أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة إبراهيم حاج علي الزين(ebrahim_ali)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2004, 05:15 PM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً (Re: ebrahim_ali)

    بعض فوائد الاختلاف المقبول:
    وكما أسلفنا فإنه إذا التزمت حدود الاختلاف، وتأدب الناس بآدابه كان له بعض ‏الإيجابيات منها:
    ‏(أ ) أنه يتيح - إذا صدقت النوايا - التعرف على جميع الاحتمالات التي يمكن أن يكون ‏الدليل رمى إليها بوجه من وجوه الأدلة.
    ‏(ب ) وفي الاختلاف - بالوصف الذي ذكرناه - رياضة للأذهان، وتلاقح للآراء، وفتح ‏مجالات التفكير للوصول إلى سائر الافتراضات التي تستطيع العقول المختلفة الوصول إليها.
    ‏(ت ) تعدد الحلول أمام صاحب كل واقعة ليهتدي إلى الحل المناسب للوضع الذي هو فيه ‏بما يتناسب ويسر هذا الدين الذي يتعامل مع الناس من واقع حياتهم.
    تلك الفوائد وغيرها يمكن أن تتحقق إذا بقي الاختلاف ضمن الحدود والآداب التي يجب ‏الحرص عليها ومراعاتها، ولكنه إذا جاوز حدوده، ولم تراع آدابه فتحول إلى جدال ‏وشقاق كان ظاهرة سلبية سيئة العواقب تحدث شرخاً في الأمة - وفيها ما يكفيها - ‏فيتحول الاختلاف من ظاهرة بناء إلى معاول للهدم.
    أقســام الخــلاف من حيث الدوافـــع:
    ‏1 - خلاف أملاه الهوى: قد يكون الخلاف وليد رغبات نفسية لتحقيق غرض ذاتي أو ‏أمر شخصي، وقد يكون الدافع للخلاف رغبة التظاهر بالفهم أو العلم أو الفقه. وهذا ‏النوع من الخلاف مذموم بكل أشكاله، ومختلف صوره لأن حظ الهوى فيه غلب الحرص ‏على تحري الحق، والهوى لا يأتي بخير، فهو مطية الشيطان إلى الكفر، قال تعال:
    ‏((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رسولٌ بِما لا تهوى أنفسكُم استكْبرتُم فَفريقاً كذّبْتُم وفريقاً تقْتُلون )) ‏‏[البقرة:87] وبالهوى جانب العدل مَنْ جانبه من الظالمين.
    ‏((فَلا تتَّبِعوا الهوى أن تَعْدِلوا )) [النساء:135] وبالهوى ضل وانحرف الضالون
    ‏((قُلْ لا أتّبع أهْواءكُم قَدْ ضَلَلْتُ إذَنْ وما أنا مِن المُهْتدين )) [الأنعام:56] والهوى ضد ‏العلم ونقيضه، وغريم الحق، ورديف الفساد، وسبيل الضلال: ((وَلا تتَّبع الهوى فيُضِلَّك ‏عنْ سبيل الله )) [ص:26].
    ‏((وَلَوِ اتّبع الحقُّ أهْواءَهُم لفَسَدتِ السماواتُ والأرضُ ومَنْ فيهِنَّ )) [المؤمنون:71].
    ‏((وإِنَّ كَثِيراً ليُضِلُّون بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْم ٍ)) [الأنعام:119].
    وأنواع الهوى متعددة، وموارده متشعبة، وإن كانت في مجموعها ترجع إلى "هوى النفس ‏وحب الذات" فهذا الهوى منبت كثير من الأخطاء وحشد من الانحرافات، ولا يقع إنسان ‏في شباكه حتى يزين له كل ما من شأنه الانحراف عن الحق، والاسترسال في سبيل ‏الضلال، حتى يغدو الحق باطلاً والباطل حقاً والعياذ بالله. ويمكن رد خلاف أهل الملل ‏والنحل ودعاة البدع في دين الله تعالى إلى آفة الهوى، ومن نعم الله على عبده ورعايته - ‏سبحانه - أن يكشف له عن مدى ارتباط مذاهبه وأفكاره ومعتقداته بهوى نفسه، قبل أن ‏تهوي به في مزالق الضلال، حيث يضيء المولى - سبحانه - مشاعل الإيمان في قلبه ‏فتكشف زيف تلك المذاهب أو الأفكار أو المعتقدات ذلك لأن حسنها في نفسه لم يكن له ‏وجد حقيقي، بل هو وجود ذهني أو خيالي أو صوري صوره الهوى وزينه في النفس ولو ‏كان قبيحاً في واقعه، أو لا وجود له إلا في ذهن المبتلى به.
    ولاكتشاف تأثير الهوى في فكرة ما طرق كثيرة: بعضها خارجي، وبعضها ذاتي:
    ‏(أ) فالطرق الخارجية لاكتشاف أن الهوى وراء الفكرة -موضع الاختلاف- أن تكون ‏مناقضة لصريح الوحي من كتاب وسنة، ولا ينتظر ممن يزعم في نفسه الحرص على الحق ‏أن يلهث وراء فكرة تناقض كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
    ومما يكشف كون الفكرة وليدة الهوى: تصادمها مع مقتضيات العقول السليمة التي يقبل ‏الناس الاحتكام إليها، ففكرة تدعو إلى عبادة غير الله، أو تحكيم غير شريعته في حياة ‏الناس، وفكرة تدعو إلى إباحة الزنا، أو تزيين الكذب، أو تحض على التبذير لا يمكن أن ‏يكون لها مصدر غير الهوى، ولا يدعو لها إلاّ من بيد الشيطان زمامه.
    ‏(ب) أما الطرق الذاتية لاكتشاف ما إذا كان الهوى محضن الفكرة فتكون بنوع من التأمل ‏والتدبر في مصدر تلك الفكرة، ومساءلة النفس بصدق حول سبب تبنيها لتلك الفكرة ‏دون غيرها، وما تأثير الظروف المحيطة بصاحب الفكرة، ومدى ثباته عليها إن تبدلت؟ ‏وهل هناك من ضغوط وجهت المسار دونما شعور؟ ثم الغوص في أعماق الفكرة نفسها، ‏فإن كانت قلقة غير ثابتة، تتذبذب بين القوة والضعف تبعاً لمشاعر معينة، فاعلم أنها وليدة ‏الهوى ونزغ من الشيطان فاستعذ بالله السميع العليم، واحمده على أن بصّرك بالحقيقة قبل ‏أن يسلسل قيادك لهوى النفس.
    ‏2 - خلاف أمـــلاه الحـــق: قد يقل الخلاف دون أن يكون للنفس فيه حظ أو ‏للهوى عليه سلطان، فهذا خلاف أملاه الحق، ودفع إليه العلم، واقتضاه العقل، وفرضه ‏الإيمان، فمخالفة أهل الإيمان لأهل الكفر والشرك والنفاق خلاف واجب لا يمكن لمؤمن ‏مسلم أن يتخلى عنه، أو يدعو لإزالته لأنه خلاف سداه الإيمان ولحمته الحق.
    وكذلك اختلاف المسلم مع أهل العقائد الكافرة والملحدة، كاليهودية والنصرانية والوثنية ‏والشيوعية، ولكن الاختلاف مع أهل تلك الملل وهذه العقائد لا يمنع من الدعوة إلى إزالة ‏أسبابه بدخول الناس في دين الله أفواجاً وتخليهم عن دواعي الخلاف من الكفر والشرك ‏والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق والإلحاد والبدع والترويج للعقائد الهدامة.
    ‏3 - خــلاف يتردد بين المدح والذم، ولا يتمحض لأحدهما، وهو خلاف في أمور ‏فرعية تتردد أحكامها بين احتمالات متعددة يترجح بعضها على بعضها الآخر بمرجحات ‏وأسباب سنأتي على ذكرها - إن شاء الله - ومن أمثلة هذا التقسيم: اختلاف العلماء في ‏انتقاض الوضوء من الدم الخارج من الجرح، والقيء المتعمد، واختلافهم في حكم القراءة ‏خلف الإمام وقراءة البسملة قبل الفاتحة والجهر بـ "آمين " وغير ذلك من أمثلة تضيق عن ‏الحصر، وهذا النوع من الاختلاف مزلة الأقدام، إذ يمكن فيه أن يلتبس الهوى بالتقوى، ‏والعلم بالظن، والراجح بالمرجوح، والمردود بالمقبول، ولا سبيل إلى تحاشي الوقوع في تلك ‏المزالق إلا باتباع قواعد يحتكم إليها في الاختلاف، وضوابط تنظمه، وآداب تهيمن عليه، ‏وإلاّ تحول إلى شقاق وتنازع وفشل، وهبط المختلفان فيه عن مقام التقوى إلى درك الهوى، ‏وسادت الفوضى، وذر الشيطان قرنه.
    رأي العلماء في الاختلاف:
    ومع ما تقدم فإن العلماء قد حذروا من الاختلاف بكل أنواعه، وأكدوا على وجوب ‏اجتنابه.
    يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "الخلاف شر " (6)، وقال السبكي رحمه الله: "…إن ‏الرحمة تقتضي عدم الاختلاف، " قال تعالى: ((ولكنِ اخْتلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ ‏كَفَر… )) [البقرة:253]، وكذا السنة: قال عليه الصلاة والسلام: "إنما هلكت بنو ‏إسرائيل بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم "(7)، والآيات والأحاديث في ذلك ‏كثيرة، هذا وقد أدرج السبكي رحمه الله تحت النوع الثالث من الاختلاف (الذي يتردد ‏بين المدح والذم ) أقساماً ثلاثة، فقال: "…والاختلاف على ثلاثة أقسام، أحدهما في ‏الأصول، وهو المشار إليه في القرآن، ولا شك أنه بدعة وضلال. والثاني في الآراء ‏والحروب هو حرام أيضاً لما فيه من تضييع المصالح، والثالث في الفروع، كالاختلاف في ‏الحل والحرمة ونحوهما "( والذي قطع به أن الاتفاق فيه - أي: في الثالث خير من ‏الاختلاف.
    كما نبه رحمه الله إلى كلام ابن حزم في ذم الاختلاف في ذلك أيضاً، إذ لم يجعل ابن حزم ‏رحمه الله شيئاً من الاختلاف رحمة، بل اعتبره - كله - عذاباً.
    ويكفي لمعرفة أضرار الاختلاف وخطورته أن نبي الله هارون عليه السلام عدّ الاختلاف ‏أكبر خطراً، وأشد ضرراً من عبادة الأوثان. فحين صنع السامري لقومه عجلاً من الذهب ‏وقال لهم: ((هذا إلهُكُم وَ إلهُ مُوسى )) [طه:88] التزم جانب الصمت وبقي ينتظر أخاه ‏موسى عليه السلام، ولما وصل موسى ورأى القوم عاكفين على العجل وجه أشد اللوم إلى ‏أخيه، فما كان عذر أخيه إلا أن قال: ((يا ابن أمّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيتي ولا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ ‏أنْ تَقُولَ فرَّقْتَ بيْنَ بَنِي إسْرائيل وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي… )) [طه:94] فجعل من خوف ‏الفرقة والاختلاف بين قومه عذراً له في عدم التشديد في الإنكار، ومقاومة القوم ‏والانفصال عنهم حين لا ينفع الإنكار


    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً ebrahim_ali05-04-04, 05:05 PM
  Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً ebrahim_ali05-04-04, 05:12 PM
    Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً ebrahim_ali05-04-04, 05:15 PM
  Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً kamalabas05-04-04, 05:35 PM
    Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً HOPEFUL05-04-04, 05:57 PM
      Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً ebrahim_ali05-05-04, 04:39 PM
    Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً Sinnary05-05-04, 00:44 AM
    Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً ebrahim_ali05-05-04, 09:55 AM
  Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً Imad El amin05-04-04, 06:00 PM
  Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً Imad El amin05-04-04, 06:15 PM
  Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً Munir05-05-04, 00:18 AM
    Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً Abo Amna05-05-04, 07:42 AM
      Re: أدب الاختلاف .. التجاني المشرف ..نموذجاً المسافر05-05-04, 01:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de