قائمة الشرف - شهداء هجليج

Quote: (الشهيد الباسم) مضت كوكبة الأخيار يتقدمهم الشهيد (محمد عبدالله التجاني) ، مضوا أطهاراً متوضئين لا يقف أمامهم واقف ، يخوضون المعركة ضد عدو غادر لئيم لا يعرف عهداً ولا ميثاق، يقف من ورائه عدو الأمة الإسلامية طالما ترك بصماته القذرة في حروب متكررة وعدوان ظالم علي العرب والمسلمين، طمعاً في مواردهم وخيراتهم، قاتلهم الله. كان الشهيد يسابق الزمن ويعد نفسه للشهادة ويتهيأ لها ، فقدم للأسرة في زمن قصير ما لم يقدمه غيره في زمن طويل. طموحاً سباقاً لفعل الخير لأنه كان علي موعد مع الشهادة التي نذر لها نفسه، يشهد له الجميع بحسن الخلق، وطيب المعشر والإخاء في الله، باسماً لا تفارقه الابتسامة الدائمة علي وجهه الصبوح الوضاء بنور الطاعة والعبادة فأحسبه ولا أزكيه علي الله إنه ( من السبعة الذين يظلهم الله ) فقد نشأ في عبادة الله وكان قلبه معلق بالمساجد، ثم تعلق قلبه بالجهاد والشهادة لأنه كان يعلم علم اليقين ما معني الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، فسعي سعي الرجال الصادقين المؤمنين برسالة الدين والوطن، فجعل همه الشهادة، فطلق الدنيا وزخرفها الزائل، ويمم وجهه شطر الدار الآخرة، دار الخلود والنعيم المقيم فعلم أن (سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله هي الجنة) فقدم روحه الطاهرة ثمناً للنصر في الدنيا وعربوناً لمهر الحور العين في الجنة. فأصبح مصدر فخر وإعتزاز للأسرة التي قدمته وهي مؤمنة راضية محتسبة ليظل أنموذجاً رائعاً لكل معاني التضحية والفداء والقيم والأخلاق التي كان يتحلى بها . وستظل سيرته العطرة شامخة شموخ هامته العالية المؤمنة برسالة العقيدة وقضية الوطن وهمومه، يتحدث بمآثره الجميع والتي كانت طي الكتمان حتي من أقرب الناس إليه فهذه من شيم السلف الصالح تحلي بها الشهيد. كانوا يخفون حسناتهم كما نخفي نحن سيئاتنا، كان بين الناس بجسده إلا أن روحه كانت هائمة معلقة بالملكوت الأعلي . إلي جنات الخلد (محمد الباسم) الراحل المقيم، الشهيد الحي . فروحك الطاهرة نحسبها علي بارق نهر الجنة (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) تنعم مع الشهداء في أعالي الغرف والجنان، فقد صدقت وصدقك الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } فموعدنا معك وقد شفعك الله فينا وقد فزت بتاج الوقار يتلألأ علي جبينك دليلاً علي شهادتك في سبيله . حكيمة إبراهيم (جدة الشهيد)