كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ظاهرة المواطن المستأنس ..! (Re: omer osman)
|
هذه الواقعة القديمة أستعيدها الآن وأنا أحاول فهم ما يحدث في مصر .. لقد قام المصريون بثورة كبرى يعتبرها العديد من أساتذة التاريخ والعلوم السياسية من أعظم الثورات في التاريخ . ملايين المصريين نزلوا الى الشوارع ، تحملوا الضرب والسحل والانتهاك والقتل والدهس بسيارات الشرطة وفقء العيون بالخرطوش . قدموا آلاف المصابين والشهداء من اجل استرداد الحرية والكرامة وفي النهاية انتصروا وأجبروا الطاغية على التخلي عن السلطة . السؤال: كيف يحدث بعد هذه الثورة العظيمة أن يتقدم أحمد شفيق تابع الديكتاتور المخلوع وتلميذه المخلص للترشح للرئاسة ؟!. الاجابة أن المجلس العسكري قاوم التغيير وحافظ على نظام مبارك الذى نفذ بدوره مخططا دقيقا لاجهاض الثورة المصرية . تعمد تشويه سمعة الثوار والتنكيل بهم في مذابح متلاحقة ومن ناحية أخرى تم انهاك الشعب بأزمات مفتعلة وفي النهاية تم الدفع بأحمد شفيق ليكون رئيسا لمصر بأى طريقة وأى ثمن . لقد تم تعطيل قانون العزل وحماية شفيق من المحاكمة في 35 قضية فساد تلاحقه وتم تزوير الانتخابات من أجله وسوف يتم تزوير جولة الاعادة من أجله أيضا . المجلس العسكري يصر على الدفع بأحمد شفيق للرئاسة ليحمى مصالح العسكر ويعيد النظام القديم كما كان وغالبا أسوأ مما كان .. المجلس العسكري هو المسئول الأول عن تعطيل التغيير وتعثر الثورة . كل هذا صحيح لكنه غير كاف لتفسير ما يحدث . الانفلات الأمنى والأزمات المصطنعة وارتفاع الاسعار ، كل هذه المشكلات لماذا دفعت بعض المصريين الى كراهية الثورة بينما الثوار الذين تعرضوا الى مذابح متتالية على أيدي الشرطة والجيش لم تنكسر ارادتهم ولم يتزعزع ايمانهم بالثورة ..؟!. لماذا يلعن أحد المصريين الثورة لأنه لا يجد البنزين لسيارته بينما الدكتور أحمد حرارة الذى فقد عينيه الاثنتين في الثورة يظل مبتسما ولا تزيده تضحيته الا اخلاصا لمبادئه ..؟! هنا يتبين لنا أن المصريين لايقفون جميعا على نفس المسافة من الثورة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|