|
جـلـدونـــا وكـــده !!!
|
جـلـدونـــا وكـــده !!!
يوم الثلاثاء الماضي قتل متظاهرون في نيالا بالرصاص الحي ، بينما كانوا يحتجون سلمياً على غلاء الأسعار ونقص الوقود وشظف الحياة ، ورغم نفي الشرطة إطلاقها للرصاص الحي في بيان لها، إلا أنها أشارت إلى أنها كانت في حالة دفاع عن النفس ، وقال والي الولاية في بيان لاحق إن جهة مجهولة أطلقت الرصاص على المتظاهرين ، ولكنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها ناس عاديون كل ذنبهم أنهم عبروا عن مطالبهم في الشارع العام دون أن يحملوا في أيديهم أي عصاية أو ( فرع نيماية).
ويوم الأربعاء ساعة فطور رمضان هجم ربّاطة كانوا ( لابدين ) في دار المحامين بالخرطوم على مجموعة من تحالف المحامين كانت تتناول طعام الإفطار بالدار وهو تقليد سنوي عادي ، ولكن الإتحاد ( الحكومي ) رأي غير ذلك فأتت عصابة السيخ ودارت معركة غير متكافئة جرح فيها من جرح وكادت أن تكون مجزرة . وعندما قابلت صديقي محمود المحامي ( في الليلة ديك ) أجابني ساخراً : جلدونا وكده ، على وزن قصة بائع الباسطة بعطبرة ،
وليلة الأربعاء نفسها هطلت أمطار غزيرة بالخرطوم وشوهدت عربات الدفاع المدني تهرع إلى كافوري لشطف المياه من حول القصور الفارهة، بينما كان ناس الدروشاب والسامراب يخوضون الوحل خارج بيوتهم التي تساقطت بفعل المياه المحيطة بها .
وفي يوم الخميس اجتمع مجلس الوزراء ليناقش تقريراً عن الخصخصة خلال العشرين عاماً الماضية جاء فيه أن عدد المؤسسات التي صفيت أو بيعت بلغت 93 مؤسسة أن عائدات البيع بلغت 840 مليون وأن الخسائر التي كانت تمني بها تلك المؤسسات كانت 960 مليون ، وفي ختام الاجتماع قرر المجلس مواصلة برنامج الخصخصة باعتبارها منهجاً لإصلاح الاقتصاد الكلي.
ومع غياب الأحداث المهمة عن اجتماع مجلس الوزراء ، فإن تقييم الخصخصة اللعينة لا يكون على هذا النحو( الفطير ) ، فهل من إجابة على السؤال الذي يقول برغم الخصخصة وتوفير كل إمكانات الدولة للقطاع الخاص كم حصة هذا القطاع في توليد الناتج المحلي الإجمالي ؟ وكم حصته في تشغيل القوى العاملة في البلاد ؟ وكم حصته في تكوين الرأسمال الثابت ؟
إلى حين الإجابة على هذه الأسئلة فإن اجتماعات مجلس وزراء حكومة القاعدة العريضة التي تضم المؤتمر الوطني والاتحادي جناح مولانا وباقي أحزاب تمومة الجرتق لا تهم معظم الشعب السوداني الذي يعاني ويعاني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|