|
Re: سلطنة عٌمان وداع السفير جمال الشيخ (Re: حيدر امين)
|
ماكتبه الاخ الفاتح الجنيد فى 23/8/2009 على صفحات المنتدى
Quote: عذراً سعادة السفير ... غصباً عنى
--------------------------------------------------------------------------------
لقد ترددت كثيرا قبل أن ابدأ تسطير الكلمات التالية لعدة اسباب ، اولها احترامى وتقديرى للشخصية المعنية موضوع هذه الاسطر ، وثانياً خوفي من إحساسي بالظلم فى حقه إن لم تكن كلماتى بمقام احترامى له ، ولكن ... بالمقابل يخامرني إحساس مضاد بأنه إن لم أقل عنه كلمة فهو الجُرم بعينه . إنه سعادة السفير جمال الشيخ سفير جمهورية السودان بمسقط ، الوجه المشرق لإسم الوطن ، إنسان تدثر بجلباب المنصب ، ولكن فى قرارة نفسه يصارع لنزع هذا الجلباب ليلبس العراقى والصديرى والسروال والطاقية والمركوب ويجلس على تراب الارض . يحكى ، يتونس ، يستمع ، يضحك لقفشات الصغار قبل الكبار . إنه يحاول جاهدا بأظافره فتح نفق فى جدار الرسميات لينفذ منه الى ارض الواقعية التى يعشق بساطتها وعفويتها ، ويتلذذ بمجاراة الآخرين له بالمشى الهوينى على بساط الصراحة والوضوح . بل ويجبرك باريحيته على رفع الكلفة ورمى قناع المجاملة فتشعر بالحرج إن فلتت من لسانك كلمة سعادتك .
عرفته عن قرب خلال زيارة طاقم تلفزيون قناة النيل الأزرق الفضائية لمسقط خلال الأسبوع الماضي لتسجيل بعضا من أنشطة الجالية بالسلطنة ، فاكتشفت الوجه الآخر لهذا الانسان إبن البلد الاصيل فذهلت لما شاهدته وسمعته ، من أسلوب تعامله مع ضيوفه من طاقم القناة حتى ليعجز لسانى عن وصف شخصية هذا الرجل الفريدة ، أسلوب غاية فى الأريحية ، وقمة فى التواضع والمجاملة ، إنسان كرس وقته الرسمي والخاص لإنجاح برنامج القناة ، بدءاً باستضافتهم بمنزله العامر مرورا باتصالاته المكثفة لتذليل الصعاب التى تعترض سبيلهم ، ثم مرافقتهم لاستطلاع اماكن التصوير المناسبة ، وانتهاء بالونسة معهم بعد عناء يوم حافل بالإنجازات ... وجه آخر له من خلال واقعة حدثت أمامي كانت كفيلة بان تعبر بصدق عن تغليب هموم مواطنيه على همومه : كنت ومجموعة طاقم تلفزيون قناة النيل الأزرق نجلس في صالون منزله يوم الجمعة مساء ، وكنا على وشك التحرك كلنا برفقة السفير جمال الى موعد تم ضربه مسبقا ، فإذا بسيدة سودانية تدخل المنزل برفقة ابنها ، فاستقبلها السفير جمال بترحابه البشوش كعادته ، وبعد إن دار بينهما الحديث عن الأحوال العامة دلفت السيدة مباشرة الى موضوع حضورها في هذا الوقت الغير مناسب ، حيث ذكرت له أن لديها موضوع مهم وتحتاج لتوثيق بعض الأوراق الآن بغرض إرسالها إلى السودان صبيحة اليوم التالي على جناح السرعة ، فلم يتردد السفير جمال الشيخ في إجابة طلبها وفاجأنا وإياها بأن قال لها : جداً ، .. ولحسن حظك أن الاختام اليوم موجوده عندى فى المكتب على غير العادة ، ووسط علامات الدهشة المرتسمة على وجوهنا ابتسم لنا مستأذنا فى الذهاب لإنهاء معاملة تلك السيدة ، وبالفعل طلب من السيدة مرافقته الى مكتبة وخلال ربع ساعة عاد إلينا وقد أنجز معاملتها ونحن لم نستوعب بعد هذا التصرف النبيل ،، رغم ان هذا العمل هو من مهام القنصل وليس السفير ... موقف يدل على مدى اهتمام هذا الرجل بهموم مواطني بلده ، وعدم التردد فى مساعدتهم فى اى زمان واى مكان ضارباً بذلك مثلا حياً وراقياً في ثقافة التعامل والحرص والاهتمام .
لو قدر لي أن أوجز هذا الإنسان فى كلمة لقلت "من يود أن يكتشف المعنى الحقيقي لكلمة دبلوماسي فاليعاشر جمال الشيخ " |
شكرا اخي حيدر على هذه اللفتة الطيبة
|
|
|
|
|
|
|
|
|