|
Re: تقرير الأمين العام للأونكتاد: مسارات إنمائية مستدامة وشاملة... (Re: د.محمد بابكر)
|
Quote: ٥- والدرس الأول المستفاد من الأزمة هو أن ترك الأسواق تنظم نفسها بنفسها هو أمر عديم الجدوى ومكلف . فإنقاذ المؤسسات المالية قد تكلف بالفعل تريليونات من الدولارات، ورغم الاستجابات المالية والنقدية غير المسبوقة تعرض الاقتصاد العالمي لأول انكماش له منذ الكساد الكبير . فقد انخفض الإنتاج العالمي في الفترة بين عامي ٢٠٠٨ و ٢٠١٠ بنحو ١٠ في المائة، وتلاشت عشرات الملايين من فرص العمل؛ وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن عدد العاطلين عن العمل في العالم يبلغ حاليًا ٢٠٠ مليون شخص . ولا يخفى ما أحدثه ذلك من تأثير حتى في تلك اﻟﻤﺠتمعات التي لم تكن قد حصلت إلا على القليل من الفوائد خلال سنوات الازدهار : فقد أدت الأزمة إلى زيادة عدد من يعيشون في حالة فقر مدقع بما يتراوح بين ٥٠ و ١٠٠ مليون شخص. ٦- أما الدرس الثاني فهو أن اﻧﻬيار عدد كبير من الاقتصادات ﺑﻬذه الصورة المأساوية إنما يدل على وجود أوجه ضعف وهشاشة أساسية لم يفطن إليها راسمو السياسيات أو تجاهلوها قبل وقوع الأزمة . ولا يشك أحد في التأثير الإبداعي الذي تحدثه قوى السوق، ولكن سع ي القطاع الخاص لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل يمكن أن يؤدي أحيانًا إلى نقص الاستثمار المنتج وإلى تركز الع ائد في يد القلة المحظية. وتتجلى المخاطر بشكل خاص عندما تفصل الأسواق المالية نفسها عن الاقتصاد الحقيقي، وتربط تكوين الثروة بالتراكم السريع للديون وارتفاع أسعار الأصول بد ً لا من تحقيق زيادة مستديمة في الإنتاجية والدخل، وتوجه الابتكار نحو الهندسة المالية لا إلى التقدم التكنولوجي . ومن المستبعد أن تتسم استراتيجية نمو من هذا القبيل بالاستقرار أو العدالة. ٧- وأما الدرس الثالث فهو أنه عندما يحدث الاﻧﻬيار، تكون الدولة هي المؤسسة الوحيدة القادرة على تعبئة الموارد اللازمة للتصدي لل مخاطر الكبيرة التي تحدق بالنظم القائمة . أما الفكرة القائلة بأن الدولة القومية قد فقدت جدواها في عالم أصبح بلا حدود فهي فكرة تفتقر إلى الجدية . فنظرًا إلى أن دور الدولة محوري في إبرام عقد اجتماعي شامل للجميع وتعزيز العمل السياسي القائم على المشاركة، فليس من الحكمة ولا الواقعية تقليص أو إغفال دور الدولة في إدارة التنمية الاقتصادية والتغيير . أما الاتجاه الأكثر إثارة للقلق في السنوات الأخيرة فهو تزايد تأثير الأسواق المالية في إخضاع السياس ات والموارد العامة لتلبية احتياجاﺗﻬا وخدمة مصالحها - وهو ما حدا بأحد كبار الاقتصاديين السابقين في صندوق النقد الد ولي إلى التحذير من وقوع "انقلاب هادئ" - بما في ذلك في فترة ما بعد الأزمة. ٨- وحتى بعد حدوث انتعاش متذبذب، ثبت أن من الصعوبة بمكان التغلب على الاختلالات التي ظهرت أثناء الطفرة السابقة، لا سيما في البلدان المتقدمة . ولا يزال عبء الديون الخاصة المفرطة يمثل عا ئقًا في العديد من البلدان، في حين أن التأثير المشترك لعمليات إنقاذ المؤسسات المالية والكساد قد أدى إلى تزايد العجز في المالية العامة ، و نشوء أزمات الديون السيادية في بعض البلدان، وإعاقة الانتعاش في بلدان أخرى . وقد تلكأت عملية توفير |
|
|
|
|
|
|
|
|
|