|
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " (Re: عبدالله الشقليني)
|
(9) عند رحيله عام 1991 م رثاه البروفيسور " علي المك " ، ونقتطف بعضاً من خطابه المُرتجل:
{ رأيت الذين درسوا على يديه . قلّ بعض أولئك ، فالكل مستحيل قدومه لمثل ذلك الوداع . منهم من غيبه الموت ومنهم من قعد لا يستطيع حراكاً ومنهم من تنازحت بهم الأوطان . رأيت قسماً من طلابه ، وعارفي علمه . ألوفاً كانوا . هطلت عمائمهم وجلابيبهم البيضاء بلون الفجيعة على مدافن البكري بأم درمان. ربما في غفلة وفي تفريط نودع أناساً ، رجالاً كانوا عِمد هذا الوطن ، ولفرط ما منح أولئك حياتنا من ظل وريف وراحة فكر ، ونعيم علم ، نظن أن ظلالهم التي منعت شمس الجهالة أن تطل علينا ، باقية لن تزول . وكنا واهمين . أولئك قوم أدوا رسالتهم وعلمونا أن نقوى وأن نشتدّ فكراً ساعداً وثبات قلب ، بصورة أدق : خلفوا علينا عبئاً ، ظنوا أننا خليقين بحمله والسير به وتسليمه لأجيال في سباق مبادلة مع زمان هو عدو مبين ، جمّ الترصُد ، ولكنا كنا دائماً نطلب عونهم ونبكي زمانهم. علمونا فأخفقنا كثير أحيان . عادوا يصلحون من شأننا ،فسقط جلنا دون أن يبلغ المرام . صارعوا الاستعمار والظلم ، فصارعنا أنفسنا ونسينا الوطن !. كنا نأتي دار "العبادي " أيام الاجازات من مدرسة وادي سيدنا الثانوية ومن الجامعة .وكما ألفته سنين طويلات ، كان مهيباً جليل الخُطى . هو هو . رصانة ووقاراً. منذ أن كنا نحضر إلى البيت في ذلك الحي القريب من دارنا . حي قديم ودار قديمة . زقاق يفضي إلى "حِلة المغاربة" وهي رغم أن الناس قد اصطفوا لها اسماً ، قنُعت به وأعجبها لونه . زقاق واحد لا يزيد . يمتد متعرجاً . خيرانه أخاديد وحصاه لهبْ . يرقد من الشمال إلى الجنوب . ثم ينفذ ضلع من أضلاعه يبلغ الشرق ،يقود الأعمى والبصير والمريض والسليم إلى جامع " خضر النحاس ". والشارع مكان الزفّة إلى مطالع رمضان تهفو وإلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وطريق الناس إلى المعالي. وأم درمان كلمتني أنها تفاخر به البلدان والأمم . حزن فريد .أكاد أعرف الحصى ولون الإسفلت في الشارع وشروخه وأعرف وفاءه ينقل المظاهرات الملتهبة إلى الجمعية التشريعية ، وبأعين الطفولة قبلها رأينا جنودنا العائدين من حرب الفاشية في الصحراء الغربية وغيرها ، ولم تتبدل به الحركة ولا وفاء للناس يحملهم من أبوروف إلى السوق . ومن السوق إلى الهجرة والنهر .. وكشة العصاصير هناك ، وصانعوا الحلوى والسروجي ، و"سبيل نايل" والترام يسرع مخادعاً ، يهدئ روع نفسه ومن أنفاسه المبهورات ، يلتقطها . بأعين الترام أرى " سبيل نايل " لا هو محطة ولا هو سندة . وما للترام به شأن لأنه أقيم للسابلة وللظمأ اللاهب والعطش الحرّاق . أتحدث عن المعلم في الذين جاءوا بعده ودرسنا عليهم ما درسوا عليه . بذل لهم بُسط العلم ، وبذلوه لنا يتجدد فيهم ويشمخ . حين أتحدث عن المعلم " أحمد بشير عبادي " فإن الكلام كثير والكلام يجدي ولا يجدي أحياناً . فأي حديث يفي حين نواجه الأنهار والمعالم والمدن ؟}
انتهى المقتطف من خطاب الكاتب الماجد " علي المك " . *
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:31 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:32 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:34 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:36 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:37 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:45 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:49 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 03:54 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 04:35 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | NEWSUDANI | 07-26-12, 05:56 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | سلمى الشيخ سلامة | 07-26-12, 06:08 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | نزار يوسف محمد | 07-26-12, 06:28 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 10:23 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 08:54 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 08:45 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-26-12, 08:59 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | سلمى الشيخ سلامة | 07-26-12, 10:02 PM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-27-12, 10:41 AM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-27-12, 10:59 AM |
Re: المعلم " أحمد بشير عبادي " | عبدالله الشقليني | 07-28-12, 09:21 AM |
|
|
|