|
ناس المنبر تاني قاموا على جنهم!
|
و الحكاية دي غالبا بتحصل عقب كل فترة تكون عاصفة بالاحداث و هي فترات تكون فيها الأعصاب مشدودة و الناس متوترة، خصوصا في ظل تأثير الخصلة التي ورثها معظم السودانيين نساء و رجال عن أمهاتهم و هي خصلة أساسها قرون استشعار غير مرئية تظل تتحرك يمينا و يسارا تبحث عن الآخرين و تقيم مواقفهم حيال حدث معين لترى إن كانت مواقفهم تتطابق وقع الحافر مع الحافر مع مواقفنا و سلوكهم لا يشذ عن السلوك الجمعي للقطيع. هذه الخصلة تنشط أساسا لدى الامهات في "البكيات" و تكون في قمة نشاطها إن كان "البكا" يخص الواحدة منهن ففي عز حزنها تستطيع الواحدة أن ترصد و بدقة من هي التي جاءت للعزاء و من التي لم تجئ و من التي حضرت و هي مجيهة و متزينة و من التي كانت تضحك و من التي رفضت أن تشرب الموية..الخ. اها في المنبر تمر حالة من التبادل المفرط للوم و التشكيك المتبادل في المواقف و التقييم الذاتي لردات الافعال الشئ الذي يقود مع مرور الوقت لتولد الرغبة في الثار و الانتقام و ربما رد الاعتبار فتفتح الملفات و تنشط حركة الرسائل عبر المسنجر و قيل تنشط كمان التلفونات المحلية منها و عابرة القارات و ينحاز فلان لعلان و نبقى في جماعتي و جماعتك و حزبي و حزبك و يدخل اصحاب الاجندات على الخط ليزيدوا اي نار يروها أو يشموا ريحتها ساكت اشتعالا ، و يجد الكثيرون فرصا متاحة لتصفية الحسابات مجانا و هكذا ندخل في الحالة الراهنة و التي ستستمر حتى يمل الجميع لتبدأ الدورة الجديدة مع أول احداث ساخنة قادمة و هكذا دواليك.
|
|
|
|
|
|
|
|
|