|
30 يناير مقابل 30 يونيو حريتنا في مواجهة الطغيان / عبالعزيز كمبالي
|
30 يناير مقابل 30 يونيو حريتنا في مواجهة الطغيان الشامل
عبالعزيز كمبالي
تحل علينا بعد عشرة أيام من اليوم ذكرى 30 يونيو المشؤومة، وهي ذكرى إستيلاء حزب الجبهة القومية الإسلامية على السلطة بالإنقلاب العسكري على النظام الديمقراطي القائم حينها. ليس هذا في حد ذاته هو – فقط - مصدر شؤمنا، بل تبعاته المتمثلة أساساً في تغير اسلوب حياتنا كسودانيين، فنحن لم نعد كما كنّا قبل 30 يونيو، تغيرت حياتنا تغيراً قسرياً واصبحنا الآن لا نعرف من نحن بالضبط! وهو أمر قاس وعميق يتجاوز مجرد التوصيفات السياسية لما حدث. فبعد حوالى ربع قرن من الحكم الشمولي ذو الطبيعة الدينية المتطرفة، اصبح كل شئ مشوشاً أمامنا، لم نعد نأكل ونشرب كما كنا، لم نعد نتكلّم كما كنّا، لم نعد نلبس كما كنا، لم نعد نفرح كما كنا، وحتى الأحزان ... تغيرت طريقتنا في التعبير عن أحزاننا. كل شئ اصبح يتم وفق اسلوب حياة جديد "حضاري" صممته وفرضته جماعة معزولة ومتطرفة اسمها "الجبهة القومية الإسلامية"، كان يتزعمها حينئذٍ رجل دين ديماجوجي هو حسن الترابي. ويتزعمها الآن عسكري مجنون اسمه عمر البشير. ولا أدري ايهما أسوأ من الآخر، فكل شئ اصبح مشوشاً كما ذكرت.
الآن الترابي يتزعم تحالفاً للمعارضة وينادي بالديمقراطية وإطلاق الحريات !! إن الإسلاميين كانوا دائماً يظنون أنهم بعد حكم شمولي ممنهج، استخدمت فيه الآلة الإعلامية للدولة ومناهج التعليم المختارة بدهاء لتوجيه الأطفال في المدارس بالإضافة لإغراءاتالسلطة المطلقة لشباب يافعين، كانوا يظنوا انهم استطاعوا أن يصنعوا جيلاً من الشباب السودانيين يخصهم وحدهم - وهو صحيح الى حد ما بالنظر إلى ما حدث في حرب الجنوب التي استخدم الإسلاميون فيها خيرة شباب هذا الوطن كوقود حي عبر بيعهم أوهام الجنة والخلود – وقد كان كوادر الحركة الإسلامية في الجامعات يتباهون بالحشود الغوغائية المصطنعة التي يجمعونها من الشباب اليافعين لتبايع الترابي على الموت في سبيل الدين، كانوا يسمونها تلك الحشود "جيل الإنقاذ".
|
|
|
|
|
|
|
|
|