عاجل :الآن التوقيع على وثيقة البديل الديمقراطي لقوى الإجماع الوطني..

Quote: كلمة رئيسة(حق) في ندوة البديل: وقعنا على الوثيقة ولكنها ليست كافية! الحضور الكريم مساء الخير والسلام عليكم اسمحوا لي في البداية أن أحيي انتفاضة الشعب المجيدة والتي بدأت في يونيو الماضي ولا زالت مستمرة. اسمحوا لي أن أحيي جميع المعتقلين فرداً فرداً في كل مدن وأصقاع السودان، وأن أقف إجلالاً لبسالتهن وبسالتهم، وأن أؤكد أننا في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) لن نألو جهداً، ولن يهدأ لنا بال أو يغمض لنا جفن حتى يتم إطلاق سراحهن وسراحهم جميعاً. لقد حاول النظام بكل قوته وجهده أن يوقف هذه الانتفاضة وأن يطفئها في مهدها، ولكنه رغم كل القمع والإرهاب لم يستطع. لقد انطلقت المظاهرات في الخرطوم وفي امدرمان وبحري وكل أحياء ومدن العاصمة القومية وفي الجزيرة في مدني والحصاحيصا وفي الشرق في كسلا والقضارف وبورتسودان وفي الأبيض في الغرب .. لقد انتظمت كل أقاليم السودان. لقد كسر الشعب السوداني حاجز الخوف، ولن يتراجع. قد تهدأ هذه الانتفاضة بعض الشيء .. بعض الوقت.. ولكنها ستندلع من جديد أكثر قوة وضراوة .. وستظل هكذا .. لأن الثورة لا تسير في خط واحد .. وإنما تتقدم وتتراجع .. تتصاعد وتهبط .. تشتعل ثم تخبو وميضاً تحت الرماد .. إلى أن تصل إلى اللحظة الحاسمة .. نحن على ثقة تامة بأن هذا سيحدث، وبأننا سنصل إلى اللحظة الثورية الحاسمة .. قريباً .. للإطاحة النهائية بهذا النظام الدكتاتوري الفاشي الفاسد.. نحن على ثقة تامة من هذا .. لأن النظام لم يعد لديه مساحة للمناورة .. أو للزوغان ناحية اليمين أو ناحية اليسار .. لم يعد أمام النظام إلا طريق واحد فقط، وهو طريق السقوط إلى الهاوية السحيقة. لأن الثورة باتت على الأبواب.. ولأن ذهاب هذا النظام لم يعد إلا مسألة وقت، فإن مسألة البديل تكتسب أهمية قصوى .. ولهذا لابد من معالجتها بقدر كبير من الجدية والصرامة والحساسية. اليوم قامت القوى المشاركة في تحالف قوى الإجماع الوطني بالتوقيع على ما سمي بوثيقة البديل الديمقراطي. لقد وقعنا على تلك الوثيقة، كغيرنا، ولكنها في رأينا ليست ولا تتضمن البديل المنشود.. إنها مجرد ترتيبات لإدارة الفترة الانتقالية. نعم هذه الترتيبات ضرورية، ولابد من الاتفاق عليها، حتى لا يحدث فراغ عند سقوط النظام، ولكنها ليست كافية. هذه الوثيقة خطوة للأمام ولكنها ليست كافية مطلقاً، وإن لم نتوخى الحرص ونتعامل مع الأمر بحساسية عالية فقد تكون لها آثار سلبية وخيمة. فقبل أيام، على سبيل المثال، في خضم التظاهرات الاحتجاجية التي عمت الخرطوم، وأنا أغادر بيتنا متوجهة لأحد اجتماعات قوى الإجماع، فاجأني أحد الجيران بقوله ".الناس فى شنو وانتو قاعدين تشوفوا ح تحكمونا كيف؟؟. ذلك القول لم يقتصر على جارنا فقط، وإنما كان يتردد على ألسنة الغالبية العظمى من الجماهير، وقد امتلأت به وفاضت صفحات الصحف ومنابر الراى . إذا كان ذلك هو تقسيم العمل الذي نود ترسيخه، أن تقوم القوى الشعبية والقوى الشبابية بالمظاهرات والاعتصامات والمواكب ومواجهة القمع والإرهاب .. بينما تكتفي القيادات السياسية في قوى الإجماع بصياغة البيانات والوثائق.. فذلك تقسيم مجحف. وإذا كانت تلك هي صورتنا لدى الشعب، صورة الانتهازي.. الذي ينتظر أن يقدم الآخرون التضحيات، وأن يحسموا له المعركة، ليتقدم هو في النهاية، وعلى أجساد الضحايا، لينهب الغنيمة.. إذا كانت تلك هي صورة المعارضة ممثلة في قيادات قوى الإجماع، فقد عزمنا مع هذا التوقيع فى قوى الاجماع على تبديل هذه الصورة. إن البديل لا يكون بصياغة ترتيبات الفترة الانتقالية وإنما يبدأ بتبديل تلك الصورة. إذا عجزنا عن تبديل صورتنا لدى الجماهير، فلن نستطيع تقديم البديل لتلك الجماهير.صحيح أن النظام يروج لتلك الصورة، ليدق اسفيناً بين القوى السياسية والقوى الشبابية والشعبية، وإذا كنا في السابق لم نبذل جهداً لتغيير تلك الصورة، فلنجعل من توقيعنا على هذه الوثيقة بداية لطريق مختلف. إننا نحتاج إلى تلاحم قوي بين كل القوى الساعية لإسقاط نظام حزب المؤتمر الوطني، نحتاج إلى وحدة حقيقية بين قوى الإجماع وبين القوى الشبابية والقوى الطلابية والقوى الشعبية وتنظيمات الجماهير المهمشة في كل مكان. لقد هاجمت قوات الأمن دار حزبنا قبل فترة واعتقلت كل الحضور كما نهبت الدار استباقاً لندوة لتحالف شبابي، أعقب ذلك قيامها بغزو دور أحزاب أخرى انتهاء بإصدار الأوامر لحزب الأمة بإيقاف النشاط الجماهيري داخل داره، كل ذلك في انتهاك صريح للقوانين، ولهامش الحرية الواطئ أصلاً. ولكن أحزابنا جميعاً رفضت تلك الإجراءات وقاومتها وفرضت إرادتها وواصلت ممارسة نشاطها في تحد جريء لقوات الأمن. هذا هو المنهج الذي يجب أن نقدمه لشعبنا وهذا هو الطريق الذي يجب أن نعبده لتسير عليه القوى الشعبية والشبابية حتى إسقاط النظام. بذات القدر، ولكي تكون وثيقة "البديل الديمقراطي" اسماً على مسمى، فينبغي أن تصحبها خطة عمل واضحة لقوى الإجماع لإسقاط النظام.. لا يمكننا أن نقفز إلى ترتيبات الفترة الانتقالية دون أن نتحدث عن، بل دون أن تكون لنا خطة واضحة عملية لإسقاط النظام، وإلا كان ذلك هروباً للأمام. حينما أتحدث عن إعداد وصياغة خطة عمل، فلا أتحدث عن خطة نصيغها نحن لينفذها الآخرون، وإنما أتحدث عن خطة نضعها نحن.. وننفذها نحن في قوى الإجماع .. بمسئوليات وواجبات والتزامات محددة. فقط بمثل هذه الخطة التي تضعنا في وسط الجماهير وفي صفوفها يمكن لوثيقة البديل الديمقراطي أن تكون مقبولة ومقنعة وملهمة... فقط عندما يجدنا الشعب في مقدمة الصفوف سيحترمنا، وسيحترم البديل الذي نقدمه. البديل القادم لا يستمد قوته من ماهو مكتوب فى الورق من كلمات قوية وبراقة بل يستمد قوته من الاجماع حوله والتفاف واتفاق كل القوى المعارضة ، والفصائل المسلحة ، والشباب ، والطلاب ، والتنظيمات الجماهيرية ، والشعب فى كل مكان ، حوله . لقد دعيت لهذه الندوة للحديث عن ملامح البديل، ما أود أن أقوله في النهاية أن البديل سيأتي وفيه كل جيناتنا، سيأتي وهو يحمل كل ملامحنا وقسماتنا. إذا كنا أقوياء .. فسيأتي البديل قوياً، وإذا كنا ضعفاء فسيأتي ضعيفاً. إذا كنا واضحين .. فسيأتي البديل واضحاً، وإذا كنا باهتين فسيأتي باهتاً. إذا كنا أسوياء فسيأتي سوياً، وإذا كنا شائهين فسيأتي شائهاً. إذا كنا أصحاء فسيأتي صحيحاً معافى، وإذا كنا مرضى وعاجزين فسيأتي مريضاً وعاجزاً.. وهكذا .. إذا أردنا أن نتعرف على البديل، فإن أسهل وأسرع طريقة هي أن ننظر إلى المرآة.