د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 03:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عاطف مكاوي موسى(Atif Makkawi&عاطف مكاوى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2010, 05:47 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! (Re: عمر عبد الله فضل المولى)



    الميدان العدد (2207) الخميس 22 أبريل 2010

    قراءة في المشهد السياسي

    الانقلاب الانتخابي .......!

    د. الشفيع خضر سعيد


    الجميع كان يتطلع إلى الانتخابات بإعتبارها محطة أساسية في مشوار

    التحول الديمقراطي يمكن أن تأتي بواقع أفضل مسئولية الشارع


    إعلاء صوت العقل والحكمة بالدعوة لحوار واسع وشامل لكل القوى السياسية

    للنظر أولا في الأزمة التي فجرتها الانتخابات


    الإنقاذ جاءت بالانقلاب العسكري وتسعى لإعادة انتاج نفسها بالانقلاب الانتخابي.
    الانقلاب العسكري الذي تنفذه وحدات من الجيش، في الغالب بدعم من المدرعات،
    وسيلة معروفة وشائعة بهدف الاستيلاء على السلطة. وكذلك الأمر بالنسبة لإنقلابات
    القصر التي تجري تعديلا في القيادة في إطار إستمرار النظام نفسه. والسودان
    على دراية تامة بهذين النوعين من الإنقلابات اللذين أبانتهما تجربة الإنقاذ.
    فهي أتت بالانقلاب العسكري، وحسمت صراعاتها – المفاصلة- بإنقلاب القصر.

    ولكن إذاأردت التعرف على نوع جديد من الانقلابات لم يخطر على البال من قبل،
    ويختلف عما هو كلاسيكي أو متعارف عليه، فعليك التمعن في مشهد الانتخابات
    الجارية الآن في البلاد.


    فالانقاذ فرضت نفسها عبر الانقلاب ، العسكري في 30 يونيو 1989 وأستمرت جاثمة
    على الصدور عبر إقامة نظام الطغيان والارهاب الذي فرخ أزمة وكارثة في البلاد
    وصلت حد الحرب الأهلية التي بسطت أجنحتها الكريهة في كل ربوع الوطن، خاصة
    جنوب وغرب وشرق البلاد. وبلغ التوتر والصراع السياسي في البلد درجة فرضت تدخل
    اﻟﻤﺠتمع الدولي والإقليمي لرعاية التفاوض بين حكومة الانقاذ ومعارضيها بهدف
    الوصول إلى حل سياسي لأزمة الوطن. وهكذا، عقب التوقيع على إتفاقية السلام
    الشامل، بدأت فترة جديدة في البلاد تعضدت بالتوقيع على الاتفاقيات اللاحقة:
    القاهرة وأبوجا والشرق. ولعل القاسم المشترك بين كل هذه الاتفاقات تمثل في
    إقامة قترة انتقالية يتم خلالها بسط الحريات والتحول الديمقراطي وإتخاذ عدد
    من التدابير التي تكفل انتقال أجهزة الدولة من أجهزة حزبية تابعة لحزب
    المؤتمر الوطني إلى أجهزة قومية تابعة للوطن والمواطن، على أن تتوج هذه
    التدابير الانتقالية بإنتخابات تعددية ديمقراطية تأكيدا لمبدأ التداول
    السلمي للسلطة. وتم تضمين كل ذلك في دستور انتقالي إرتضاه الجميع، حكومة
    ومعارضة. صحيح أن الفترة الانتقالية شهدت تجاذبات حادة، بل وإنتكاسات خطيرة
    خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي وتحقيق قومية أجهزة الدولة. لكن الجميع
    كان يتطلع إلى الانتخابات بإعتبارها محطة أساسية في مشوار التحول الديمقراطي
    يمكن أن تأتي بواقع أفضل. والواقع الأفضل لا أقصد به توقع أن يحصد المؤتمر
    الوطني صفرا من الدوائر أو أن المعارضة ستكتسح الانتخابات بنسبة99,9 %! ولكن
    أن تعكس النتيجة حالة التوازن في الصراع السياسي المحتدم منذ 30 يونيو 1989 .

    فلم يكن يخطر على بالي أن المؤتمر الوطني لن يحصل على عدد معتبر من الدوائر
    أو أن رئيسه لن ينافس بشدة على منصب رئيس الجمهورية، فهو حزب ظل يمسك بكل
    مفاصل السلطة طيلة الفترة السابقة للإنتخابات ، ولديه كل شيئ : المال والأمن
    والإعلام وجهاز الدولة، إضافة إلى أنه يمتلك قاعدة إجتماعية توسعت بعد سيطرته
    على السلطة عبر استخدام جهاز الدولة في مراكمة رأس المال الخاص لسدنتة من خلال
    التسهيلات البنكية والإعفاءات الضريبية وإحتكار السلع ، والامتيازات الضخمة لشاغلي
    المناصب الدستورية وخلصاء النظام وأسرهم، و الابتزاز ثم الإنهاك المالي والاقتصادي
    لأقسام من الرأسمالية التقليدية، إضافة إلى آليات الفساد ونهب المال العام...الخ،
    كل هذا قاد تدريجيا إلى توسيع القاعدة الاجتماعية للمنتفعين بالنظام. ومن الطبيعي
    أن تسعى هذه القاعدة لإستمرار نظامها عبر الانتخاب. لكن بالمقابل أيضا كانت هنالك
    معارضة ظلت تعارض بالسياسة والسلاح إلى أن أجبر النظام على التفاوض ثم التوقيع معها
    على اتفاقات شاركت بموجبها في العملية السياسية خلال الفترة الإنتقالية. ومهما قيل
    عن ضعف هذه المعارضة وقلة إمكانياتها، فلا يعقل أن تكون نتيجة أدائها في الانتخابات
    صفراً!! فالتي قاطعت الانتخابات وتلك التي شاركت فيها جاء أداؤها مقتربا من الصفر ،

    أو هكذا أرادت المفوضية القومية للإنتخاب!!! ولا أجد وصفا لما جرى ابلغ من وصفه
    بالانقلاب الانتخابي، ليس بالمدرعات أو المظلات، وإنما بالتزوير وفبركة النتائج. وحتى
    لحظة كتابة هذا المقال تتضارب الأقوال حول محاولات خجولة لدرء مآلات(المسخرة) عبر فبركة
    النتيجة لتقل نسبة المؤتمر الوطني قليلا عن 100% في الشمال، ولنزع فتيل الحرب في إقليم
    جنوب النيل الأزرق. لكن كل هذه المحاولات لن تنفي صفة الانقلاب عن ما حدث
    . إنه إنقلاب على
    الاتفاقات الموقعة وعلى الدستور الانتقالي، بل وعلى كل مستحقات الفترة الانتقالية.

    إنقلاب يكرس لمشروع دولة الحزب الذي فرض عبر الانقلاب العسكري في يونيو 1989 ليستمر
    ويتجدد عبر تزوير إرادة الناخبين، وعبر تسييد ديمقراطية رجع الصدى حيث تتحدث بملء فيك
    فلا تدرك نتيجة سوى الاستماع إلى صدى صوتك .


    بعد أكثر من نصف قرن والسودان مستثني من المعايير الدولية !!

    بعض الخبراء الأجانب، وكذلك بعض المثقفين السودانيين (الأجانب أيضا) طلعوا علينا ،!
    بفرية أن درجة نزاهة إنتخابات السودان لا يمكن أن تقاس وفق المعايير الدولية المتعارف
    عليها، وأن ما جرى يمكن قبوله والرضى عنه بإعتباره خطوة هامة إلى الأمام. هذا الحديث
    يدفعني إلى إثارة عدة نقاط، منها:


    - السودان استقل منذ أكثر من نصف قرن. وخلال هذا العمر الطويل عرك السودان تجارب عدة في
    مجالات السياسة والفكر والثقافة والتلاقح الاقليمي والدولي والاتفاقات والمعاهدات الدولية..
    الخ، مما أهله لإكتساب خبرات وقدرات وكفاءآت يشهد بها العالم. أليس من المنطقي والمعقول
    أن يكون ضمن ما إكتسبناه قدرتنا على الإيفاء بالمعايير الدولية في إدارة المسائل المتعلقة
    بحقوق الناس وآرائهم، وتدخل إجراءات الانتخابات ضمن ذلك؟ وهل يمكن تبرير الخروقات الواضحة
    بما في ذلك التزوير وإستبدال صناديق الاقتراع بإعتبارنا مستثنين من المعايير الدولية؟

    - ليست هذه هي الانتخابات التعددية الأولى في السودان منذ استقلاله، فلقد شهدنا من قبل اربعة
    تجارب انتخابية تعددية شهدت تنافسا حادا، ولكن مرضي عنها من الكل. فلماذا الحديث عن شعبنا
    وكأنه لا يمتلك تاريخا أو تجربة متراكمة أو ثقافة منبثقة من كل ذلك؟

    - ونكرر هنا ما جاء في إحدى مقالاتنا السابقة حول أن إشارة بعض الدوائر الدولية إلى أن مجتمعات
    العالم الثالث يكفيها انتخابات ذات مصداقية دون الإلتزام بمعايير الحرية والنزاهة والشفافية،
    فيها قدر من النظرة الدونية تجاه هذه اﻟﻤﺠتمعات كما تعبر عن إتجاهات التفكير الجديدة عند تلك
    الدوائر والتي بدأت تتشكل بعد تفجيرات 11 سبتمبر المؤسفة. عنوان ذلك التفكير الجديد هو أولوية
    الاستقرار وتحقيق المصلحة الخاصة على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان.

    -
    قطعا أنا لا أعني أن نقيس درجة الحرية والنزاهة بمعايير متعارف عليها في مجتمعات أخرى كما في
    الغرب مثلا، ولكن بأي حال من الأحوال لا يمكن أن تقل هذه المعايير عن الحد الأدنى لما هو متعارف عليه
    دوليا لتصل حد المهزلة. صحيح، كما ذكرنا في مقال سابق، قد تتباين الرؤى والتقديرات حول درجةالحرية
    والنزاهة المطلوب توفرها في الانتخابات في السودان، فمثلا قد نغض الطرف، ولو مؤقتا، عن إستثمار
    القبيلة والعشيرة في العملية الإنتخابية رغم خطورة هذا الإستثمار، أو التسهيلات التي تقدمها الأحزاب
    لترحيل المواطنين إلى مراكز الإقتراع. ولكن، وفي كل الأحوال فإن المعيار الرئيسي، في نظري، هو إجماع
    القوى المتنافسة في الإنتخابات على سلامة الاجراءات في كل مراحلها. وما حدث هو أن المعارضة ظلت تشكك
    في ما تم من إجراءات في كل مراحل الانتخابات وتتهم المؤتمر الوطني بتنفيذ عملية تزوير غير مسبوقة في
    تاريخ السودان مستخدما جهاز الدولة ومفوضية الإنتخابات.

    مخرجان لا ثالث لهما :

    ظللنا نكرر، ولن نمل التكرار، أن هذه الانتخابات هي أنتخابات أزمة، وأي نتيجة لها ستؤدي إلى مزيد من
    التأزم في البلاد قد يصل حد الكارثة، وهو ما يحدث الآن. قد يواصل المؤتمر الوطني نهجه الذي كان سائدا
    وكأنه فعليا قد انتصر في هذه الانتخابات ونال تفويضا شعبيا كاسحا، وفي الغالب سيشكل هو والحركة الشعبية
    شراكة جديدة تنقلهما من الشراكة القائمة على الاتفاق المدعوم دوليا إلى الشراكة القائمة على شرعية
    إكتساحهما للإنتخابات، كل في حظيرته: الشمال والجنوب.
    لكن الأزمة باقية ومستفحلة في ظل عدم إعتراف القوى الأخرى بنتيجة الانتخابات وما سيترتب عليها، إضافة إلى
    وقود الأزمة المشتعل أصلا في دارفور وفي النهج الشمولي لحزب المؤتمر الوطني وفي تزايد فقر الاغلبية وتزايد
    ثراء الأقلية وفي تدهور الحياة في الجنوب وفي تفشي ثقافة العنف في البلاد التي تبدو حتى اللحظة كحالات
    معزولة رغم طابعها السياسي الواضح والمثير للقلق (أحداث راجا، كسلا والكلاكلة).

    النتائج التي أعلنتها المفوضية حتى الآن ، أو تلك التي يقال أنه يتم إعادة سبكها، هي البيان الأول للإنقلاب
    الإنتخابي الذي لا يترقبه أحد لأنه مفضوح ومكشوف للشعب السوداني حتى قبل بداية الانتخابات. وعلى العموم هو
    بيان مرفوض من كل المعارضة شمالا وجنوبا. وفي تقديري إن الخروج من هذا النفق المظلم يمكن عبر بوابتين لا
    ثالث لهما:


    الأولى ، بوابة إعلاء صوت العقل والحكمة بالدعوة لحوار واسع وشامل لكل القوى السياسية السودانية للنظر أولا
    في الأزمة التي فجرتها الانتخابات، وثانيا التوافق على برنامج وطني يعالج أزمات البلاد المزمنة ، وثالثا
    تهيئة الجو الملائم للإستفتاء حتى يأتي معبرا عن الإرادة الحرة للمواطنين في الجنوب.

    والثانية ، بوابة المقاومة الشعبية التي ستعلن عن نفسها بأشكال متعددة ومتنوعة، والتي مهما بدت بسيطة
    ومتفرقة ستنمو وستنتظم حتى تنتصر.
                  

العنوان الكاتب Date
د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-22-10, 10:49 AM
  Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-22-10, 11:07 AM
    Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عثمان عبدالقادر04-22-10, 02:18 PM
      Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عمر عبد الله فضل المولى04-22-10, 03:53 PM
        Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-22-10, 05:47 PM
          Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-22-10, 07:10 PM
            Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! محجوب حسن حماد04-22-10, 07:36 PM
              Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-22-10, 11:15 PM
                Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-23-10, 01:35 AM
                  Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-23-10, 03:17 PM
                    Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-23-10, 09:10 PM
                      Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-24-10, 08:55 AM
                        Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-24-10, 11:33 AM
                          Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! أحمد الشايقي04-24-10, 11:53 AM
                            Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-24-10, 07:51 PM
                              Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-24-10, 11:59 PM
                                Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-25-10, 06:47 AM
                                  Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-25-10, 10:59 AM
                                    Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! أبو ساندرا04-25-10, 11:27 AM
                                      Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-25-10, 06:43 PM
                                        Re: د. الشفيع خضر : الانقلاب الانتخابي .....! عاطف مكاوى04-26-10, 05:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de