(سيرة أمدرمانية) .... حمور محمد زيادة حمور ..... ملاحظات قارئ

Quote: رائحة العفن تفوح من كل صوب ، وأنين من الأجساد المتكدسة يسمعه الآن .. الذين اعتادوا لسعات الشمس علي جراحهم طوال النهار يفتقدونها مع الآلام التي تزحف عليهم . امرأة تصرخ في مكان ما .. لابد أن رجلها مات بين ليلة الأمس وهذه الليلة .. بطرف عينه يبصر الأشباح السوداء تتجمع في مجال رؤيته .. ربما كانوا رسل ملك الموت .. كان ملك الموت يأتي الناس عياناً حتى فقأ موسى عينه .. هو لم يمت بعد .. لكنه لا يعرف إن كان لا يزال حياً . الألم لم يعد موجوداً .. جراحه لم تلتئم بعد لكنه لا يشعر بالألم .. ربما تعوّده .. رجله اليسرى لا يحس فيها ألماً رغم أن خديجة قالت أن إصابتها بالغة .. هو في الحقيقة لا يحس رجله نفسها .. في النهار كانت الرمال تسلخ جلده علي مهل وثقة .. العرق الذي يكسوه كان ناراً تكوى جراحه وجلده المتسلخ . الآن ! والأرض تختلط بالسماء .. لم يعد يحس ألماً .