رفاق مصر .......... (الجزء السادس).

Quote: إبراهيم نُقد... حوار مع نَزَعات مروُّة (2-2) رشيد الخيون تاريخ النشر 25/03/2012 12:00 AM بدأ صاحب كتاب «النَّزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية» العلامة حسين مروَّة (اغتيل 1987)، حياته في الدِّراسة بالحوزة الدِّينية بالنَّجف، وكان مشروع عالم دين، حسب أمنيات أهله آل مروَّة في جبل العاملة، إلا أنه ترك عِمامته وأخذ يكتب سلسلة مِن المقالات تحت عنوان «أنا وعِمامتي»! وصار قيادياً في الحزب الشِّيوعي اللبناني، لكنه مثلما لاحظته، قبل قتله وهو مسجى على فراش المرض ببيروت، لم يخلع جبته ولا عِمامته بطباعه العامة لا أفكاره. كان لي الشَّرف في اللقاء به والتَّعلم على يده في الفسلفة الإسلامية، ولو لفترة وجيزة، لقد اعترض على العنوان مَن اعترض، على أساس أن الفلاسفة هم مِن غير العرب، ولم يكن عربياً سوى أبي يوسف يعقوب بن إسحق الكندي (ت 256 هـ)، لذا الإسلام أشمل عليها، فهي فسلفة إسلامية! هكذا قيل في حينها. مع الملاحظة أن الأفكار والرؤى المادية كانت ممتزجة بالمثالية، وبهذا يكون مِن العسير انفكاك المثالي عن المادي فيها، ففكر إبراهيم النَّظام (ت 212-213 هـ)، الذي نُقل مِن كتب مبغضين ومبحبين له ولم يصلنا كتاب باسمه، امتزج فيه المادي والمثالي، فهو يُلمح إلى وحدة وصراع الأضداد، وأشار بوضوح إلى ترابط المادة بالحركة، وهذه أفكار مادية، وهو في الوقت نفسه له مثاليته. كنت أتيت على أفكاره وحياته وبقية شيوخ المعتزلة في كتابيَّ: «معتزلة البصرة وبغداد» (مدارك، الطبعة الرابعة 2011)، و«مذهب المعتزلة مِن الكلام إلى الفلسفة» (المدى، الطبعة الثانية 2008). كتب إبراهيم نُقد قائلاً: «يؤرخ مروة، وفق التَّحقيب التقليدي للنزعة العقلانية بنشأة علم الكلام: بدأ حواراً خفياً بين الفكر والواقع منذ عصر الراشدين، واخذ الحوار يصبح صراعاً علنياً بين الفكر والسِّياسة في ذروة السَّيطرة الأموية، ثم جاء زمن بدا فيه الصِّراع حول هذه المشكلة يدور بين الفكر والفكر. أي أن الجذور الاجتماعية والسِّسياسية للمشكلة كادت تخفي نفسها وراء غبار المعركة الفكرية-الفلسفية بين المعتزلة وخصومهم أولاً، ثم بين الفلسفة وخصومها أخيراً» (حوار حول النَّزعات المادية مع حسين مروُّة). حسب نُقد يريد مروُّة القول في نزعاته، التي استغرقت مجلدين ضخمين: إن «الفكر العربي الإسلامي فكر الأزمان العاصفة، أزدهرت مدارسه، وتألق عطاؤه في بؤرة التوتر لحقل التحولات المعتقدية، والسِّياسية العسكرية، والاجتماعية الاقتصادية، والأثنية الثَّقافية الكونية المدى والطَّابع» (نفسه). لقد أحيا الشَّيخ مروُّة في نزعاته نتائج تلك الصِّراعات، ومدى ارتباط نهضات في الثَّقافة والعلوم بوجود حرية الفكر. بطبيعة الحال المقارنة مع تدهور العصر الحاضر تظهر النَّماذج الفكرية والفلسفية، التي ترجم لها وشرح صاحب النَّزعات أفكارها، متقدمة، ولو أعطيت الفرصة ولم تنالها سيوف التشدد والتَّعصب لقفز شرقنا قفزات كبرى في عالم الاكتشاف والاختراع. مروُّة حسب إبراهيم نُقد: استكمل «رد الاعتبار للفلسفة العربية الإسلامية بتعامله الموضوعي بعيداً عن العنجهية والعدمية، مع علاقة الفكر العربي الإسلامي بمنطق أرسطو، المعضلة مثال الجدل القديم المقيم، فأسس استنتاجاته على متابعة تحليلية تاريخية لقضايا المجادلات العقلانية في ذلك الفكر في محاور وأُطر عِلم الكلام» (نفسه). لا يُعد كتاب «تهافت الفلاسفة» لأبي حامد الغزالي (ت 505 هـ) هزيمة لعلم الكلام والفلسفة، لأنه نفسه ما استطاع الخروج مِن تأثير الفلسفة، ولولا أولئك الذين جعل أفكارهم الغزالي مجرد تهافتاً اشعلت فيه روح الفلسفة. أتوقف هنا فمقال محدود الكلمات لعاجز عن الإلمام بنزعات مروُّة، وبحوار نُقد معه! http://www.alesbuyia.com/inp/view.asp?ID=29971[/QUOTE]