|
Re: شارع أفريقيا (ذيله تراب، وظلام، وصدره بلاط، ورأسه زهور، وأنوار)!!. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
ملامح، أخرى من الشارع...
في الطريق إلى قلب الخرطوم، من حي مايو.....
تتوقف الحافلة، امرأة عجوز تتباطأ في الركوب، وأنت ستتابع فتاتين يقطعان الشارع " من هما؟ فيما يفكران، أنت بالنسبة لهن "عدم"، تحس بهوان، "نكره"، ماذا تريد؟، تخضع لك الفرسان، ياذو الفخار والجود، أن تكون شمسا؟ يعرفك الأنس، والجن، ورؤس الجبال، وبتلات عباد الشمس الصفراء؟، وما جدوى ذلك؟ النملة المجهولة، في عتمة جحرها، تتمتع بحياة وشعور، أمتع من تبلد الشمس الشهيرة، لا أحد يشعر بالمرأة المسنة، "الله"؟، يشعر بها، ويريد لها فوات الحافلة؟ غموض العقل القديم، يجعل العقل يتريث، أو يثور، أو لا يأبه، عشرون رجل يتدافرون في الباب؟ أنانية؟ حرص على الوصول في الوقت؟ فشل السياسة في توفير المواصلات؟ !!...
اختفت الفاتين عبر منعطف شارع المستشفى، تحاول تمثل حالهما؟ تفشل كعادتك، (أحقا هما موجودات، أم توهم حدث)، لا تراهما الأن، بل مجرد ذكرى، ستمحى، مثل ألف الصور التي رأيتها، لم؟ وما أهمية ذلك، مجرد صور عابرة، أم ترجع مرة أخرى، وما جدوى ذلك... تسرح، بعيدا، والحافلة تمضي في طريقها المعلوم.
حافلة فارغة تقف امام المرأة، ترفع قفتها وتركب.. تجلس على قرب النافدة، وتسرح بعيون طيبة حولها، كأنها جلست على عرش قصر، شعورها أعمق من دلك، ...
وتمضي الحافلة،...
يتبع..
,,,
|
|
|
|
|
|