|
Re: مثال حى للتهميش بالصور ــ2 (Re: Mohamed Gadkarim)
|
طفل حافى على حماره، بدلا أن يذهب للمدرسة، تراه راكبا حماره يجلب الماء. يذكرنى ذلك الطفل حالة طفل آخر فى اوائل سبعينات القرن الماضى. الزمان ــ شهر خمسة من صيف ذلك العام السبعينى. يغادر الزقندى ــ وهو الإسم الذى أطلقه عليه اهل القرية ، البيت وفى مرات كثيرة بدون شراب شاى الصباح ـــ مافى حتى فكة الريق.
تلسع أشعة الشمس جبهة الصبى الندية، وهو وارد، الميراد، كلمة تعنى الذهاب إلى مورد الماء ، أى الجزء الأول من رحلة جلب الماء. أما مورد الماء نفسه فيشار إليه فى قاموس أهالى كردفان بكلمة العد. كان العد فى إتجاة الشرق من قريتة الصغيرة.
وتغتاظ الشمس منه أكثر وهو سادر ، السدور كلمة تعنى الرجوع من مورد الماء، أى تشير إلى الإياب من رحلة جلب الماء الشاقة. و عاهده موقع القرية فى رحلة الإياب هذه أن يتجه غربا تلفحه الشمس بحرارتها التى لاترحم، فى ظهيرة كل يوم من ذلك الصيف قائظ الحر.
سأل الزقندى نفسه أكثر من مرة لماذا تقصده أشعة الشمس هو بالذات من دون مخلوقات الله جميعها، تذكر فجأه ناموس الحياة، والشمس تجرى لمستقر لها، وان أشعة الشمس تأتى من جهة الشرق فى فى الصباح ، ثم عمودية عند منتصف النهار، ومن جهة الغرب فى الظهيرة.
سنتابع رحلة هذا الطفل فى المرة القادمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|