السلطة تبدأ اجراءات تدمير المناطق النوبية بالشروع فى بناء خزان كجبار

Quote: محمد سليمان بشير ( الهيئة العامة للآثار والمتاحف) حديث عام عن بعض المواقع الأثرية المهمة في منطقة سد كجبار مع اشارات مقتضبة لبعض المعالم الاثرية من قبب ومقابر ذكر أن جزءا منها قد تعرض للنهب والتدمير مؤخرا. الدكتور ديريك ويسبلي تحدث عن أثر السدود على المواقع الأثرية المهمة في كل المنطقة النوبية مع اشارات للمعالم الأثرية في جزيرة صاي وصادنقا ومنطقة فاد وما تبقى من آثار لكبري السكة حديد المشيد عام 1897 ( كتشنر) أما منطقة سبو الغنية بالآثار فهي تمثل في تقديره أكبر تحدي وأكبر مشكلة يمكن أن تواجه القائمين على الأمر حيث أن عملا انقاذيا ضخما يتعين القيام به في هذه المنطقة بالذات علما بانه أشار بصفة خاصة الى الصخور الضخمة التي توجد عليها رسومات ( Rock Art) والتي توجد كميات ضخمة منها في منطقة سبو. السيد Mariusz ( لعله سويسري أو الماني) سلط الضوء بالاستعانة بخريطة جغرافية على البيئة المحيطة ببعض القلاع في منطقة الشلال الخامس حول جزيرة مقرات بتركيز على سبع مواقع يحتوي بعضها على مقابر ومومياوات فضلا عن حوالي 150 موقع آخر في مناطق متفرقة في المنطقة في نهاية المداخلات تقدم الدكتور عبدالرحمن على رئيس الوفد السوداني بطلب للحضور لدعم مساعي انقاذ الآثار المهددة من واقع بناء السدود المقترحة ) Request for assistance) وقام بتوجيه دعوة لهم للحضور للسودان و التعاون مع السلطات المحلية لإنجاز هذه المهمة مع إعطاء الأسبقية لسدي الشريك و كجبار و اعالي نهر عطبرة أما بشأن التسهيلات التي ستمنحها السلطات لهم فقد اوجزها في الآتي:- - البعثات المشاركة في عمليات الإنقاذ ستمنح جزءا متفقا عليه مما يتم إنقاذه على غرار ما حدث بالنسبة لإنقاذ آثار سد مروي - إعفاءات من سداد رسوم التصريح بالعمل طيلة فترة المشروع و كذلك لمدة 3 سنوات بعد انتهاء هذه الفترة للاستمرار في أبحاثها وجهودها التنقيبية بموجب الامتياز الممنوح - وحدة تنفيذ السدود وعدت بتنظيم عملية القيام بكل الإجراءات الخاصة بمنح الإعفاءات الجمركية للمعدات المستقدمة و التسهيلات اللوجستية الأخرى من فيز و ترحيل و سكن و خلاف ذلك أما رئيس اللجنة فقد طلب من الحضور التفكير بشان ما تم تزويدهم به من المعلومات التي وفرتها الأوراق المقدمة و من ثم التخطيط و التنظيم (plan & organise ( موضحا أن الموقف بالنسبة لحالة كجبار واضح ليس به غموض نسبة لأن المواقع الأثرية المطلوب العمل على إنقاذها معروفة فيما الأمر ليس كذلك بالنسبة للشريك و بقية مواقع السدود المقترحة حيث أنه لم يسبق لبعثات التنقيب الأثري العمل في هذه المناطق من قبل المناقشات :. لعل مرحلة فتح الباب للمناقشات و الحوار مع اعضاء الوفد السوداني هو الجانب الذي يهمنا في المقام الأول حيث أثيرت في هذه المرحلة الكثير من التساؤلات التي لم تجد في تقديرنا ردودا مقنعة لأحد و بالرغم من أن إدارة الاجتماع ممثلة في الدكتور روندوت رئيس جمعية الدراسات النوبية كنت حريصة على أن تقتصر المناقشات على الجوانب الفنية البحتة و إعطاء الفرص فقط للاكاديميين والخبراء المتخصصين في الآثار و ممثلي البعثات التنقيبية إلا أن معظم التساؤلات انصبت على الجوانب العملية الأخرى التي سيأتي تفصيلها فيما يلي:- برفيسور (.............) مدير متحف برلين تساءل قائلا :ألا تعتقدون أن الأوان قد فات لعقد مثل هذا الاجتماع التشاوري خاصة وانكم تقولون أنكم قد فرغتم من التوقيع على التعاقدات؟ إن بناء السدود له أيضا جانب سياسي و اذا وضعنا في الاعتبار تميز السودان باعتباره أول مملكة في أفريقيا ( يعني الحضارة النوبية في تقديري) وأول حركة استقلال في المنطقة(مع الاشارة هنا للثورة المهدية) فضلا عن نيل الجنوب استقلاله سلميا ...إذا وضعنا كل هذا في اعتبارنا فهل حكومة السودان على استعداد لتقديم أحدث التكنولوجيا المطلوبة للفراغ من هذا العمل الكبير وانجاز هذه المهمة الضخمة؟...وماذا عن التعاون المطلوب للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل تكنولوجيا الطاقة الشمسية مثلا؟ ...المعني بهذه التساؤلات بطبيعة الحال هو الوصول للسؤال المنطقي المكمل وهو: لماذا لا تستخدمون الطاقة الشمسية بدلا من اللجوء لبناء السدود لتوليد الطاقة بكل ما من شأن ذلك أن يؤدي الى تدمير التراث الثقافي والارث التاريخي الذي تعكسه هذه الآثار المهددة بالغرق؟..أما آخر تساؤلات البروفيسور الألماني فكان على النحو التالي: "شركة سيمان العالمية ( SEAMAN) كانت تزمع المشاركة في حملة انقاذ آثار سد مروي ولكنها لم تشارك بسبب المقاطعة الاقتصادية المفروضة على السودان فهل تغير الوضع الآن أم ان الوضع مازال على ما كان عليه؟ ( يبدو أن الدكتور صبار لم يتمالك نفسه من جراء منطقية التساؤلات فطفق يصفق مما جعل معظم حضور الاجتماع ينضمون اليه ويشاركونه في عملية التصفيق الحار) د. عبدالرحمن على يمكن أن تكون كجبار منطقة سياحية أثرية وليس هناك قرار نهائي حيث أنه سيتم التشاور مع المتأثرين من سكان المنطقة وسوف يتم اتخاذ القرار النهائي بعد اجراء الموازنة المدروسة بين تحقيق هدف الحفاظ على التراث الثقافي وتوليد الكهرباء أحد الخبراء من البرتغال أشار في مداخلته الى أن وضع الآثار في منطقة كجبار سيكون أمرا كارثيا ( Catastrophic) ولنا في البرتغال تجربة مماثلة ولكن بسبب الضغوط المحلية من قبل المتأثرين تم صرف النظر عن بناء أحد السدود. هنالك بدائل أخرى لتوليد الطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فلماذا اغراق الآثار ومثل هذه البدائل موجودة؟ صلاح محمد أحمد نعلم أنه ليس هناك شخص من الآثاريين يمكنه أن يشجع بناء السدود بحكم مهنتهم غير أنه يجب علينا أن نضع في الاعتبار أننا دولة أفريقية نامية. ففي افريقيا نجد أن 80% من السكان محرومون من خدمات الكهرباء والمياه وعليه يجب أخذ ذلك في الاعتبار حيث أن نموذج البرتغال لا ينطبق على حالة افريقيا والسودان...نحن لا مانع لدينا من دراسة البدائل ولكن هناك أيضا المقاطعة الاقتصادية علما بأن هذه المشاريع نخضعها لدراسات يقوم بها الخبراء والمختصون الذين أوصوا ببناء السدود لأنها عديمة الضرر (Harmless ) بعد ذلك طلب رئيس الجلسة من الحضور التوقف عن إثارة الأسئلة غير الفنية بمعنى التركيز على الجوانب ذات العلاقة بأعمال التنقيب وقد سبقه في هذا د. ديريك ويلسبي الذى أشار إلى أنه في ضوء ما نعرفه من الفراغ من التوقيع على التعاقدات الخاصة ببناء السدود يصبح الحديث عن محاسن ومساوئ السدود لامعنى له. تساءل أحدهم عن المدى الزمني المطلوب أو المتوقع لعمليات الانقاذ وتواريخ الشروع في بناء السدود فأشار السيد صلاح محمد أحمد الى ان العمل سيبدأ في سد أعالي عطبرة بعد 3 سنوات وفي كل من كجبار والشريك بعد 6 أعوام . أما ممثلة هيئة اليونسكو فقد تساءلت عما اذا كان السكان المتأثرين بهذه السدود تتم استشارتهم والمشاركة في صنع القرار كما تساءلت أيضا : لماذا لا تطلبون من المجتمع الدولي مساعدتكم في ايجاد حلول بديلة للسدود؟ ممثل السفارة السودانية حاول الإجابة على بعض الأسئلة المطروحة بالقول ان السودان يستخدم الطاقة الشمسية في بعض مناطق السودان الأخرى مثل كردفان في غرب السودان أما بشأن السدود فذلك أمر يخضع لدراسات الجدوى التي أكدت للمسئولين جدواها. على ضوء غياب ردود أعضاء الوفد الحكومي من اعطاء ردود مقنعة لمعظم الأسئلة المطروحة واعتمادا على لجوء معظم الحضور لإهمال التقيد بتوجيهات ادارة الاجتماع لقصر الأسئلة والتعقيبات على الجوانب الفنية فقط طلبنا الفرصة للمداخلة وأوضحنا الآتي: بشأن تساؤل ممثلة هيئة اليونسكو حول التشاور مع المتأثرين نعلن أننا هنا في هذا الاجتماع ممثلين لمواطني المنطقة النوبية التي تضم سد كجبار ونؤكد لكم باسمهم جميعا أن السلطات الحكومية في السودان ظلت ترفض طلباتنا المتكررة لإشراكنا في صنع القرار والتشاور معنا بل نؤكد للاجتماع أن أهل المنطقة يرفضون بناء السدود بغالبية هي أقرب للإجماع حيث لا تقل بأي حال من الأحوال عن 90-95% من مجموع سكان المناطق المتأثرة علما بأن النوبيين خاضوا من قبل تجربة التهجير القسري وفقدان الآثار النوبية في منطقة حلفا بسبب السد العالي. إن السلطات السودانية لم تكتف برفض التشاور مع المتأثرين بل أقدمت على التعرض لمسيرة سلمية لمواطني منطقة كجبار في موقع السد رفضا له فماذا كانت النتيجة؟ لقد أطلقت السلطات النار على المسيرة السلمية واستشهد من جراء ذلك أربعة من شباب المنطقة وجرح 20...فاذا كان ذلك موقف السلطات من سد كجبار عام 2007 والمشروع عندئذ مجرد فكرة فكيف تريدنا السلطات أن نصدق أنهم بصدد استشارتنا وأن السد لن يقوم في حالة عدم موافقة المتأثرين وهم وصلوا مرحلة التوقيع على تعاقدات البناء. إن أهالي كجبار مازالوا مصرين على رفض قيام السد وعازمون على مقاومته بكل ثمن. ان السلطات تعلم ذلك جيدا فيا أيها الأصدقاء لا تخدعوا أنفسكم فهذا السد لن يقوم إلا على أجسادنا ( Don’t fool yourselves. This dam will never ever take place. Maybe on our dead bodies)