عفوا سادتي لقد انتزعت مني جنسيتي من قبل -رصيدي لا يسمح

Quote: الاخ محمد ابراهيم لمست اوتار حساسه وفترات مؤلمه في حياتنا ما زالت جراحها مفتوحه. دا موضوع يمس الملايين من ابناء وبنات السودان الشرفاء وتجاربهم المريره منذ بداية فترة عهد الانقاذ المشؤم التي اتت بالساحق والماحق على الوطن ومازالت تجرر في ويلاتها ودمارها له اليك غبينتي التي تشبه غبينتك و غباين الملايين المغلوبين على امرهم. تخرجت في النصف الاول من عام 1990 من جامعة الخرطوم كلية البيطره كانت امتحاناتي النهائيه اثناء الاحدات التي استشهدت فيها التايه وسليم و (...) وكانت احدى زميلاتي شاهد عيان على استشهاد سليم واذكر ان اخوته حضروا في داخلية البنات (البحيرات/شمبات) للاستفسار عن تفاصيل مقتل ابنهم فصحبتها ولم انسى منذ ذلك اليوم وحتى يومي هذا الالم واللوعه في وجوه اخوته وهم يستمعون لزميلتي تشرح لهم وهي تنتحب ما حدث لابنهم والجميع يبكي وينتحب في ذلك ال (reception ) وكنت نازله امتحان تاني يوم وطبعا رفضت ادارة الجامعه بقيادة مامون حميده مدير الجامعه (ما متاكده من المعلومه دي ! ) تاجيل الامتحانات بالرغم من الاحداث الداميه التي شهدتها الجامعه ومقتل ٣ طلاب عزل في الحرم الجامعي المهم خلصنا امتحانات واتخرجنا في جو حزين وكئيب وحذر وكان ان تقدمنا بعدها للجنة الاختيار مع العلم ان خريجي كلية البيطرة/جامعة الخرطوم كانوا يعينون حتى قبل ان يستلموا شهاداتهم وقبل ان يمتحنوا امتحانات الملاحق ان كانت لهم ملاحق لندرة البياطره في تلك الفترة (كليات البيطرة كانت في الخرطوم وجوبا فقط) واذكر عندما اعلنت الوظائف كان عددها اكثر من ٠١٢٠ كان المتقدمين حوالي ثمانين كلهم خريجي الخرطوم, منهم كم وعشرين خريجه (بنات) والبقيه خريجين (اولاد) فما كان من لجنة المعاينه الا ان اختارت كم واربعين من الدفعه طبعا الكيزان واتباعهم واتباع اتباعهم. ولم اكن من المحظوظين لا لذنب اغترفته سوى انني لم اعطي الكيزان صوتي في انتخابات الجمعيه البيطريه او الاتحاد طوال الخمسه سنين في الجامعه في الفتره من (٨٤-٨٩) مع العلم انني لم انتمي لاي تنظيم. لم يشفع لي انني يتيمه حيت توفى والدي وانا بالمتوسطه ولم يشفع لي ان والدتي الكريمه كانت موظفه بسيطه بالدوله عملت باخلاض وتفانئ ولعقود عده من عمر الزمان, كانت امي عائلي الوحيد انا و٨ من اخوتي واخواني في مراحل التعليم المختلفه وكانت تنتظر تخرجي وعملي بفارغ الصبر علني اعينها بعض الشي, ولم ولن انسى ما حييت نظرات الاحباط والهزيمه في وجهها الطيب عندما اخبرتها باني لم اتحصل على الوظيفه, لم يشفع لي انني كنت احدى طالبتين فقط دخلتا من تلك المدرسه وهي مدرسة البنات الوحيده في تلك المدينه, ولم ولم ولم . المضحك في الامر ان احدى زميلاتي من زوات الحظوه وهي دفعتي قد عينت في المستشفى البطري بمدينتنا وكنت انا اذهب كل يوم لاتدرب واشغل زمني فنشتغل نفس الشغل واخر الشهر هي تاخد مرتب وانا لا, المهم في تلك السنه لم استطع الحصول على وظيفة طبيبه بيطريه فقد حفظت باقي ال١٢٠ وظيفه للبياطره الكيزان من الخارج واستمرت نفس السياسه للعام البعدوا والبعدوا وهلم جرا, وصدقوا او لا تصدقوا ومن حينها وحتى الان لم امارس مهنة الطب البيطري فقد اخذتني دروب الحياة بعدها لنواحي شتى وقبل ان ادخل في تفاصيل لجنة الاختيار ونوعية اسئلتها خلوني اديكم فكره عن الخلفيه (الدينيه) والسياسيه بتاعتي, اولا انا اتربيت في بيت صوفي روحاني وديني, منذ فتحت عيناي على الدنيا وانا صلايه وقرايه للقران ومحبه للدين لله في الله كده بدون ترهيب او تخويف من احد وعندما سكنت في داخلية السنتر وفي الفترة الاولى فترة الاستقطاب العظمى للبرالمه من قبل التنظيمات المختلفه كان للكيزان نصيب الاسد في الاستحواز على اهتمامي لاستعدادي الديني الفطري وحتى تلك اللحظه لم اكن افهم في السياسه اي شي المهم حضرت عشرات حفلات التعارف الكيزانيه وذهبت لصلاة الصبح بانتظام في جامع الجامعه مع صديقاتي الجديدات الكوزات و كنت انا وصديقتي نلقي بتحية الاسلام من الداخليه ونحن نهرول نحو قاعة المحاضرات في كلية العلوم عشرات المرات في الصباح وكنا نتخيل كل ذلك الاهتمام وهذا الزخم لله في الله وفي خضم فرحتنا بحياة الجامعه وبالمجموعه الجديده (اخواتنا في الله) التي تعرفنا عليها وبالذات نحنا كنا فاقدين اهلنا (اصلنا بنات اقاليم) اتت انتخابات الاتحاد وحاولنا انا وصديقتي فهم بعض ما يدور في الحياه السياسه للجامعيه والتنظيمات وكنا بعد الاكاديميات دوما حضور للاركان/ندوات وهلم جرا... بعد مداولات ومشاورات مع صديقتي قررنا ان لا نصوت لصالح احد في تلك السنه وان ننتظرعام اخر في الجامعه حتى نفهم اكتر وبعدها نستطيع ان نختار على اساس سليم ولكن لله قرارنا هذا لم يعجب اصدقاؤنا الجدد الكيزان وحاولوا بشتى الطرق اقنعانا بان نصوت لهم وان (صوتنا امانه في عنقنا) وان لم نعطيهم صوتنا فان الله ن يرضى عنا والكثير من مقولاتهم الماثوره المعروفه للجميع في تلك الفتره. المهم نحنا كمان ركبنا راسنا وبكل براءه حاولنا نقنعهم بوجهة نظرنا, واتذكر وحتى الساعه حداشر في شارع النشاط بالقرب من حيطة اداب كانت احدى اعز صديقاتنا الكوزات تصر اننا نحصل ونصوت ليهم ونحنا نقول ليها العام الجاي انشاء الله, المهم هي شكلتها خلاص كرهتنا ليك جدا وبي ليلها داك قامت بالواجب وحدثت جميع معارفنا من الكوزات والكيزان وخلاص قروروا انو نحنا خارج رحتمتهم من تلك اللحظه ونحن لا نعلم شي , اها اليوم التاني من الصباح وبعفويه عاديه هاك (يا سلام عليكم) لكل اصحابنا وصحباتنا الكوزات المتعودين نطايبهم كل يوم في رحلتنا الصباحيه, ولخلعتنا وهجمتنا انا وصاحبتي مافي زول ولا زوله رد لينا تحية الاسلام لذلك اليوم او الايام البعديها, اهل الاسلام ماذا حصل ل (اذا حييتم بتحيه فحيوا باحسن منها) المهم الجماعه اصحابنا كان خلاص نبذونا وطلعونا شكلهم من المله في ليلة وضحاها وعشان ما صوتنا ليهم مع العلم اننا ما ادينا صوتنا لاي زول. المهم انا التجربه الصغيره دي وفي بداية حياتي الجامعيه وبحسي العفوي الديني كانت المقياس الذي قيمتهم به وكان الطلاق البائن بيني وبينهم منذ تلك اللحظه والي يومنا هذا ارجع للجنة الاختيار ونوعية الاسئله السالوني ليها ; اولا كنت من اوائل المتقدمين الدخلوا الانترفيو وبتذكر حاولنا مراجعة كتير من المواضيع في مجالنا التي كنا نعتبرها مهمه لمزاولة المهنه وقد يسالوننا عنها ولكن كانت مفاجاتي الكبرى ان كل الاسئله التي سئلت منها كانت جميعها اسئله دينيه ولم يكن هنالك سؤال واحد في مجال الطب البيطري ولكن كانت مفاجات لجنة الاختيار ايضا انني اعطيتهم الاجابه الصحيحه لكل الاسئله الدينيه ما عدا سؤال واحد لم استطع الاجابه عليه وكان عن احد احكام التجويد اتذكر من الاسئله سؤال عن الصورة التي تنصف القران, وعدد ايات سورة الكهف وقصة الرجل الصالح والكثير من الاسئله الدينية الاخرى, ولكن لم تشفع الاجابات الصحيحه حصولي على الوظيفه وطبعا نحنا كنا اول من طبقت عليه نوعية الاسئله اياها وبعدها اصبحت هي النورم وال standard interview questions لكل الوظائف المهنيه كيف يريد الكيزان ان ينصر الله حكومتهم وقد مارسوا شتى انواع الظلم على كل افراد الشعب السوداني ولمدة ٢٣ عاما (مالكم كيف تحكمون) (ومن يعمل مثقال زرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال زرة شرا يرى) كدي انسونا نحنا عديمين الوطنيه والدين ديل وانتظروا الجايكم من الله اللي طبعا ما ممكن تخدعوه, وانا شخصيا لن اعفو عن احد من البشير لاصغر مسؤل في الدوله عن كل الاضرار التي لحقت بي في فترتكم المشؤمه وقصاصي اريده يوم يكون الحكم لله تعالى الواحد الاحد (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ) ويوم ياتي البشير ونافع وعلي عثمان وغيرهم من بطانتهم بدون حاشيتهم وبدون امنهم ومليشياتهم, او كما قالى تعالى (واتانا اليوم فردا)