|
Re: لا تشترى العبد إلا والعصا معه .....................كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)
|
Quote: وهكذا عاد نظام الجبهة بالسودان الى عهود العبودية والاسترقاق بعد حوالى قرن من تحرير البريطانيين للرقيق في ربوعه , وانتهاء الرق من على وجه المعمورة . لقد تعسف النظام منذ بدء حربه الجهادية كل طريق سلكه , حتى اوقع نفسه , كما اوقع السودان معه , في بلية مخزية افتضح امرها . وكعادته اطرح النظام الحقائق المبسوطة حول ممارسات الاسترقاق جانبا , واخذ يلهى الناس بحديث لا محل له من الاعراب عن الاسلام والرق . مثال ذلك ما ذهب اليه سفير السودان في واشنطون , مهدى ابراهيم , في معرض رده على صحيفة بلتمور صن . نفى السفير كل الوقائع التى اوردها الصحفيان بعد جولتهما الميدانية , ولكن بدلا من دحض الاتهامات بدلائل متينة , قنع بالقول ان العبودية محرمة في السودان , وتتنافى مع عادات الاسلام . وصف الصحفيان هذا الرد بالدهن والغباء , واضافا ان السفير , فيما يبدو , قد ظن بإنهما يجهلان تاريخ العبودية في افريقيا وفي السودان . السفير مهدى غطرس من غطارس الجبهة , وقلما يحترم الغطارس ذكاء الآخرين . هو ايضا فصيح لا يفصح , يقول لا شئ ولكن يقوله بلسان طلق , فحديثه دوما جيد اللفظ سيئ التأليف .
لم يكن السفير وحده هو الذى تحاشى الخوض في تلك القضية الهامة , مؤثرا إلهاء سائليه بكل ما هو غير ذى موضوع . فعندما سئل , مثلا , بعض الذين خفوا للاستماع لمحاضرة الترابى في فلوريدا عن قضية العبودية في السودان , اجاب : العبودية لم تكن معروفة في البلاد الى ان جاء محمد على باشا واصدقاؤه الاوربيون .لا شك في ان خيبة امل السائلين في الترابى كانت مزدوجة , اولا لتهربه من الاجابة على سؤال محدد يتعلق بمشكل راهن , وثانيا لما ينطوى عليه الرد من إستغفال لباحثين متمرسين يعرفون جيدا تاريخ بلادنا اكثر مما يعرفه بعضنا . فلايعقل المرء ان الترابى يجهل ان العبودية كانت ظاهرة سائدة معترفا بها في المجتمع السودانى الشمالى القديم , كما كانت في غيره من المجتمعات القديمة . يستحيل الظن ايضا بأن الترابى لم يكن على دراية كاملة بأن محمد على باشا واصدقاءه الاوروبيين لم يكونوا هم اول من ادخل العبودية في السودان مع الاعتراف بأن خديوى مصر , كما سبق ان ابنّا , لعب دورا كبيرا في التصاعد بالرق في بلادنا , دون دفع من اصدقائه الاوروبيين . ولا نخال الترابى يجهل ان اول غازٍ من خارج حدود السودان فرض الاسترقاق على اهله هو عبدالله بن سعد أبى السرح عندما هادن حاكم دنقلا وفق شرائط معروفة , من بينها تزويد حاكم مصر بثلاثمائة وثلاثة وستين رقيقا ( بمعدل رقيق لكل يوم ) . ومن المحزن ان تحيد إنتهازية السياسة , بكل ما فيها من تسطيح للامور , وتغافل عن الحقائق الساطعة , بالترابى المجتهد عن الطريق ’ وتعدل به عن المحجة ’ وتحمله على تناقض لا نرضاه له ’ وكم تمنينا ان لايرضاه لنفسه . وليست هذه هى المرة الاولى التى تنكب فيها الترابى الطريق في الحديث عن الرق . فإن كانت إنتهازية السياسة هى التى اهربته من الرد على مسائليه في فلوريدا , الا ان حديثه لشيفاليرياس لا ينبغى ان يصدر من مجتهد مسلم يقول ان الاسلام هو مستقبل الانسانية . ففي رده على سؤال للكاتب الفرنسى عن ملك اليمين , اجاب الترابى بإن الاسلام يبيحه طالما ان الامَة وقعت في اسر جندى مسلم اثناء الجهاد في سبيل الله , او اوكله غيره برعايتها نيابة عنه اثناء المعركة . اى جهاد , واى يمين ,واى رعاية ونحن في القرن الحادى والعشرين . ا ولا يدعو للسخرية ان يكون الكتاب الذى تضمن حوارات الترابى مع شيفاليرياس هو الاسلام مستقبل العالم . فأى مستقبل يترجاه العالم تحت ظل اسلام ما برح حتى اليوم يبيح ملك اليمين ؟ اقرب الى موضوعنا دلالات هذه الفتوى بالنسبة للجنوبيات اللائى يقعن في الاسر اثناء الجهاد السودانى . |
|
|
|
|
|
|