|
Re: الأستاذ فتحي الضو : تونس تثور .. والقاهرة تنتفض .. والخرطوم تقرأ ! (Re: عاطف مكاوى)
|
Quote:
هل جاءك يا قارئي الكريم نبأ طالبة فنانة تشكيلية يافعة ظلت تعبر عن واقعنا البيئس - بأضعف الإيمان - وذلك بما أتاها الله من موهبة وملكات فنية. ولما عِيل صبرها شأنها شأن أقرانها، قرروا التقدم خطوة للأمام في محاولة لزلزلة عرش السلطان القابض على حرياتهم والمنتهك حقوق شعبهم. وبمثلما هو متوقع انهالت عليهم الهراوات والغاز المسيل للدموع وكل أشكال العنف الجسدي. وقعت (صفية اسحاق) جراءه في قبضة ثلاثة من أشاوس جهاز الأمن (الوطني) وحكت لنا بدمع حرّى وقلب كسير، قصة أقرب للخيال. تماماً مثلما يحدث في أفلام الجاسوسية. حدثتنا عن كيفية اقتيادها واغتصابها من قبل ثلاثة من كوادر جهاز الأمن الوطني. من منّا لم ترتعد أوصاله هلعاً وتفتت أكابده جزعاً، وهو يصغي السمع لتراجيديا الاغتصاب التي أصبحت تُصنف كجريمة ضد الإنسانية. يعلم الله تجمدت مشاعري وتبلدت أحاسيسي، وأنا أسمع – ربما - للمرة الأولى في حياتي، فتاة سودانية تتحدث بشجاعة يندر لها مثيلاً في مجتمع جُبل على الكتمان. كأنها تُشيّع لنا إنسانيتنا، وتزدري شجاعتنا، وتنعي لنا رجولتنا. فمن منّا لم يلعن تقاعسه، ومن منّا لم يحتقر صمته، ومن منّا لم يتمنى لو أن روحه صعدت إلى بارئها من قبل أن يسمع تفاصيل هذا الفعلة الشنعاء. جريمة مكتملة الأركان بلغة أهل القانون، حدثت في دولة العصبة التي ادّعت تفويضاً إلهياً، وقلت لنفسي: لو أنه صدق زعمهم، هل يعني ذلك أن الله - تنزه وعلا - يصبح مسؤولاً عن فعلتهم النكراء؟ |
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|