|
Re: المحكمة الجنائية الدوليةوالافلات من العقاب/ الاستاذ محمد حسين موسي (Re: Abdalla aidros)
|
اظهر التفاف الولايات الامريكية المتحدة حول المحكمة من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية مع بعض البلدان لتجنب اخضاع رعاياها لهذه المحكمة اذا ما ارتكبوا جرائم تقع تحت سلطة المحكمة و الجدير بالذكر ان امريكا دعمت الجهود الدبلوماسية لصياغة نظام روما لكنها لم توقع عليه و هذا يدل على ان العدالة الدولية فقدت قيمتها كمبدأ نبيل يجب ان تسعى كل الدول على تحقيقه و صار ذا قيمة سياسية مرتبطة بمصالح تسعى بعض الدول للالتفاف حوله او تفسره حسب مواقفها السياسية و المصلحية من القضايا المعروضة فتجد ان الولايات المتحدة دعمت قرارات مجلس الامن التى بموجبها احالت قضية دارفور و ليبيا للمحكمة و رفضت مبدا النقاش حول الجرائم التى ارتكبت فى غزة و فى سجن ابو غريب .
كذلك عدم وجود آلية و قدرة للمحكمة تمكنها من تنفيذ اومر التوقيف التى تصدرها جعلها تعتمد فقط على تعاون الدول الموقعة و الغير موقعة و هذا يجعل منه امر مرتبط بمبدأ التزام الدولة المطالبة بالقبض على متهم ما و موقفها من القضية و البعد السياسي لهذا القبض و مدى تأثر مصالحها الخارجية بالتنفيذ او عدمه فهذا العجز جعل كثير من المتهمين فارين حتى الان فمثلا كينيا و تشاد موقعتان على نظام روما لكنهما لم تنفذا امر التوقيف الصادر بشان الرئيس السودانى عندما زار اراضيهما و الصين دولة ضمن الاعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الامن و لها حق النقض لكنها استقبلت الرئيس السودانى بكل حفاوة و ترحاب فيكون بهذا انهزم مجلس الامن من قبل دولة ضمن اعضاءه الدائمين و هذا السلوك يشجع كثير من الدول ان تتمرد على النظام حال ما يتعارض مع سياستها و مصالحها الخارجية مما يجعل عدم تحرير مبدأ العدالة من المصالح السياسية الدولية يحولها إلي اداة لمحاكمة الضعفاء الذين ليس لهم دعم من دول النفوذ و يجعل كثير من المجرمين الخطيرين احرار او قد يتحولوا الى ابطال بسبب تضارب المصالح الدولية و عجز المحكمة فى الوصول الى الجناة و محاصرتهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|