هذه هي ثـورة النسـاء

Quote: بقلم محمد عثمان الحاج هالني أن أقرأ أن تهمة فتاة فيديو الجلد حسبما ورد في موقع حكومي تتعلق بالتواجد في مكان دعارة وليست تهمة زنا، وازددت حزنا وغيظا، فلم يسبق لي أن قرأت في المصحف الشريف آية تنص على جلد من يتواجد في محل دعارة ولا قرأت حديثا يقول بجلد من يتواجد في محل دعارة. كيف يتم اثبات أن شخصا ما تواجد في محل دعارة؟ بالتجسس وتتبع عورات المسلمين المنهي عنه في الحديث الشريف؟ من أين أتوا بشريعتهم المنسوبة زورا وبهتانا للإسلام؟ دار حوار ساخن عبر الهاتف بيني وبين قريب لي من غلاة مؤيدي البشير حاول أن يبرئ فيه فرعون السودان بعذر أقبح من الذنب، فقد أخذ يصف لي ما شاهده من تفشي الفساد والانحلال بين شباب السودان وشاباته، كأنما قصد أن يقول أن الشعب السوداني في حقيقة ذاته شعب فاسد وأن المجتمع السوداني مجتمع منحل بطبعه، وأن فرعون السودان إنما هو بمثابة ملك من الملائكة أو نبي من الأنبياء يسعى لزرع الفضيلة في شعب ليست من طبعه الفضيلة! أي افتراء على الحق! نسي صاحبي أن فرعون السودان ظل يحكمنا بشريعة البغال والحمير كما قال سيدي الشيخ فرح ود تكتوك، المنسوبة زورا وبهتانا للإسلام، أكثر من واحد وعشرين عاما، وأن جيل الشباب الفاسد المنحل هذا إنما نشأ وترعرع وتربى معنويا ودينيا على مبادئ ما يسمى بثورة الإنقاذ الوطني وربيبتها التي سمت نفسها مؤخرا زورا وبهتانا الحركة الإسلامية في حكم شمولي جعل مثيله في بلاد أخرى ممن تربى في ظله يعبد رجالا مثل ماو وستالين بأشد مما عبد به الأبرار الواحد القهار، فهل أثمرت تربية الإنقاذ جيلا مؤمنا ملتزما؟ كلا، بل أصبح عدد الأطفال اللقطاء لدينا أكثر منهم في مملكة تايلاند البوذية التي تعتبر السياحة الجنسية مورد دخلها الرئيسي! إن كانت بيوت الدعارة انتشرت في السودان وإن كانت جامعات السودان تحولت لأماكن لتجمع العاهرات واصطفاف طلاب المتعة المحرمة فمن هو المسوؤل عن ذلك؟ من الذي حول حرائر السودان لعاهرات؟ أليس ذلك الذي طبق سياسة صندوق النقد الدولي بسحب الدعم عن السلع والخصخصة غير التدريجية وسحب دعم الدولة من التعليم والصحة تاركا جزءا كبيرا من سكان البلاد بلا دخل! أليس ذلك النظام الذي لايزيد إنفاقه عن التعليم والصحة على الخمسة في المائة إلا قليلا في حين ينفق على جيشه وشرطته ما يقارب السبعين بالمائة من موارد البلاد، والمعلوم أن بنود إنفاق الدفاع والأمن إنما هي بنود سرية لا يكشف عن تفاصيلها فيستمع المختلسون والسارقون باختلاسها بلا رقيب! ظل المجتمع السوداني لعدة قرون يتبنى منهج الإصلاح التربوي الصوفي الذي أنجب مدارس روحية صوفية تبعها حتى الخواجات فدخلوا على يدها الإسلام زرافات ووحدانا، فأتتنا الحركة الشيطانية التي سمت نفسها زورا وبهتانا إسلامية بنظرية التحول الإنقلابي في المجتمع زاعمة بأنها قادرة على تحويله لمجتمع الأطهار والأبرار ولكن هيهات أن يصمد بناء أسس على غير تقوى، فهل أتت تلك الحركة باجتهادات تربوية إسلامية تقابل بها تحديات العصر من انترنت وفضائيات تدعو للتحرر الجنسي الكامل؟ كلا وألف كلا، فمفكريها وعلمائها مشغولون باكتناز المال و بناء القصور والوصول للعدد الشرعي للزوجات أربعة كل منهن تصغر بسنين عمن سبقتها! إن كان السودان تحول لبيت دعارة كبير وعمه الفساد الأخلاقي فالحركة الإسلامية هي القواد الذي دفع شعبه في طريقة الرذيلة. الآن وقد فقدوا جزءا كبيرا من غنيمتهم بانفصال الجنوب فلن أتعجب إذا رجعوا لفقه ضرورتهم الذي حولهم لجواسيس لأجهزة مخابرات الدولة العظمى التي كانوا يتهمونها بأنها عدو الإسلام الأكبر ويدربون الشباب عسكريا بهتافات تهددها بالويل والثبور، لن أتعجب إذا أفتوا بأن هذا الوضع يبيح لهم التحول لمصدر دخل آخر هو السياحة الجنسية وأسسوا الشركات لاجتذاب طلاب المتعة من أقاصي الدنيا لينالوا غرضهم في السودان بأرخص الأسعار، لن أتعجب إذا جاهروا بتحويل السودان علنا لبيت دعارة كبير يكونوا هم قوادوه علنا بعد أن دفعوا الناس في طريق الرذيلة سرا ونفذوا خطة عبدة الشيطان في شعبه. ِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج : 10 والحمد لله الذي بشر كل من أكرهها فرعون وحركته الإسلامية الشيطانية على السير في طريق الرذيلة لتدفع مصاريف تعليمها أو سكنها وطعامها أو تربي أطفالها بمغفرة الله ورحمته وهو القائل جل وعلا: " ....... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 33 محمد عقمان الحاج