|
|
 Re: سلطنة عٌمان وداع السفير جمال الشيخ (Re: حيدر امين)
|
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الأخيار...
• في البدء كان الوطن وفي البدء يكون الوطن..
كان يوم استوى بعنخي على صهوة العز فرفع راياته خفاقة إلى عروش الشمس،
• و يوم عكز اللواء الأبيض المدفع كفعل سليمان عليه السلام مع جنده..
• ويكون الوطن حين يداعبه النهر القديم
زرقةً وابيضاضا..
نفرةً وازورارا..
فتستعيد عزةُ عنفوانَها بتعدد ثقافاتها وجذورها ورطينها وبرقصتها على صوت الطبل والبوق وأهازيج الغاب مع حلقات الذكر وحداء القوافل..
فبدءاً السلام عليك يا وطن!
السلامٌ على أهلك الخيرة الطيبين،
ملاذ الغريب، سياج الضعيف، الحماة، الأباة، ليوث العرين
ذوي الأنفس الرائقات العذاب، عليها من الحق نور مبين
فضائلُهم دون شُحّ تَجُمُّ، بلا ضجة أو أذى أو ظنون
كلِفْتُ بهم وأنا بينهم، وزدتُ هدىً، بالنوى ويقين
بذوراً حملت أنا سرها، وجذورا غذتني جنين
أنا منهم، وبهم، ولهم، وخدّامُهم لو يأمرون
هم في قيامي هم في منامي هم في اضطرابي هم في السكون
هم في دمي، في رؤى ألمي، في شبا قلمي في الغنا في اللحون...
• سعادة الأخ جمال الشيخ أحمد عثمان، سفير جمهورية السودان لدى السلطنة،
• سعادة السفيرة نادية محمد خير عثمان
• سعادة الدكتور الزين مصطفى، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة،
• الأفاضل أعضاء البعثة الديبلوماسية والقنصلية والشرطية والإدارية بالسفارة،
• الدكتور الطاهر الدرديري، رئيس مجلس تنسيق شئون الجالية
• الباشمهندس فاروق ميرغني سعيد، رئيس مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط،
• ضيوفنا الكرام،
• سيداتي آنساتي سادتي،
طاب مساؤكم بكل خير،
اللجنة المنظمة للحفل أناطت بيَ مهمةَ إلقاء كَلِمةٍ، في هذه المناسبة، نيابةً عنكم جميعاً-وهي مهمةٌ كما تدرون عظيمة- فأسأل الله أن يوفقني في التعبير عن بعض ما يجيش في صدوركم من شعور طيب تجاه المحتفى به..
أيها الأحباب:
• تداعينا الليلة لمناسبة زادها حبٌ لوطنٍ، يستعيذ أهلهُ بالله من فتنة القول ومن فتنة العمل، ويستعيذون بالله من التكلف بما لا يحسنون ومن العجب بما يحسنون..ويستعيذون بالله من السلاطة والهذر ومن العِيِّ والحَصَر..وهذه صفات تسم خيرَ ما تسم، دامر المجاذيب التي تمتد إليها جذور المحتفى به فتشربت بالعبق الصوفي المنبعث من طارات المدّاح وألوان الشرافات وأريج الدواة ..صفاتٌ يعرفها عن المحتفى به كلٌ من جالسه أو حادثه وخير الجليس من كان بائعَ مسكٍ..
• ولد المحتفى به في عاصمة الحديد والنار وترعرع وقوِي عوده في المايقوما وأبو حمامة والديوم الشرقية حيث تلقى كل مراحله الدراسية ما عدا السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية إذ أرسله والده لعمه في مدينة بربر ليبقى مع العم بعيداً عن هواية كرة القدم التي كادت أن تجتذب المحتفى به إليها وتبعده عن مواصلة الدراسة بالمستوى الذي يريده له والده. فكان للوالد ما أراد إذ أحرز المحتفى به مرتبة متقدمة في الشهادة السودانية أهلته للالتحاق بجامعة الخرطوم لدراسة الاقتصاد. التحق فور تخرجه بوزارة النفط إلا أن الخارجية اختطفته منها لكن رغبته في علم الاقتصاد لم تفتر فواصل دراسته في الهند لينال درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميليا في نيودلهي وهو يواصل عمله الدبلوماسي بسفارة السودان هناك.
• تقلد المحتفى به عدة مناصب في وزارة الخارجية حيث عمل مديراً لإدارة الاتحاد الأفريقي ونائباً لمدير إدارة السلام والشئون الإنسانية ومستشاراَ للإدارة الأفريقية كما عمل في محطات خارجية عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر بريطانيا وتركيا وتنزانيا والهند كما شارك في العديد من المؤتمرات الداخلية والخارجية منها مشاركته ضمن وفد السودان للتفاوض مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن اتفاقية وضع قوات العملية الهجين والمشاركة في الندوة التي نظمتها الوكالة السويدية الدولية للتعاون الدولي ومشاركات عديدة أخرى..
• أيها الأخ الكريم:
تنادينا الليلةَ ، لنحتفي بك إنساناً وقوراً،
ونحتفي بك إنساناً متواضعاً،
ونحتفي بك إنساناً متقشفاً،
ونحتفي بك إنساناً مسالماً بقلبك ووجدانك وعقلك وتصرفاتك..
فكان بيننا وبينك ما يكون بين:
الضحكة ورحيق الشاي
ومساء النور
وعمق الإلفة
بين النهر والنخلة..
• أيها الأخ الكريم:
إن السنوات التي قضيتَها معنا في بوصلة الزمن تنقلك بأصل معدنك من بلد عشت فيه زمناً معنا إلى بلد يعيش فيك..تنقلك أصالة معدنك أيها الأخ الكريم من جغرافية تسكنها الآن إلى جغرافيا تسكننا جميعاً ولها يشدو لسان الحال:
أجيك يا مبتدا التاريخ
ويا خبر اللي كانو قبيل
لأنك ديمة كنت معاي
مسولت بي نهار في ليل
ودايماً كنت ليا أصيل
ولاك براني لاني عميل
ودايماً كنت بيا كبير
ولاك هين ولاني قليل
"ألا رحم الله قائل هذه الأبيات الشاعر الدبلوماسي الكبير سيد أحمد الحردلو الذي لبى نداء ربه صباح هذا اليوم"
• أيها الأخ الكريم:
نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ولك في القلوب مكانة تبوأتها بتمثيلك للوطن على أفضل ما يكون التمثيل الدبلوماسي الرصين و باحترامك لأفراد جالية تعرف كيف ترد الجميل.. فلك ما أردنا وإن جاء الحفل متواضعاً في تنظيمه فهو بلا شك بالغ الأثر في مضامينه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والشكر لكم على حسن الإصغاء..
الزاكي عبد الحميد أحمد عن اللجنة المنظمة لحفل وداع السيد جمال الشيخ أحمد عثمان سفير جمهورية السودان لدى سلطنة عمان-8 يونيو 2012 -مسقط
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
حيدر امين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست