أين المنطق في رفع الدعم عن الوقود ...؟

ما أن أذِن الآذن بالدورة البرلمانية الحالية، حتى تقدّمت وزارة المالية إلى منصّة المجلس الوطني، تطلبُ إلى النوّاب، بل
تعرض عليهم بإمرة واضحة! العمل على رفع الدعم عن الوقود، فالحال الاقتصادي بائس، والخزينة خاوية على عروشها! كأنما لسان حال الوزير: أنّ الأمر، هذه المرّة جَدْ جَد! ولامناص حتى لو وقعت على الرأس الفاس!! وبالرغم من أنّ ذات النوّاب، تتقدّمهم عربتهم! أعني منصّتهم، كانوا قد رفضوا مثل هذه البَيْعة الضـَّيزى! في دورتهم الماضية؛ إلا أنهم هذه المرّة قد جاءوا مُذاكِرين ومغلولي الرأي والبصيرة! فلم يستطيعوا حتى مجرّد السؤال: هل أنتم جادّون يا ناس المالية؟ وهل ترون أن المسألة حتمية! ولا بد ممّا ليس منه بُد!
لم يحدث شيء! فابتلعوا التبرير بأنّ تدهور الحال البترولي بسبب عجز الدولة عن حماية نفطها،أو لعله 70% من نفطها بهجليج، فضلاً
عن توقف نفط الجنوب عن أنابيبنا التي أصبحت مملتئة ماء! قد أفقد اقتصاد البلد توازنه! وليس من بُدٍّ سوى رفع الدعم عن الوقود.

دار الحديث إعلامياً، بضرورة رفع الدعم عن الوقود، وأطلّ الخُبراء الاقتصاديين يُشرشحون، يوافقون شريحة ويمتنعون عن أخرى والكُل يعمل حساباً على العِدَّة!! بلادنا بحمد الله، تذخر بالخُبراء من كل نوعٍ ولون وفَن! بيد أنّ أكثرهم ثرثرة، هُم الذين يزيدون طين الاقتصاد بِلّة! ذلك أنهم دوماًما تأتي مقولاتهم ومواقفهم كمَن فوجيء بالأمر! أو كأنّ الواحد منهم "سيد رايحة" على طول يفتح خشم البقرة!!

من بعد! تبيّن بالمُصادفة البحتة! أنّ رفع الدعم عن الوقود، ربما أشعلها! أو شعللها، فاستكانت بعض الألسُن التي تتكلّم كثيراً ولا تُنتِج قولاً حكيما؛ فتم طمأنة الناس، ألا رفع للدعم عن الوقود، وأن الحل الآخر، في الجيب الدستوري الذي عبّ وشال!!
تبرّع الخائفين على العِدّة! براتب شهر، واعتقدوا أن الحكاية اكتملت بالأخذ الفرّادي، لكنّ الشيلوكية المالية، رجعتْ تاني
لرفع الدعم بدءاً من العام 2013 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


أين المنطق إذن؟