الحزب الشيوعي يدعو لتكوين جبهة واسعة ضد التكفير.

Quote: في حق الأستاذ / محمد إبراهيم نُقُد (1) التقيته مرة واحدة عابرة مع صديق ، وجلسنا للاستماع لبعض ندواته في أزمان متفرقة . لم ننس في زخم التوق للمعرفة أن كانت أدبيات الحزب ، هي المفتاح إلى الحداثة . رجل خلوق تجد فيه الملامح السودانية التي نحلُم كثيراً بأن يتحلى بها الأفراد الذين تقاطروا إلى العمل العام ، فهم جميعاً لا يشبهونه ، فقط زمرته من الذين ضحوا بحيواتهم الشخصية لقضية يحسبونها أهم هم الذين يتساوون معه أنداداً . أذكر أنني كنتُ شاهد عيان لتجربة حضور الأستاذ / محمد إبراهيم نُقُد حفل زفاف سيدة من مناضلات الاتحاد النسائي ، متنكراً في ثياب العامة من أهل البداوة ، هنأ العرسين و" عرض " عرضة أهالينا الغُبُش في إيقاعات أغنية فروسية كانت حين قدومه . فقد كان مطلوب القبض عليه بغرض اغتياله كما تم لرفقائه في الحزب . من هنا نحي قائد حزب ، لم نتشرف بالانتماء له ،فقد وضعت في حياتي مسافة متساوية بيني وبين الانتماء للأحزاب . فكان معظم أصدقائي منهم ، وخاصة أصحاب الأيادي المُبدعة من شعراء وكتاب نثر وفنانين تشكيليين وموسيقيين وغنائيين ، فقد أكسبهم المنهاج النقدي المتقدم ، وديالكتيك النظر للحياة بُعداً عميقاً في فهم المسلك الإبداعي . للأستاذ / محمد إبراهيم نقد الكثير ليُقال ، ففيه ملامح الكريم الشهم ، والعفيف المسلك واللسان ، والبريء من انكسارات المثقفين في منعطفات الحياة ، ففي كل ملمح تجده كأنه وُلد من رحم البداوة . كان رفيقاً بمن حوله ، مصادم لا يقبل في قضايا حزبه مساومة ، وحين أعلن الخيار الديمقراطي لحزبه عام 1985 ، وقبل زمان من سقوط الاتحاد السوفيتي السابق ، وقد أعلن أن حزبه اختار الطريق الديمقراطي رغم طوله ، واختار الوعي طريقاً للتقدم ، لا الانقلابات التي ساقها " البلانكيين " الذين استعجلوا أن يصعدوا للسلطة دون الرُقي بشعوبهم ، وكلف ذلك الحزب تواطؤ الاستخبارات المصرية في تنفيذ تصفية دموية للعسكريين في بيت الضيافة ، وألصقوها بالحزب الشيوعي كي لا تقوم للحزب قائمة ، فكانت مجازر الشجرة في يوليو 1971 م .