|
Re: وداعا ..من الله عبد الوهاب ...الذى احب الناس وحبوه ..توثيق (Re: الكيك)
|
لروح الفقيد من الله عبد الوهاب من الله Saturday, June 16th, 2012 بقلم/ عمرعدلان المك حسن عدلان
والليل زنجي مديد القامة
يستلقى على سكة الدرب الطويل
استميح صديقي الدكتور عثمان محمد البدوي إني استعرت هذا البيت من الشعر قصيدة طويلة نظمها في أواسط سبعينيات القرن الماضي.
كنت أقول بين الشعر هذا للصديق والزميل المرحوم من الله عبد الوهاب من الله والذي عرفته لأول مرة بسجن كوبر العتيد، عندما جئتهم معتقلاً في أوائل الثمانينات وتحديداً يوم 17 نوفمبر 1981 ووجدته هو من ضمن المعتقلين بقسم المديرية بسجن كوبر ومعه بعض من أعضاء الهيئة النقابية لعمال السكك الحديد بعد إضرابهم الشهير إبان حقبة مايو في عام 1980.
فكان عندما يأتي المساء ويأوى إلى فراشه أقول له هذا البيت من الشعر وأخبرته بنظمه، فنمْ يا مديد القامة في قبرك تتغمدك رحمة الله وغفرانه. نمْ يا مديد القامة داخل تراب أرض وطنك الذي لم تغادره تحت كل الظروف، أحببت شعبك وطبقتك العاملة والتي لم تتخل عنها أبداً ولم تخنها ولم تخن حزبها حزب الطبقة العاملة، رغم الانقطاع عنه لفترة ليست بالقصيرة، ولكنك لم تخنها رغم الإغراءات التي قدمت لك.
ظللت من الله الذي عرفناه صديقاً وزميلاً لم تقطع علاقتك الاجتماعية بهم، بل زادت توثقاً. نمْ يا مديد القامة في قبرك لأنك لم تلوث يديك ولا قلمك وتركت لزوجتك وأبنائك تاريخاً ناصع البياض، ولم تأت بشيء يجعلهم يطأطئون رأسهم خجلاً، فكانت حياتك مفعمة بالنضال، انتخبت للنقابة لأكثر من عشرين عاماً لم تبع قضايا العمال الذين وثقوا في شخصك وجربوا مواقفك وبل منحوك ثقتهم لعدة دورات. وحتى عندما كنت عضواً في لجنة التسيير لمعاشي التأمين الاجتماعي بعد حل الاتحاد الطوعي، واُحيكت بليل المؤامرة لتكوين الاتحاد وحاولوا إغراءك بان تكون من ضمن التشكيلة المختارة، كادت أن تنطلي عليك الحيلة لولا أن نبهك زميليك أحمد عبد الله هلال ومحمد علي خوجلي بعد أن شاورتهما وقالا لك بالحرف الواحد: (تلطخ تاريخك النقابي بالتضحيات في نهاية المطاف يا من الله) فاستجبت لهما وركلت المنصب الذي وعدوك به بأرجلك الاثنين.
لم تجن من عملك النقابي الثروات وغنما جنيت محبة عمالك الأوفياء واحترامهم وتقديرهم ودفعت ثمن نضالك سنوات من عمرك خلف القضبان التي حطمتها مع جموع الشعب السوداني يوم 6 أبريل 1985، بل أعتليت الأسوار الشاهقة لسجن كوبر وكنت تلوح لنا بعلامة النصر ونحن تحت السوار مندهشين كيف تحطم هذا الباب الضخم، ولكن فجأة تذكرنا قصيدة محجوب شريف شاعر الشعب والتي عندما كتبها قبل الانتفاضة بأعوام كأنه كان يستقري الواقع، يوم ينكسر باب الحديد والسونكي والزنزانة والسجن السميك فنمْ يا مديد القامة في قبرك ولك الرحمة والمغفرة ولأسرتك وزملائك وأصدقائك حسن العزاء.
الميدان
|
|
|
|
|
|