|
ما خفى أعظم (Re: حمور زيادة)
|
حمور
وفير التحايا وغزير التقدير
ذكرنى كتابك هنا، آخراً كنت قد حبرته هنا على جنبات المنبر قبل سنين عددا ذكرنى ب "العلم المخفى" تحت أقدام الناس هناك فى الخرطوم، وأشرت أنا اليه ضمنا بإسمه الساكسونى الأنقليكان، أو كما يسميه أهله "اليونيون جاك"
بحثت عن الموضوع ووجدته يربض بين ثنايا مستودعات أخينا بكرى ولتسمح لى بإيراد بعض منه كما هو هنا أدناه
Quote: الشارع هناك يحلق بعيداً، لكنه لا يتلظى بنار الشمس، ويوغل عميقاً، لكنه لا يعير إنتباهاً لبرودة الأعماق. أقدام الخلق أجنحة تلغى تماما لهف الخطوة لتتحول إلى مصارعة أسفلت الهواء الخطوات هناك لا تقنع بما ييسره التراب من موطئ حياة ميتة. ما الذى يجرى هناك إذا؟ فى قلب التيه المسيطر وفى ما يسيل من فم الوقت من إزدحام يغمر الزمان ولا يروض المكان. علىّ أن أسأل إذا وهذه الدروب تفضى بك إلى قلب ال "يونيون جاك" وللعجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يربض جسد "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم، أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده. أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا.
شارع "فيكتوريا" يفتح فمه من أمام القصر، وهو فى المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كان غوردون أو هوراشيو هربرت كتشنر أو جعفر محمد النميرى، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان يشبه فى طعمه شكل علبة السردين وفى وسطه مسلة قصيرة المعنى، تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد فى وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، فى الجهات الأربع أيضا، هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد. إذن تريدنى أن أصدق حديثك يا "معرى"، فليكن ذلك، وسأبدأ الآن فى تخفيف الوطء بذات الأقدام التى ما ملت التحليق، لكن المسافة الآن بين "أتينيه" و "الكلوزيوم" مثل المسافة بين أثينا وروما، والشقة بين "السانت جيمس" و "الرويال" تعادل ملايين السنوات الضوئية العجاف، فيا ايها المعرى، لا تحرجنى بتصديق كلامك، لا تحرجنى، فالخرطوم الآن قد إنتبذت أقصى ما فى المجرات الشائكة من أغوار، وبعد فم الرغبة عن كأس الأمل، المسافة الآن بين "خا" الخرطوم و"خا" الخضرة، تماما مثلها مثل تلك التى بين "جيم" الجنة و"جيم" الجحيم. ثم بمساء شتوى "لندنى" الملامح، يتلقفك شارع البرلمان، هو ايضا قصير النفس ولا تفتر الخطوات/الأجنحة من الغوص/التحليق فيه، هناك وأنت تيمم شطر الشرق منه، وفى وسط أخيلة النجيلة والنوافير الكسولة، بسطوا ساحة للشهداء، لم يخبرونا أى الشهداء هم، بل نصبوا فيها لإبنهم الغازى تمثالا ثم أزيل، وليتهم تركوه ليذكرنا بمعنى الإنتصار وطعم الهزيمة، لكى نتذكر دائما أن لا أحد يهزم أحدا، بل الناس هم الذين يهزمون أنفسَهم بأنفسِهم، فالهزيمة فعل داخلى بينما الإنتصار عمل خارجى. لو أردت أن تلون الغناء فى الخرطوم، فإنك فى حاجة الى كل الحدائق التى ترضى أن تهب ألوانها، فى حاجة الى كل الريح التى تنقل أنباء الأحزان وجميع الزغاريد التى تضمر الفرح لتنشره فوق أرض المساكين. لن ألوم الحبر حين يتوغل بعيدا فى دواة الدم، فأمام عتبات الإشتهاء تصلّى الشمس مواقيت الشروق، ولن أسير تحت سماء الواقع، فالخيال أرض تؤتى غرسها بشرا كانوا ومكانا يصارع تبريح التوهم ونوق الأخيلة. فالصورة أكبر من أن يحتويها إطار التراب الضوء فيها غامض وخجول، لكن رغما عنه وعنى، سوف أحمله تحت القلب من الخرطوم، إلى الخرطوم. ما النهر سوى طائر مسافر إسمه الحنين والبيوت دموع تيبست وتجمعت حولها أفواج "اللبخ" مواسية، المكان إكسير الحياة. ولكن ماذا تشبه هذه المدينة، هذه المدينة تحديداً، وبماذا يبشر القمر؟
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 09:56 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 09:59 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:02 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:04 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:07 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:09 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:10 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:13 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:15 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:17 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:19 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 10:21 AM |
ما خفى أعظم | أبوذر بابكر | 03-18-09, 10:32 AM |
Re: ما خفى أعظم | معتصم محمد صالح | 03-18-09, 10:49 AM |
Re: ما خفى أعظم | Salahaldeen Nadir | 03-18-09, 11:15 AM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 12:04 PM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 12:09 PM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | حمور زيادة | 03-18-09, 12:15 PM |
Re: الرموز المخفية في الخرطوم | Salahaldeen Nadir | 03-18-09, 12:26 PM |
Re: ما خفى أعظم | omer osman | 03-18-09, 12:11 PM |
Re: ما خفى أعظم | حمور زيادة | 03-18-09, 12:24 PM |
Re: ما خفى أعظم | حمور زيادة | 03-18-09, 01:05 PM |
Re: ما خفى أعظم | محمد عثمان الحاج | 03-18-09, 05:53 PM |
Re: ما خفى أعظم | عمار عبدالله عبدالرحمن | 03-18-09, 06:26 PM |
Re: ما خفى أعظم | محمد عثمان الحاج | 03-18-09, 07:02 PM |
Re: ما خفى أعظم | حمور زيادة | 03-19-09, 06:18 AM |
Re: ما خفى أعظم | حمور زيادة | 03-19-09, 06:21 AM |
Re: ما خفى أعظم | naeem ali | 03-22-09, 09:31 AM |
Re: ما خفى أعظم | محمد سنى دفع الله | 03-22-09, 10:00 AM |
Re: ما خفى أعظم | ود الخليفه | 03-22-09, 09:52 AM |
|
|
|