدة وغيرها، تؤكد كم يعاني المواطنون في مختلف الولايات بما فيها ولاية الخرطوم من تصريف المياه حتى في شوارع الخرطوم المسفلته. توضح ذلك بجلاء ميزانية 2012م. فالمركز يستأثر بنحو 71.2% من جملة المصروفات بينما يمثل التحويل للولايات جميعها 28.8% فقط. وهي نسبة تتضاءل عاما بعد الأخر. في موازنة 2011م بلغ نصيب الولايات 39.8% بينما كان في عام 2010 48.2% وهذا يؤكد إن مركز السلطة في حالة عجز نصيبه ينهش من أنصبة المواطنين في الولايات. رغم علمنا المسبق بأن الأموال التي تذهب للولايات على ضألتها تصرف أقل القليل منها على مواطني الولاية بما في ذلك نهب المخصصة لدرء الأمطار والسيول والخدمات الضرورية المختلفة.
وماحدث في الولايات التي ذكرناه ومالم يرد ذكره في أجهزة الإعلام المختلفة من مآسي شمل جميع مدنها وأحيائها، هو انعكاس طبيعي لهذه القسمة الضيزىِ التي يستأثر فيها مركز السلطة وأجهزة قمعه المختلفة بأكثر من ثلاثة أرباع الميزانية.
السؤال الذي يفرض نفسه بكل سخرية واستغراب: لماذا يتحول حفر المجاري والمصارف إلى بند سنوي للسرقة والنهب، ولا تبنى المصارف بشكل دائم قوي حتى لا يتكرر دمار المساكن ودور التعليم والخدمات الأخرى كل عام.
إن مأساة كتم التي دُمر فيها ألفا منزل من ثلاثة آلاف منزل تمثل كل المدينة وكذلك ما حدث في امبدة والشوك والقضارف وغيرها يجب التحقيق فيه لمعرفة أسبابه ليحاسب كل من تسبب فيه.
أبشع من ذلك، ورغم ماحدث من مآسي نجد إن هنالك أحياء لم تحفر فيها مصارف حتى الآن وتحاصرها مياه الأمطار وتمنعها من الخروج إلى العمل أو قضاء حوائج المعيشة اليومية، كما حدث في الدروشاب والسامراب وأم القرى و العديد من مدن واحياء العاصمة المختلفة وما حفر منها تمَّ بصورة عشوائية لتبرير النهب والسرقة السنوية المخصصة لوقاية الأحياء من الأمطار والسيول.
إننا نطالب بتعويض كل من حدثت له اضرار بسبب دمار منازلهم وأتلاف ممتلكاتهم. كما نطالب بتشييد مصارف خرصانية دائمة بدل الحفر السنوي للمجاري، وتقديم كل المسؤولين عن هذا الدمار إلى المحاسبة والمحاكمة العادلة. إن الحكومة هي المسؤول الأول عن كل هذا الدمار الذي حدث والأرواح التي ازهقت. وهذا يؤكد إن لا خلاص من كل هذه الفواجع إلا بذهاب هذا النظام.
|
|
|
|
|
|
|
|
|